نورة ال سعد
الرواية في قطر
ولدت الرواية في قطر مع ظهور روايات شعاع
خليفة الثلاث العبور الى الحقيقة 1993 ، أحلام البحر القديمة 1993 ، في انتظار الصافرة
1994. وقدمت شعاع سردا فنيا متماسكا بوجهة نظر تعكس روح الدهشة والعجز المجتمعي والانكماش
بإزاء المستجدات ، في مجتمع متدين بسيط.
وقد استحوذت النساء في قطر على
الكتابة منذ البداية فكان الحكي والقص أنثويا فكل كاتبات القصة القصيرة كن من
الأقلام النسائية أيضا .
ظهرت
بعد ذلك سرديات روائية ثم ازدحم الأفق فجأة وتلبد بالعشرات من المؤلفين ( اكثر من
40 روائيا وروائية ، طبعوا أكثر من 190 عملا خلال ثماني سنوات تقريبا ) وتمخضت
ظاهرة الطبع والنشر المحمومة فولدت مطبوعات خديجة شجع على ظهورها واستمرارها انشاء
دور نشر محلية وتشجيع مؤسساتي قام بتبنيها ، وكذلك أقيمت منصات للجوائز السخية .
للاسف لم يخرج الكتاب ولا الكاتبات
من النفق المظلم ، نفق العقل الموروث واستعبدتهم الأدوات الفقيرة والنظرة الضيقة .
ولم يستدع أحدهم التراث الإنساني والمنجز العالمي ، وحبسوا أنفسهم داخل معاناة
شخصية متضخمة ورقابة ذاتية ، وتربص شديد من العقاب الاجتماعي ، والخوف من الحرمان
من الجوائز ، وحصرت أعمالهم فنيا وتجريبيا ولغويا ، ولعل ذلك يفسر حقيقة أن كل تلك
"المطبوعات " لم تكن محركة أو
مؤثرة عندما خرجت إلى حيز النشر.
الحداثة و النسوية
لا يمكن استزراع مفهوم النسوية ، كما
أنتج ضمن موجات الحداثة الغربية ، في بيئتها وظروفها ودواعيها ، ولا يمكننا نقله
عنوة من نظام معرفي أنتجه إلى نظام معرفي آخر يعاديه ويخالفه في جوهره وفلسفته وأطره
التاريخية والثقافية والقيمية وأحكامه الدينية وظروفه المادية أيضا ، لا سيما انه
لا عزم ولا استعداد لاحتضان ذلك المفهوم أصلا ، بهدف صياغة أشكال جديدة للوعي تلبي
حاجات غير موجودة ! لحراك اجتماعي غير منشود !
لقد قوبلت (حركة تحرير المرأة
العربية ) في حينها ، بالرفض والعداء بالرغم من انها ظهرت في أوائل القرن العشرين
، وكانت تنطلق وتتحرك ضمن رؤية إنسانية
قريبة من ثقافتنا وموروثنا ، تفترض وجود مركزية ومعيارية ومرجعية ، فكيف بما تلاها
من الحداثة و ما بعد الحداثة ؟ .
سيكون حلا تسكينيا وتلفيقيا الزعم
بان النسوية اليوم هي مظلة عصرية عامة تحمل قيما وأساليب عصرية ثقافية اكثر منها معرفية ! وواقع الحال أن المفاهيم
والقيم العصرية أصبحت مظلة ثقافية عولمية ولكننا نستظل تحتها عرايا ومنكشفين. اننا
نعيش بازدواجية ونمارس النفاق ونتعامى عن المغالطات وندمر اللغة حين نتعاطى مع
مصطلحات مفرغة من معناها ومحشوة بنقيضها !