الجمعة، 12 يونيو 2009

اشربي والا العصا !

كتب نورة آل سعد :

بينما كنا نطرح ضرورة اصدار قانون عصري لتنظيم الاعلام في قطر، يواكب المتغيرات ويلبي التطلعات، بوغتنا بهجوم غير مبرر من مجلس الشورى القطري (الاستشاري المعين)، حيث انتقد بشراسة -يوم الاثنين الماضي- من وصفهم «ببعض الأقلام الصحفية المأجورة والقنوات التي استغلت حرية التعبير لتتعدى الخطوط الحمراء، وأساءت الى دولة قطر ومؤسساتها وقيمها الاجتماعية»، وبالرغم من ان مجلس الشورى نفسه قد اجاز بالاجماع عام 2002 مشروع قانون مطبوعات (لم يصدر لسبب ما) نص على عقوبات بالحبس لمدة لا تتجاوز ستة أشهر وغرامة لا تزيد على عشرة آلاف ريال، فإن احد اعضاء مجلس الشورى يطالب عام 2009 برفع عقوبة الحبس من 6 أشهر إلى سنة، وزيادة الغرامة من 3 آلاف إلى 300 ألف ريال، فما دواعي ذلك التصعيد؟ وهل تلك العقوبات مرشحة للزيادة وقابلة للرفع بمرور الوقت، وبحسب شدة استياء الاعضاء ودرجة اهتياجهم على (بعض) الاقلام ! واي الاقلام تلك التي تطاولت على قطر او اساءت الى رموزها من «اعلاميين ينتسبون الى قطر؟»، ولماذا دعيت بالمأجورة؟ فمن يمولها ولماذا لا تعاقب بحسب قانون المطبوعات لعام 1979؟ من المفارقة الجميلة انه في اليوم ذاته الذي نشرت فيه ثلاث صحف تغطية لجلسة مجلس الشورى بما لوحت به من تهديدات نُشرت ثلاث مقالات -في «الشرق» - تدور حول حرية الاعلام والمطالبة بالضمانات اللازمة. وانتقدت احداها اداء مجلس الشورى ذاته! ما مبررات ذلك الاقتراح برغبة الذي تقدم به 24 عضوا من اعيان البلد ممن تحفظ لهم مكانتهم الاجتماعية والعمرية؟ كل ما نعلمه ان احد الاعضاء طلب دعوة الشيخ حمد بن ثامر للاستفهام منه عن بعض الامور، لعل احدها زيارة فلمنغ روس لقطر الا انه لم يستجب لطلبه. وقد عاتب العضو المجلس على ذلك. احسب ان اعضاء مجلس الشورى يحتاجون الى مزيد من ضبط النفس وضبط المصطلحات والاطلاع على بعض النواحي القانونية، اذ ان الاقتراح برغبة الذي قُدم لا يعدو ان يكون مشورة «باطلة» لانه يحمل مخالفة صريحة للدستور الذي يدعي التمسح به. لماذا لم يفتح مجلس الشورى ملف مركز الدوحة لحرية الاعلام مباشرة، بدلا من اللف والدوران؟ ولماذا لم يتحرك الاعضاء يوما للمطالبة بضمانات اكبر للحريات، بدلا من انتقاد ما تحقق منها من هامش بفضل جهود سواهم من نشطاء الانترنت؟ وبأي وجه حق يستعدي مجلس استشاري حكومة البلاد على شعبها من مواطنين واعلاميين، مطالبا بتشديد وتطبيق عقوبات قانون المطبوعات وقانون الجنسية؟ ألا ينطبق امر تلك العقوبات على اعضاء المجلس انفسهم؟ لولا تعطيل ثلث الدستور لما استمر (وجود) مجلس الشورى ذاته الذي يتحجج بالدستور لينقض الحريات المنصوص عليها في الدستور نفسه. لقد تواترت منذ فترة انتقادات متواصلة لاداء مجلس الشورى المعين، ورماه المواطنون (وليس الاعلاميون ) بالتقاعس والتواني. وسوف تستمر القذائف ما استمر الحال «المايل»، فهل يرغب مجلس الشورى الحالي في التمهيد والتوطئة لقرارات مقبلة تتعلق بتشديد الرقابة على الانترنت والفضائيات بعد ان احكم اللجام على الصحافة ووسائل الاعلام؟ وهل تعتبر الجزيرة مشمولة بالاجراءات المفترضة ام ان المعني الرئيسي من الامر هو المنتديات القطرية وماذا يناقش فيها اصلا؟ ام انها مناورة استباقية للاطباق عليها وخنقها؟ ان اخطر ما في الامر هو استعداء اعضاء المجلس الحكومة على الشعب بالتلويح بسحب الجنسية ممن اغترفوا من خيرات وطنهم! والعجيب ان يزعم بأن التطاول والاساءة لقطر وليس انتقادا لاوضاع عامة يسأل عنها ويحاسب عليها مسؤولون في الحكومة ذاتها!! من اعطى اولئك الصامتين دهرا، الضوء الأخضر لطرح مقترح لكبح حراك وليد جاءت به ظروف الانفجار الاتصالي وانفتاح الدولة ومتطلبات الوفاء بالتزامات التوقيع على اتفاقيات دولية؟ اننا نترقب رد فعل مناسب من مركز الدوحة لحرية الاعلام بوصفه معنيا بالدفاع عن الحريات في كل مكان.. حتى في قطر!


http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=508585&date=13062009

هناك 3 تعليقات:

محمد الهاجري يقول...

اعتقد ان احسن شيء تعملية هو ان تطرحي القانون الي تشوفية مناسب بحيث يحمي النقد الموضوعي و يكبح الاسفاف و التشهير. و يكون نواة نقاش بين الاعلاميين بحيث يكون جاهز مع وصول مجلس يمثل الشعب مع احترامنا لمجلس الشورى لكن بحكم انهم اعيان و معينين لا نتوقع اكثر من همس القوافي مع الحكومة و لا يحمل اللة نفسأ الا وسعها. و انا هنا لا اقصد ان تطرحية من بنات افكارك و لكن الاستعانة بما ترين مناسب و يمثل وجهة نظرك.

قطرية بنت الفجاءة يقول...

همس القوافي ؟؟ :)

نأمل ان يعقد الملتقى الموعود المرتقب ..الذي لم يعلن عنه مركز الدوحة لحرية الاعلام بعد رسميا ولم يحدد تاريخه.
وكلنا يعلم يا اخ محمد انه متى صدقت النية وانعقد العزم فان لجنة من قانونيين واعلاميين معتبرين ستكون قادرة على اعداد قانون لتنظيم الاعلام معتمدة على ديباجة تستند الى الحريات المنصوص عليها في الدستور الدائم ومسترشدة بقوانين للمطبوعات والاعلام ليست ببعيدة عنا مثل قانوني المطبوعات للكويت والبحرين وكلاهما جديد الصدور في عام 2006

انه ليس اختراعا ولا انشطارا للذرة كما قد قلت انت نفسك في موضوع اخر عن قرارات بالامكان اتخاذها ..كسائر الدول والشعوب

واسعد الله اوقاتك

رايق البال يقول...

قال الله تعالى في كتابه الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2 - 3].

لا أعرف هل أضحك أم ابكي ، ولا أجد سوى هذه القصة القصيرة للتعبير عن ما يختلج في صدري فإقرئيها يا أستاذه نورة فهي تعبر عن الماض والحاضر وقد يكون المستقبل ..
أقول ( قد ) ..

في عام 1979 تلقى أحد الرجال هدية هي عبارة عن ثوب جميل أبيض ناصع فإرتداه ليجربه ..
ولحسن الحظ أن الثوب قد جاء مناسباً جداً له من حيث مقاسه فكأنما ُصنع خصيصا له ..
وتستمر الأيام ويبقى الرجل في ثوبة محافظاً عليه قرابة الــ22 سنة وبالتحديد في سنة 2002م ونظراً للتطور الجسماني الطبيعي للرجل بدأ الثوب يضيق شيئاً فشيئاً ، فذهب ( للخياط ) ليقوم الأخير بتوسيعه ..
وبعد أن أخذ المقاسات طلب منه أن يرجع بعد عدة أيام ..

فمالذي الذي حدث ..

الذي حدث أن الرجل عندما رجع لأخذ ثوبة وجده لازال ضيقاً قد يكون أوسع بشكل يسير لكنه لازال ضيقاً ..
فثار في وجه ( الخياط ) وطلب منه أن يصنع له ثوبا مناسباً لحجمة وشدد على ذلك ، على أن يرجعل له في الغد .
ولكن هذا ( الغد ) أستمر إلى العام 2009 وعنما انتهى الخياط من صناعة الثوب وقام الرجل لتجربته وجده أضيق بكثير جدا من السابق لدرجة أنه كاد أن يختنق ..
فمالذي يمكن أن يحدث ..
هل يختنق الرجل ..
أم يتمزق الثوب ..

أسمحي لي الاطاله ..
تقبلي من خالص التحية ...