الاثنين، 8 أبريل 2024

قراءة نقدية لرواية ( ماء الورد ) للكاتبة نورة محمد فرج

 




قراءة نقدية لرواية ( ماء الورد ) للكاتبة نورة محمد فرج

 

نورة آل سعد

 

صدرت رواية ( ماء الورد ) في عام 2017 وهي رواية الكاتبة نورة محمد فرج الأولى بعد مجموعتين قصصيتين ، الأولى هي ( الطوطم ) وصدرت في عام 2002- والأخرى هي (المراجم) في عام 2011  .

 

منذ البداية ، وحتى النهاية ، تصدمنا اللغة ، في المقام الأول ، فهي نثر بسيط متقشف ومتواضع ، أقرب الى حكي العوام ، كما قد يُتخيل في القرن الرابع الهجري ! تصدمنا اللغة بسبب ضيق الثروة اللغوية في المفردات والتراكيب والتشبيهات والتصوير وكل ضروب التعبير  !  ولا أدري ان كان ذلك متعمدا ! ولمَ  قد يكون كذلك ؟ فما المغزى من ان تكون اللغة فقيرة ومنكمشة وغير موحية وغير معبرة وغير مضيافة لاي شكل من أشكال و أساليب تنويعات اللسان ورحابته  ولا يحتسب اقحام أبيات من الشعر لم أجد لها توظيفا فعليا ولم تثرِ السياق و تعتبر زائدة عن الحاجة حتى لو افترضنا انها اقحمت لتخفيف رتابة النثر وتواضعه .

 

وموقفنا من اللغة يتعزز أكثر فأكثر عندما نجد أن الكاتبة نورة فرج قد اختارت أن تستخدم السارد بضمير المتكلم ، لشخصين رئيسيين ، هما ليلى وعابد ، وكلاهما يتناوب السرد ، ليلى وبعدها عابد وهكذا دواليك . وتبدأ ليلى حديثها الينا في الأول من رمضان وينتهي سرد الرواية بسرد ليلى في اليوم ( 29)  من رمضان  لا يمكننا أن نميز بين سرد الاثنين لانهما لا يختلفان عن بعضهما البعض . يستخدم كل من عابد وليلى نفس الأسلوب وطريقة التفكير وطريقة السرد لولا أن ليلى أنثى وأن (عابد ) ذكر وهما يكملان السرد لبعضهما البعض وان كان عابد قد قام بسرد أحداث أهم وأكثر لان ليلى لم تفعل شيئا الا الحزن على فراق عابد والقيام ببعض الزيارات الاجتماعية والعودة بذاكرتها الى شخص يدعى قسورة والذي تصادفه مرتين متفرقتين ، في الشارع ، وبمحاذاة جدار .


الأربعاء، 3 أبريل 2024

قراءة نقدية لرواية (فرج ) للفنان محمد علي عبدالله

 













قراءة في رواية ( فرج ) لمحمد علي عبدالله

 

( رغم أن أرض ( ظويلم ) هي الوطن الذي لا نعرف سواه الا أننا بالنسبة الى أهلها مثل الأبناء غير الشرعيين ) رواية فرج - ص 237

 

 

 

نورة آل سعد

 

( فرج ) هو العمل الروائي الأول والوحيد للفنان التشكيلي محمد علي عبدالله .

صدر الكتاب في مايو عام 2018 عن الدار العربية للعلوم ناشرون .

 

عندما أنهيت قراءة رواية (فرج ) قفزت الى ذهني ، رواية (القرصان) ، وهي رواية تاريخية صدرت في عام 2011  بقلم المهندس عبدالعزيز ال محمود . وربما خطرت على بالي لأنها رواية تاريخية ولأنها حظيت باحتفاء كبير وترجمت فورا الى لغات أجنبية وقيل بأنها الأكثر مبيعا !! وذلك على العكس من روايات أخرى تاريخية أيضا وأكثر جرأة في الطرح كالرواية التي بين أيدينا رواية ( فرج ) مثلا ،   ويقع في ظني - والله أعلم - بأن الأستاذ آل محمود كان فطنا وواعيا بضرورة وأهمية المساعدة التحريرية فكان حريصا على الاستعانة بها وذلك الحرص كوفئ بظهور القرصان بحبكة أقرب الى التماسك والرصانة وتخليص الرواية من الزوائد والتفاصيل والتكرار والاستطراد وبينما كان بطل (القرصان) هو ارحمة بن جابر الجلهمي فان بطل روايتنا هو فرج ، الملقب بالدقس .

ولو أن كاتبنا الفنان محمد علي ، دفع بالمسودة قبل طباعتها ، لمحرر بارع في فنه ، لاقترح عليه جملة من الاقتراحات ، لعل أهمها هو أن يستخدم ضمير الغائب في المقام الأول، ولحال بينه وبين الاطالة فحري به أن يحذف ثلث الرواية الأخير ، ففيه تكرار وتكثر وحكايات زائدة عن الحاجة فضلا عن التخفف من مبالغة البطولة المصاحبة لفرج فلا يخرج فرج الى البحر الا وأتى بالكنوز واللآلئ ثم يحل بالسفن الغرق فيموت البحارة ولا يكاد ينجو الا فرج واذا خرج فرج الى البر فانه يصادف المرضى والمكسورين والملدوغين فلا يسعه الا أن يعالج ويداوي فيُشفى مريضه وكأن له مسحة عيسى ومعجزته !

 

الاثنين، 1 أبريل 2024

بين ( بوح السبعين ) و ( حين يبوح النخيل )

 








بين( بوح السبعين ) و ( حين يبوح النخيل )



نورة آل سعد 

 

 

ترى هل يكتب الكتَاب حين يكتبون على سجيتهم وبقصد البيان.. أم للتعمية ؟

وما عدد مراحل الفلترة التي تمر بها المسودة لكي تغدو  قابلة ولائقة بالقراءة ؟

وهل تخضع لتصويبات وتنقيحات أبعد من اعادة التحرير اللغوي ؟

يبدو أن النصوص السيرية في منطقتنا الثقافية تتأرجح بين خانات عديدة ؛ تقفز من خانة الاعترافات إلى التبرم والشكوى واحيانا قد تنخفض معاييرها إلى مستوى الإعلان الترويجي !

           لقد جاء عنوان كتاب د أحمد عبدالملك (بوح السبعين) موحيا وذاتيا في العنوان وصورة الغلاف بأسلاكه الشائكة ، الا انه انحصر في اهتمام الكاتب وتحريه لتسجيل سيرة ذاتية مهنية ولذلك نجح في تقديم سجل واضح  للمواقع والمناصب التي شغلها فضلا عن ادراج جميع اصداراته مع نبذة وصور الاغلفة وكان د عبد الملك حريصا ومشددا على تقرير حقيقة يخشى أن تنسى وهي أنه كان دائما في مسيرته يحاول وضع بصمة ويبذل قصارى جهده ولا يألو سعيا لإثبات نفسه الا أن قرارا  يأتي من مكان ما فيستبعده أو يوقفه وينتقل أو ينقل الى مكان آخر .


السبت، 13 يناير 2024