السبت، 20 نوفمبر 2010

شروط التلقي

نورة ال سعد
 كان سقراط يأخذ على السفسطائيين في عصره اهتمامهم بوسائل الاتصال بالناس وكان يجعل منهم موضوعا للسخرية بيد انه اتهم - هو نفسه - بأنه لم يفعل غير ( الاستعراض الإعلامي الباهر ) على حد تعبير امبيرتو ايكو لان محاوراته الاقناعية على الأقل قد وقعت في فخ الإخراج المسرحي الذي كان بطبيعة الحال يتوخى أساليب الخطاب السائدة لاسيما في مجتمع محبذ للديمقراطية( رأي الأكثرية) فكان عليه الاهتمام بإقناع الآخرين للحصول على موافقتهم برغم اختلاف طرق البرهنة عنده عنها عند السفسطائيين .بيد أن سقراط يتميز أيضا عن السفسطائيين جذريا لأنه فضل أن يتجرع السم على أن يبيع نفسه وفكره وذاك فرق أخلاقي جوهري(1)
 

الجمعة، 19 نوفمبر 2010

الشعر الحديث في قطر

نورة ال سعد
الشعر الحديث في قطر شعر ناشئ لم يلق عناية في رصده وجمعه ودراسته وبحثه سوى في السنوات القلائل الماضية تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث . ولم تتوفر على رصد الإنتاج الأدبي وتحليله سوى أدوات بحثية أكاديمية في محاولات معدودة ترصدتها( تاريخيا) وعملت على اجتزاء الشكل عن المضمون وتحليله باستخدام مقاييس تقليدية تتفصى الاتجاهات الفنية وترصد الاغراض الشعرية وقل ان توفرت لناقد رؤية منهجية يتقصى بها ملامح الانتاج الشعري وقل أن توفر إنتاج شعري إبداعي متفرد في تجربته.

الأحد، 14 نوفمبر 2010

قصيدة النثر في قطر ( سعاد الكواري انموذجا )

نورة ال سعد


أنا المرأة التي تهبط على رخام الهذيان
كأول قطرة ندية تستقبل شهيق البلور
تذوب على مفاتن الطبيعة
كأول قطرة ندية تلتصق بالضجيج المتناثر
على طاولة المساء
                                        سعاد الكواري
 

الجنوسة في الخليج

نورة ال سعد
لعلنا نتقصد عمدا ( خلجنة ) بعض القضايا المعاصرة من باب التحديث الثقافي وربما كنا مدفوعين الى ذلك دفعا لمواجهة مشكلات متفاقمة ومستعصية في حراكنا الاجتماعي (المتقهقر) ، وفي داخل عملية الخلق والنقض الادبي بوجه خاص . تقول الكاتبة البحرينية منيرة الفاضل ( لقد أصبح واضحا أن المراة الكاتبة في الخليج أصبحت معنية بتغيير أو على الأقل بالتأثير في الخطاب الثقافي في المنطقة مثلها مثل الكاتبات العربيات في المشرق والمغرب العربي ) (1)
 

الجمعة، 5 نوفمبر 2010

مقدمة في القص القطري


نورة ال سعد 
استهلال
يتداخل النثري بالشعري أكثر فأكثر في الانتاج الادبي لكتاب المنطقة في الخليج والجزيرة ويصعب على النقاد تجنيس الاعمال الادبية في هذه المرحلة فهل الحزام لـ ( أحمد أبو دهمان) رواية ام سيرة ؟
 

السبت، 30 أكتوبر 2010

القص التجريبي في (الطوطم)

 المجموعة القصصية الأولى لنورة محمد فرج

بقلم : نورة ال سعد

لعل القصة القصيرة اليوم هي الجنس الأدبي الأكثر نموذجية وحيوية وتأثيرا في خلق الأفكار وتوليد التجارب والنصوص واقتناص الإشكاليات لاسيما أمام المرأة ذلك الكائن الذي يعيش ازدواجية متقنة ومعاناة مكثفة في المجتمع ويرزح تحت ضغوطات تتحدى خياراته كوجود وذات واعية طموحة وكإبداع يبحث عن هوية ثقافية وصوت متميز .

سيميائية العنونة عند شعاع خليفة

نورة ال سعد
يبدو العنوان معطى أوليا لقراءة العمل الروائي أو لنسمه مفتاحا تأويليا كما يسميه امبرتو ايكو (1) ويحدد جينيت وظائف العنوان بأربع وظائف رئيسة : الإغراء والإيحاء والوصف والتعيين وهذه الأخيرة تشترك فيها جميع الأسماء بلا تمييز (2) وتتداخل جميع الوظائف بطبيعة الحال فتشترك في التعيين المسمى والعناوين جميعا تشع إيحاءات تزداد أو تتعدد بسب ثقافة القارىء وتكتسب طاقتها الترميزية من تجاربه وملكاته بيد انها تحتفظ بقدر من الإيهام وعدم التثبت بحيث تفاجئنا بفحوى مختلف او متناه في الذكاء عندما تخضع لتحليل ناقد او متذوق مرهف الحس.

تعددية الأصوات في (أنا الياسمينة البيضاء)

 مجموعة قصصية للكاتبة دلال خليفة
بقلم : نورة ال سعد

            تبدو "مادة" القصص عند دلال خليفة ذات سمات عامة برغم خصوصية الشخصية وفرادتها وتبدو الحياة السرية علنية والتجربة الذاتية قضية إنسانية وتتجسد الأفكار غالبا في صور أشخاص لأن التجريد عند دلال خليفة هو رؤية للحياة .

القصة الحداثية - " أباطيل " أنموذجا للدكتورة هدى النعيمي


نورة ال سعد
في المجموعة القصصية للدكتورة هدى النعيمي والمعنونة
 ( أباطيل ) - صدرت في عام 2001 - كانت القصة القصيرة عبارة عن مساحة من التجليات والإيحاءات والانزياحات من الخارج إلى الداخل توغلا الى مغاور النفس ودهاليز اللاوعي ولكن ضمن بناء يمكن تعقله وتصوره وتأويله بدلالات فكرية واجتماعية.
 

الأربعاء، 27 أكتوبر 2010

المكان دلالات كشفية في رواية ( أشجار البراري البعيدة )

للروائية دلال خليفة
نورة ال سعد
مايو 2005

يحمل البعد المكاني دلالات الكشف عن رواية الانسان عن نفسه وعن الآخرين لاسيما عندما يقدمها ساردا بضمير المتكلم ويعكس فلسفته في الحياة ولذلك يرتبط هذا البعد بوجود الإنسان وحركته وتفكيره ومصيره كذلك . والمكان يشكل هاجسا واقعيا وذهنيا في الوقت نفسه واذا تنافر الأمران فان المرء يعيش حينئذ فيزيقيا في مكان بينما تعيش روحه مكلومة ومحكومة بقانون مكان آخر.
 

الأنا المتضخمة في رواية ( القنبلة )

  للكاتب أحمد عبد الملك
نوفمبر 2006
نورة آل سعد
            تعتمد بنائية الرواية عند الدكتور أحمد عبد الملك على محور رئيس هو الشخصية المأزومة المتضخمة وذلك في كل من روايتيه  "أحضان المنافي " (صدرت عن دار بلال- بيروت -  2005 ) والتي اعتبرناها سيرة ذاتية أدبية وكذلك في روايته الأخرى "القنبلة" ( صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت  2006  )
 

الجنسانية الأنثوية في الخليج

نورة آل سعد

نشر في مجلة " حقول " في يناير 2008


الجنسانية الأنثوية في الخليج
رواية (الآخرون) أنموذجا

                    ( طوال حياتها يجب عليها ان تجر جسدها هذا مثل قيد هائل مفروض على روحها )
من رواية "بئر الوحدة" للكاتبة رادكليف هول

تبدو (مشكلة الأنوثة ) بحسب التعبير الفرويدي – وان لم يكن واضحا – هو ما يشغل اهتمام النساء في الخليج لأنهن مدفوعات - أكثر فأكثر- إلى الاهتمام بالسجال السكسولوجي( Sexology ) في العالم والى إنتاج خطاب نسوي مواز للخطاب الذكري موضوعه المرأة ورهانه الجنوسة.
 

دلال خليفة بين مجموعتين مسرحيتين

التوقع والحلم والضحك
في المجموعة المسرحية ( التفاحة تصرخ ..الخبز يتعرى )
للكاتبة دلال خليفة
نورة ال سعد
يوليو 2006

بين المجموعة المسرحية الأولى للكاتبة القطرية دلال خليفة والمعنونة
( انسان في حيز الوجود ) صدرت عام 1992 والمجموعة المسرحية التي صدرت حديثا عام 2005 بعنوان( التفاحة تصرخ ..الخبز يتعرى ) حوالي عشر سنوات حافلة بعطاء روائي متميز لهذه الكاتبة المسرحية.

"أحضان المنافي" لأحمد عبد الملك

أول الغيث في السير الذاتية للأدب القطري
ديسمبر 2005
نورة آل سعد

ترى أيهما أكثر بوحا الرواية أم السيرة الذاتية ؟ هكذا سألت نفسي بعد قراءة عمل الدكتور احمد عبد الملك المعنون باسم (أحضان المنافي)  والذي أعلنه رواية .
 

دراما قطرية جريئة تبني عالما من المثاليات

نورة آل سعد
نشرت في " الوطن " القطرية في مايو 2006

تحليل اجتماعي نافذ تقدمه الكاتبة الصحفية مريم آل سعد في دراما قطرية جريئة بعنوان «تداعي الفصول». انه عمل لافت يخرج منشورا على حلقات كل ثلاثاء في الزميلة الراية. اصطنعت تلك الدراما عالما من المثاليات والثنائيات التي تتناوش النفس وتسيطر على إيقاع المجتمع وأحواله.

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010

أوبريت المناعي ( مي وغيلان )


نورة آل سعد

ابريل 2007

تعين على عبد الرحمن المناعي - مؤلفا ومخرجا- أن يختار بين أمرين إما أن يجعل عمله اوبريتا نمطيا يعتمد على الأصوات الغنائية الصداحة واللوحات الاستعراضية الراقصة بمجاميع مدربة وأبهة وزينة وبهرجة وفخامة مناظر وإما ان يختار تقديم استكشات درامية بأصوات ممثلين (ليست مطربة ولكنها مؤدية ) حيث يتناغم الصوت مع الحركة في انفعال واحساس ضمن خيط درامي واضح ومتصعد ولا بأس من خلفية من الراقصين أطفالا وصبايا ( مادمنا مولعين بالرقص ) لكن المناعي اختار الأمرين معا فجاء الاوبريت مزيجا مريجا!

بين اشكالية النص الدرامي والعرض الماتع

ابريل 2007
نورة آل سعد

ان المسرح فن. وهدف كل فن هو صناعة فرجة تحقق الامتاع واللذاذة وقد تكون المتعة فكرية أو شعورية ولكنها في المسرح لابد ان تكون استمتاعا بصريا وسمعيا . وهذه المتعة تنتجها ادوات واليات مسرحية تنفذ النص وتمسرحه على الخشبة بحسب رؤية اخراجية معينة . يقدم المسرح الواقع والمتخيل معا بصورة كابوسية او فانتازية بصورة معقدة او بسيطة واقعية ام تجريدية غير انه- في نهاية المطاف- يقدم رؤية تعكس التزاما وموقفا من الذات والعالم والمستقبل في عالم جمالي وفني .

( ابو حيان التوحيدي) قصيدة على الخشبة

عرضت ابو حيان ضمن فعاليات مهرجان الدوحة الثقافي السادس في مارس 2007


نورة آل سعد

لم استطع ان أتلمس في نص مسرحية " ابو حيان التوحيدي " ولها اسم ىخر ورقة حب منسية !! روحا درامية بل بدا لي النص اشبه شيء بقصيدة نثرية شخوصها تلبس مسوحا من الرمزية والتجريد .

السيّاب يموت مرتين

نورة ال سعد


ابريل 2007
تجتهد فرقة قطر المسرحية لتكون الفرقة (المنتجة) بحق فهي تمثل دولة قطر في أغلب المشاركات الخارجية التي جرت في السنوات الأخيرة الأمر الذي يسجل نقاطا لصالح هذه الفرقة (الحاضرة ) والتي تحاول إنعاش دور المسرح الجاد بعيدا عن التهريج والمسرح التجاري المغرق في الضحالة غير ان الفرقة تحتاج إلى توفيق اكبر في مسألة إيجاد نصوص قابلة للمسرحة) بنجاح على الخشبة .)

استعراض راقص أم عرض مسرحي ؟



عرض على هامش افتتاح الدورة الاسيوية الخامسة عشر للالعلب الاسيوية بالدوحة عام 2006

نورة آل سعد


لا يحتاج كاتب مسرحي قدير مثل حمد الرميحي الى بلاغة الصحافة الفنية التي كتبت كثيرا لعرض ( قصة حب طبل وطارة ) ولكنها لم تكتب عن المسرحية بعد . لا يحتاج الكاتب المسرحي حمد الرميحي الى عبارات محفوظة معلبة تمنح مجانا للجميع من قبيل ( تعالج المسرحية الكثير من الافكار الفلسفية !! ) او إيراد عبارات اشد وقعا وأكثر غرابة مثل ( إبراز جدلية التعايش بين المختلفين ) أو ( الانطلاق من خصوصية في اتجاه الكونية الخالية من الكره والشر والإقصاء والعنصرية ) !!

الاصدارات السابقة

























الإصدارات
* مجموعة قصصية بعنوان ( بائع الجرائد ) في عام 1989
* (تجريبية عبد الرحمن منيف في" مدن الملح" ) – دراسة نقدية - المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث – الدوحة – ط1 - عام 2005
* (أصوات الصمت .. مقالات في القصة والرواية القطرية) – نقد أدبي – المؤسسة العربية للدراسات والنشر ط1 - عام 2005
*( الشمس في اثري.. مقالات في الشعر والنقد ) نقد أدبي – المؤسسة العربية للدراسات والنشر ط1 - عام 2007

السبت، 23 أكتوبر 2010

رواية العريضة تصدر قريبا


تصدر قريبا الرواية الاولى للكاتبة نورة ال سعد عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.

. ليس من السهل تلخيص الرواية ولا سرد أحداثها ولا تدور حول شخصية رئيسية على وجه الخصوص وبالرغم من أن شخصياتها – على امتداد الأجزاء الاربعة- تتوزع على عقود تبدأ من الخمسينيات وتبلغ مرحلة في المستقبل ( بعد الزمن الحالي بسنوات ) فانها ليست رواية أجيال ! بل تمثل الشخصيات المختلفة ذاتها بفردانية معقولة كما تعكس صورة المجتمع في تحولاته وتناقضاته وهذا لا يمنع أن تلك الشخصيات قد تعد نماذج انسانية كذلك .

الجمعة، 8 يناير 2010

الثقافة بلا ضفاف


كتب نورة آل سعد :
التقيت المؤرخ الادبي د. محمد عبد الرحيم كافود مصادفة في معرض الدوحة للكتاب، ولم يشأ أن يخبرني في أي دار للنشر طبع كتابه الأخير عن المسرح في قطر، فقد أراد أن يرسله الي بريديا. منذ اعفاء د. كافود المفاجئ والسريع من رئاسة المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث انفرط عقد الخطة المبدئية التي أعدها، وأصيبت معظم الادارات والمراكز التي تنضوي تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة بالموت السريري، وانكب الرجل الاكاديمي - الذي وضع على الرف تحت مسمى خبير في هيئة متاحف قطر - على اصدار عدة كتب لم تلق حظا من الرواج ليس بسبب ندرة المكتبات في قطر ولا سوء التوزيع واهمال الاعلان فحسب، بل بسبب رئيسي وهو ركود السوق الثقافي، فمن ذا الذي يقرأ أو يلقي بالا للدراسات الاكاديمية برغم ندرتها؟! قد ينكر الكثيرون في داخل قطر وخارجها وجود نخب قطرية عريضة لانهم يجهلون أمرها، وكل ذلك بسبب تهميش وتعتيم مطلقين لتلك النخب التي غيبت طويلا وأعيقت فاعليتها ووظائفها، بل وتحولت الى روافد تغذي تخلف المجتمع ونكوصه المستمرين، وهي في معظمها نخب بيروقراطية مكفوفة عن أدوارها أفرزها اقتصاد ريعي في نمط انتاج رأسمالي تابع في مجتمع تخيم عليه ثقافة أحادية وتقليدية، يبرز فيها الادعياء وتغلب عليها ممارسات التحيز والرياء والتناقضات، ويعزى كمونها أو مواتها الى جملة من الاسباب.لا، ليست الثقافة وحدها بلا ضفاف بل ان الحياة ذاتها بلا ضفاف ولا معنى ولا معقولية! وكما قال الاستاذ جاسم السعدون قد نعجب اذا قادت المرأة السعودية السيارة في عام 2025 بينما سيكون امرا متوقعا ان تمتلك دبي نصف لاس فيغاس.

اليوتوبيا القطرية



كتب نورة آل سعد :
أكد د. علي بن صميخ المري رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الانسان في قطر على «عدم وجود خطوط حمراء على اللجنة»، كما جاء على عهدة وكالة الانباء القطرية، بينما وضعت الراية القطرية، التي تجشمت لسبب ما نقل (نص) الحوار التلفزيوني، مانشيت: «ليس هناك خطوط حمراء تعرقل عملنا ولا نتعرض لاي ضغوط». ولا ادري ما اهمية تأكيد امر ما الا ان كان ثمة من يشكك فيه او يدحضه!هناك علامات استفهام عديدة اثارها لقاء ابن صميخ على الفضائية القطرية، سأذكر بعضا منها فقط. عجبت لقول ابن صميخ ان دور اللجنة استشاري ولس تنفيذيا، لان هذا امر لا مراء فيه، ولكنني توقعت منه تقديم كلمة مراقبة لاوضاع حقوق الانسان على الصفة الاستشارية! لا سيما ان ابن صميخ قد انكر في اول الحوار ان تكون اللجنة الوطنية حكومية! فضلا عن ان هناك مكاتب حقوق انسان حكومية اولى من اللجنة بالقيام بالدور الاستشاري، مثل مكتب تابع لـ«الداخلية» وآخر ملحق بوزارة الخارجية. وبما ان اللجنة الوطنية في مسماها وزعمها مستقلة، فلماذا دار ابن صميخ ولف حول المسألة وزادها تعقيدا بقوله «والمؤسسات الوطنية لحقوق الانسان جاءت من الامم المتحدة. وعلى مدار العقود كانت هناك مطالبات بان تكون هناك مؤسسات ليست حكومية وليست تابعة للمجتمع المدني»، فأي شيء هي ما دامت لا هذا ولا ذاك؟ اي شيء هي اللجنة الوطنية لحقوق الانسان في قطر ما دام اعضاؤها المعينون جميعا مختومين بالختم «الميري» بلا مواربة! وكلهم موظفون حكوميون كبار ومن الوزن الثقيل، ويضعون قدما هنا واقداما هناك في عضوية مجالس ادارات عدة، بل ان بعضهم اعضاء في مجالس عليا يرأسها سمو ولي العهد! بل ان نائب رئيس اللجنة يشغل منصب خبير بالديوان الاميري! وهو عضو بلجنة الجنسية بـ«الداخلية»، ويتوقع منه كذلك ان يكون مدافعا حقوقيا عن اوضاع البدون او المسحوبة جنسياتهم في الوقت نفسه! والانكى من ذلك كله ان يزعم بان اكثر اعضاء اللجنة الوطنية ممثلون للمجتمع المدني! وذلك امر لا يصدق لسبب بسيط: انه لا يوجد مجتمع مدني في قطر!برغم تأكيدات ابن صميخ انه لا خطوط حمراء على اللجنة، فانني وددت لو تجسد ذلك عمليا في اللقاء، وبسطت امامنا ملفات موجودة بالفعل على مكتب رئيس اللجنة، مثل ملف محكومي المؤامرة الآثمة، الذين حكم عليهم ولم يصادق على الاحكام بعد، ولم يجر العفو عنهم كذلك، الا ان عددا منهم قد افرج عنه، كما ذكر تقرير لوزارة الخارجية الاميركية حول ممارسات حقوق الانسان في قطر لعام 2007، كما لم يأت اللقاء على ذكر السجين ابن كحلة، الذي سحبت جنسيته اثر اعتقاله في اميركا، ولعل هناك قضايا اخرى نجهلها وتكون محل دراسة ونظر من قبل اللجنة الوطنية لحقوق الانسان التي نتمنى بحق الا تواجه ابدا خطوطا حمراء، ولكن اين هي تلك اليوتوبيا التي تنعدم فيها تلك الخطوط على الاطلاق؟!