الجمعة، 5 يونيو 2009

استحقاقات مؤجلة


06/06/2009


كتب نورة آل سعد

نأمل أن يرى الملتقى الاول للصحافيين والاعلاميين النور قبل نهاية هذا الشهر لعل انعقاده يقطع الشك باليقين في جدية التوجه نحو اصدار قانون لتنظيم الاعلام.
لا شك ان ذلك القانون يعد احد استحقاقات المرحلة التي باتت تستنجز المقايضة المحتومة! فبعد سحب البساط الرعائي للدولة لا بد من توفير غطاء معقول ــ بالمقابل ــ من الحقوق المدنية والسياسية مصداقا للخطاب الرنان الذي يقرع اسماع الناس في المؤتمرات الدولية.
كنت اتمنى لو استطعت القول بأن الملتقى المرتقب يأتي استجابة لمطالبة من اعلاميين قطريين، ولكنني سأكون واقعية واتوجه بالشكر الى مركز الدوحة لحرية الاعلام لتنظيم الملتقى آملة ان يكون بداية التصالح والتوفيق بين مهام المركز ومصداقيته في الخارج والداخل. يسوؤني حقا ان تنبعث ــ بين الفينة والاخرى ــ اشاعة حول اغلاق مركز الدوحة، وكأن اولئك المغرضين لا يرون بأن قطر قد افتتحت للتو مركزا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الدوحة، واحتضنت المنتدى العالمي للقانون الذي اعلن عن افتتاح أول محكمة دولية مدنية وتجارية في قطر.
سيناقش الملتقى المنتظر مسودة هزيلة لا ترقى الى ان تكون مشروعا فعليا لقانون حول وسائل الاعلام، وقد قام باعدادها بعض المنتسبين الى الاعلام الرسمي، بيد أن أهمية الملتقى تأتي من حشده لجمع من الاعلاميين وطرحه العلني لملف مغيّب منذ سنين.
واذا عدنا الى الوراء فاننا سوف نستذكر مشروعا اكثر اكتمالا يدعى مشروع قانون المطبوعات والنشر الجديد، وقد تمت اجازته من مجلس الشورى القطري بالاجماع في الرابع من مارس عام 2002 بعد مداولات استغرقت اكثر من عامين ولكنه لم يصدر.
يتطابق كلا القانونين (الجديد الذي لم يصدر والقديم الذي لم يجدد منذ عام 1979) حيث ان كليهما يستغرقان في الاعتناء بالقواعد الاجرائية ويتناظران تماما في التعريفات والاشتراطات وفي تقرير العقوبات بالسجن والغرامة، وكلا القانونين عاجز عن تحديد معايير واضحة ويغفل امر تنظيم القنوات الفضائية ولا يشترط في مالك المطبوعة الصحفية الا ان يكون قطريا راشدا عاقلا حسن السير والسلوك، كما انهما لا يعتنيان بان يكون ذا صلة بالاعلام من قريب او بعيد، وليست هناك اشتراطات لمنصب رئيس التحرير القطري، الامر الذي مكن السلطات دائما من اقحام عناصرها من اي مستوى كانوا ومن اي مجال!
كما دأبت المؤسسات الصحفية على توظيف صحافيين ومراسلين ليسوا دارسين ولا ممارسين للصحافة وغير مقيدين في اي نقابة في بلدانهم، وذلك في مخالفة صريحة للقانون، بل انهم قد يزاولون مهنا كالرعي أو الخدمة في المطاعم. اذا كان القانون الحالي «مركونا» بسبب تخلفه ورجعيته، فان ابتداع قانون مناظر له في الخصائص لم يكن مجديا!!
وقد صبت وجهة نظر رؤساء تحرير الصحف المحلية (الثلاث انذاك) في التأكيد على ان ذلك المشروع لم يكن يشكل اي تقدم يذكر على القانون الحالي لعام 1979 فلا توجد فيه اية ضمانات تحمي الصحافي وتضمن حقه في الوصول إلى المعلومات بينما تفصل مواده في تشديد العقوبات. اما رد الشيخ حمد بن ثامر عليهم باعتباره رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون حول المشروع في عام 2000 فقد كان كالتالي: «ان قانون المطبوعات والنشر رقم «8» لسنة 1979 نادرا ما كان يتم تطبيقه على صحيفة، وان المقصد الأساسي هو أن يكون القانون بمنزلة صمام أمان للصحف. أما العقوبات الواردة في مشروع القانون ومن بينها الحبس فهي منصوص عليها في كل قوانين المنطقة»
وكأنما المقصود هو تعليق تلك العقوبات كالمقصلة فوق الرؤوس على سبيل التخويف لكيلا يقدم رئيس تحرير على نشر ما يمكن ان يدعو الى تطبيقها عليه بحسب تفسير الجهة المخولة بالاشراف او التنفيذ. وقد ذكر بان القانون الحالي لم يطبق سوى في حالتين فقط ! لعل احداها ايقاف الشرق لثلاثة شهور على اثر اصدارها عددا مسائيا بغير ترخيص، نشر فيه خبر احتلال الكويت في عام 1990.

هناك 4 تعليقات:

رايق البال يقول...

صباح الخير أستاذه نورة ..
أذا كان كلا القانونين ( القديم المركون والجديد الغير مولود ) يتطابقان في كل شي سوى تاريخ الصدور فما الجدوى إذا منه ...
بطبيعة الحال قانون المطبوعات والنشر دون التطرق لطبعية الاجراءات التنظيمة قد راعى المتلقى فقط ولم يلتفت للقائم بالعمل الصحفي إلا كتعريف للمهنة ومن له الحق في أنشاء دار للطباعه ..
ويتضح ذلك من خلال المادة ( 47 ) من القانون سالف الذكر والتي نصت على :
المادة رقم 47
لا يجوز نشر ما يلي :

( أ ) كل ما من شأنه التحريض على قلب نظام الحكم في البلاد أو الإِساءة إليه أو الإِضرار بالمصالح العليا للدولة .
(ب) كل ما من شأنه تعريض سلامة الدولة أو أمنها الداخلي أو الخارج للخطر ، وكذلك الدعوة والترويج لاعتناق المبادئ الهدامة .
(جـ) أنباء القوات المسلحة وتشكيلاتها وتحركاتها وعتادها وأفرادها ، وبوجه عام كل ما يتعلق بالنواحي العسكرية والاستراتيجية ، إلا إذا تم الحصول مقدماً على موافقة كتابية من القيادة العامة للقوات المسلحة .
(د ) أنباء الاتصالات السرية الرسمية ، والاتفاقيات والمعاهدات الدولية حتى يتم إبرامها ، إلا بإذن خاص من إدارة المطبوعات والنشر .
(هـ) كل ما من شأنه المساس برؤساء الدول أو تعكير صفو العلاقات بين الدولة وبين البلاد العربية والصديقة .
( و) كل رأي يتضمن سخرية أو تحقيراً لإِحدى الديانات السماوية أو أحد مذاهبها ، أو يساعد على إثارة النعرات الطائفية أو العنصرية أو الدينية .
(ز) كل ما من شأنه الإِضرار بالعملة الوطنية أو بلبلة الأفكار عن الوضع الاقتصادي في الدولة .
(ح) كل ما ينافي الأخلاق أو يتضمن خدشاً للآداب العامة ، أو يمس كرامة الأشخاص أو حرياتهم الشخصية .
(ط) كل ما من شأنه التحريض على ارتكاب الجرائم أو إثارة البغضاء أو بث روح الشقاق بين أفراد المجتمع .
(ى) وقائع التحقيقات والمحاكمات المتعلقة بالقضايا والأحوال الشخصية ما لم تصرح المحكمة المختصة بالنشر .
(ك) كل ما من شأنه إلحاق الضرر بسمعة شخص أو بثروته أو باسمه التجاري أو بقصد التشهير به أو إرغامه على دفع مال أو تقديم منفعة للغير أو حرمانه من مباشرة عمله .
(ل) أخبار إفلاس التجار أو المحال التجارية أو المصارف ، أو الصيارف ، إلا بإذن خاص من المحكمة المختصة .
( م) الطعن في أعمال الموظف العام المتضمن قذفاً في حقه ، إلا إذا ثبت أن الكاتب كان حسن النية وأعتقد بصحة الوقائع التي أسندها إلى الموظف العام ، وكان اعتقاده هذا قائماً على أسباب معقولة بعد التثبت والتحري ، واتجه إلى مجرد حماية المصلحة العامة ، واقتصر فيما صدر منه على القدر اللازم لحماية هذه المصلحة .
(ن) كل خبر أو مقال أو نبأ أو وثيقة يكون وزير الإِعلام قد أبلغ رئيس تحرير المطبوعة الصحفة أو صاحب المطبوعة عدم نشرها .

طيب ...
السؤال الذي ( يسدح ) نفسه ، هل يبطق هذا القانون على قناة الجزيرة لتناولها لشؤون بعض الدول وبلغت في فترة من الفترات مرحلة الازمة الديبلوماسية تطبيقا للفقرة ( هـ ) منه أو أن نطاق تطبيقه فقط يكون لما هو خارج عن محمية الجزيرة ، ام لأن السبب هو عدم التطرق للشأن القطري ..
وبين حانا ومانا ضاعت خطانا ..
آسف على الإطاله ..
تقبلي من خالص التحية

قطرية بنت الفجاءة يقول...

توضيحا لما جاء في المقال :

فان القانون المكرر هو مشروع قانون المطبوعات والنشر الذي اختفى عام 2002 بعد ان اجازه مجلس الشورى ولحسن الحظ انه وضع في احد الادراج .

اما مسودة مشروع قانون حول مجمل وسائل الاعلام فهو امر اخر (ثالث ) تبناه مركز الدوحة و من المقرر عرضه للنقاش في الملتقى المرتقب. مسودة مركز الدوحة تلك مسودة هزيلة واعدها- كما نمى الى علمي - الخبيران عبد الله صادق ود يوسف الابراهيم وابو ناب من جزيرة الاطفال وشخصان اخران ايضا .

لقد قارنت المقالة بين القانون الحالي لعام 1979 وقانون المطبوعات (الجديد) الذي كان على وشك الصدور منذ حوالي عشر سنوات ثم (هوّنوا ).. فقد اسقط في ايديهم لان كان قانونا يشبه القديم ولا يتخير عنه

علي يقول...

السلام عليكم ..

اتمنى ان تكوني تابعتي اجتماع مجلس الشورى الاخير .. وكيف ناقشوا حرية التعبير (المسؤولة) وكيف طالب بعضهم بتجريم من تكلم في امن الدولة (؟) ولا ادري ما المقصود ..
كما سمعت (قانون الجنسيه) خلال الكلام وهو مايعني بسحب الجنسية من الكاتب الذي يتعدى تلك الخطوط الضبابية ..

البعض يقول : نقاش مجلس الشورى هذا ماهو الا (تزويد) لعيار المواجهة مع حرية التعبير (المخيفة) خصوصا بعد فشل احمد علي المريع في المواجهة مع حرية القلم المتمثلة في كم من الكتاب الصحفيين وفي مقدمتهم نورة ال سعد بلا شك ..

اتمنى ان يكون اجتماع التخويف او (انتفاضة الميت) هذه .. دافعا قويا للنقاش الجاد والمباشر والشفاف حول حرية التعبير ..

لا مثبطا ومخيفا ..

قطرية بنت الفجاءة يقول...

بينما يناقش المدونون في الانترنت وجود القواعد العسكرية في الخليج العربي تلك القواعد التي تستنزف موازنات ضخمة اولى بها الاجيال القادمة فان اعضاء المجلس الشورى مستاؤون من بعض المواضيع والشكاوى الاعتيادية في الاذاعة والمنتديات وبعض الصحف مؤخرا!!

ما دواعي تلك المناقشة وما سبب (الرباطية) المكونة من 24 عضوا ؟ وعلام الهياج والغضب والمطالبة بتشديد العقوبات؟ وهل يمثل المجلس شرائح من الشعب ام مصالح الحكومة وامنها فقط ؟

هل هذا ما ننتظره من مجلس يقدم مشورته ليس الا ؟
ولا يقدم مشورة خير !! بل انها مشورة باطلة لانها تخالف روح الدستور ونصوصه ! ذلك الدستور الذي عطل اكثر من ثلثه ولذلك فان هذا المجلس موجود وقائم حتى الان !!

لم يفلح احد في قراءة مغزى تلك المناقشة وتشظت التكهنات والتفسيرات وان كان واضحا بان ما اثار حفيظة 24 عضوا في مجلس الشورى القطري المعين هي مجمل ما حدث في الفترة السابقة من انتقادات متكررة لاداء المجلس وتخاذله .

هل يحتاج الناس تخويفا وترهيبا وتلويحا بسحب الجنسية ؟؟ ولماذا لم ينجح اقتراح الاحبابي بدعوة الشيخ حمد بن ثامر وسؤاله عن الشبهات والاسئلة التي يحملها السادة اعضاء مجلس الشورى عن دخول فلمنغ روس الى قطر!!!

لعل مجلس الشورى يتقبل طوعا او غصبا مستجدات العصر ولا يفكر بالضرب من بيد حديد مادامت يده من ورق .
حتى المجلس لبلدي على علاته جاء عبر صناديق الاقتراع فهو مجلس شرعي اكثر منه !!!