الثلاثاء، 4 يناير 2011

الإبداع القطري



بقلم : لحدان بن عيسى المهندي
2011-01-04

  أنقل الى مدونتي مقالة الزميل لحدان المهندي الذي سجل موقفا شريفا بتضامنه مع حجز روايتي العريضة . لم يطلع الاخ الكاتب على الرواية لكنه عبر عن مبدأ راسخ ومكين في عالم الثقافة الحر وهو حرية التعبير الصحفي والادبي للكتاب .

نورة


المقالة


سؤال طالما حيرني، وهو لماذا نشعر أن هناك نهجاً عاماً لقتل الإبداع والمبدع القطري؟ سواء كان هذا الإبداع ثقافيا أو فنيا أو تقنيا أو اجتماعيا أو علميا أو رياضيا أو تاريخياً.
منذ ما يزيد على الثلاثة أشهر وأنا وبشكل يومي أقابل سعادة وزير الثقافة في كل صباح، ومع ذلك فأنا لا أستطيع أن أسأله هذا السؤال، والسبب ببساطة هو أن مقابلتي له هي مقابلة صورة على صفحات الصحف القطرية اليومية، لا مقابلة شخصه، فقد رأيت صور سعادته خلال الشهرين الماضيين في الصحف أكثر مما رأيت صور سمو الأمير أو صور سمو ولي العهد.
وقد ذكرت سعادة وزير الثقافة بالذات هنا لأخص الحديث عن طمس الإبداع الثقافي القطري الذي يحمل السمات والشخصية القطرية.
لن أتحدث عن تغيب المبدعين القطريين من الفنانين التشكيليين الحقيقيين، ولا عن تغييب الموسيقي العملاق عبدالعزيز ناصر، ولا عن تغييب الشعراء، ولا عن تغييب أصحاب الفكر الحقيقيين كالدكتور علي بن خليفة الكواري وأمثاله، ولا عن الكثير من الذين يستطيعون إبراز الوجه الثقافي الحضاري الجميل لدولة قطر، ولعلي أكتب مقالا خاصا عن ذلك، لكني سأتحدث عن ما هو أبسط من ذلك بكثير وهو رواية العريضة للكاتبة نورة آل سعد.
وحينما أذكر الكاتبة نورة آل سعد لا بد أن أذكر تلك السقطة التي سقطها مجلس الشورى القطري، والتي يجب أن تمسح من التاريخ السياسي القطري –وإن كان التاريخ لا يمسح ويخطئ من يظن ذلك– تلك السقطة التي تمثلت في أن يجتمع مجلس الشورى بأسره للاستنكار على "كتّاب مواطنين يكتبون في صحف خارجية ضد مصلحة وطنهم ومواطنيهم"، وكان يقصد بذلك نورة آل سعد، وعبارة "ضد مصلحة الوطن" عبارة فضفاضة وسيف مزيف يسلط ضد من يخلص في النصيحة، أو ضد من يقول رأياً يخالف التوجه العام، حتى وإن كان هذا رأياً لا يتجاوز الرأي! ثم يجيّش عليها كتاب قد تجاوزهم الحاضر ليسودوا صفحات الجرائد بتهاريج الكلام.
كل ما فعلته نورة آل سعد هو أنها وجدت مكانا أرحب لتعرض فيه رأيها بحرية، وكان حريّاً بمجلس الشورى أن يجتمع ليستنكر على من يضيق مساحة الرأي للعقلاء من أبناء وبنات هذا الوطن الذي تبنى رفع شعار الحرية والديمقراطية.
نورة آل سعد اليوم لديها رواية اسمها "العريضة" كتبت بسرد روائي لتوثيق بعض أحداث التاريخ –التي لن تمحى–، وهذا النوع من السرد هو منهج روائي جميل انتهجه كثير من كتّاب الرواية الحديثة كالكاتب يوسف زيدان في روايته عزازيل، ونجيب الكيلاني في رواية رحلة إلى الله وغيرهم، ولشدة جمال هذا النوع من الروايات، الذي يجمع بين متعة القراءة الروائية وفائدة التوثيق للحقيقة التاريخية، فقد طبعت ليوسف زيدان أكثر من عشر طبعات لرواية عزازيل.
لماذا إلى الآن رواية العريضة محجوزة، لقد تجاوز الزمان هذه المرحلة، وأصبح هذا الإجراء ضرباً من التخلف، فالرواية يمكن أن تنشر خارج قطر، ويمكن قراءتها من على النت فلماذا هي مغيبة في موطنها؟ لندع لها المجال ودع الناس تحكم، فإن كان فيها ما ينفع فسيتقبلها الناس بقبول حسن، وإلا فإنها سترمى بعد قراءة المقدمة، والناس شهداء الله في أرضه.
نسمع القول إن المثقف القطري مدعوم، والمهندس القطري مدعوم، والشركة القطرية مدعومة، والفنان القطري مدعوم، والباحث القطري مدعوم، والرياضي القطري مدعوم، وأنا هنا لا أقصد ولا أؤيد الدعم بمعنى المداراة، وإنما الدعم بمعنى فتح المجال له للمنافسة وإعطائه نفس الفرصة التي تعطى للأجنبي (مفارقة أن وصلنا لنطالب بذلك)، لا أن تغلق الأبواب في وجه كل ما هو قطري وتفتح لغيره، حتى وإن كان هذا الغير أضعف كفاءة وأقل نفعاً، وسل قناة الجزيرة تنبئك عن ذلك، ثم سل جامعة قطر لتنبئك أيضاً عن ذلك.
الواقع يقول إنه لا المثقف القطري ولا الفنان القطري ولا المهندس القطري ولا الشركة القطرية ولا الباحث القطري ولا الرياضي القطري يعطى نفس الفرصة التي يعطاها غيره، ويحضرني في معرض هذا القول المثل القطري الذي يقول:
ركب الرديف وراعي الشد حول
خف الجنا وراح الثقل في اليريده
ولن أشرح المعنى فمسؤولية من يقيم على هذه الأرض أن يفهم ما نقول.
والسؤال هو: لماذا نشعر أنه يمنهج طمس الإبداع والمبدع القطري؟
سؤال نقدمه بين يدي كل مسؤول قطري، أما أنا فسأوجهه لسعادة وزير الثقافة عند لقائي به غدا صباحا على صفحات الصحف، ولكنه لن يجيبني لأنني سأسأل صورة في صحيفة!!

هناك 6 تعليقات:

بو محمد يقول...

وهل يرضى وزير الثقافه بان يكون هناك مبدع غيره اصبح يغار حتى من مقصه

نورة الخاطر يقول...

لن أتفلسف ... وشهادتي بقلم نورة آل سعد مجروحة ... لأنها كاتبة أثارت إهتمام قراء كثر ‏ومنهم صاحبة هذا التعليق وقبل أن أتعرف عليها عن قرب فأجدها صاحبة فكر تستحق ‏الإحتواء لاالنبذ والإفتراء ... فمثلها لاينشد سوى مصلحة وطنه .. ورأيها تطرحه ليكن قابلا ‏للأخذ والعطاء ليتبين للمتابع مدى صحة الرؤية .. ولكن للأسف هناك من لايرى إلاّ بعين واحدة ‏‏.. وهذا العور لايمكنهم من الرؤية الواضحة فيغم عليهم الأمر ... ويتصدى المنافقون للتطبيل ‏على وتر الوطنية تصنيفا للمواطنين مابين دفتي الوطنية وعدمها وتلك والله نظرة ظالمة وما ‏اكبره من ذنب ... وهي كاتبة ومواطنة محبة لوطنها كما هم المزمرون ولكن الفرق يكمن ‏بضيق الأفق عند البعض والتملق والنفاق عند البعض الآخر ناهيك عن الوصولييون وهم بالله ‏يسيئون للوطن ايما إساءة ولكن من يعي معنى الرأي الآخر الذي يستحق التقدير ... ورواية ‏العريضة رؤية في التاريخ تستحق التقدير والمتابعة والتحليل إثراء للرأي والتاريخ ... ‏وبالتوفيق وفي إنتظار الإفراج عن رواية العريضة وكلنا أمل برؤية واثقة من قدرة القطري ‏على الإبداع من خلال الرأي الذي لايحيد به عن الثوابت ... ولاأظن بقلم نورة آل سعد إلاّ شعاع ‏فكري يثري ويغني ويستحق الثناء ... ‏
‏ نورة الخاطر‏

غير معرف يقول...

كم أنا سعيد برؤية ثلاثة من كبار المثقفين القطريين الذين نعتز ونفخر بهم يشدون على أيدي بعضهم البعض ويقفون معا بوجه مصادرة حق المواطنين في الحصول على المعلومة.

نورة آل سعد
لحدان المهندي
نورة الخاطر

شكرا جزيلا ..

حسن اللواتي: ساعي البريد يقول...

مرحبا أختي العزيزة نورة آل سعد

قمت بزيارة قطر الشقيقة سنة 2003م ومكثت هناك لمدة اسبوع واحد، في أول يوم قمت بجولة في المنطقة التي أقمت فيها وكان مقر دار العلوم للطباعة والنشر والتوزيع قريبا من مكان السكن أو الفندق.
التقيت بموظف مصري هناك وسألته عن المكتبات الشرائية في الدوحة فأرشدني إليها وقبل المغادرة لفتت انتباهي نسخة من رواية شعاع خليفة " في انتظار الصافرة" وطلبتها منه فقدمها لي مع إنها نسخة مهداة إليه - بعد أن مزق الإهداء- بقيت هذه الرواية على الرف لبعض السنوات.
ومؤخرا بدأت في قراءة هذه الرواية وقررت البحث عن المؤلفة وعن كل ما كتب عنها وأثناء البحث في محرك جوجول الساحر اكتشفت هذه المدونة الرائعة.
لدي رغبة كبيرة للتواصل مع الكتاب والمثقفين في قطر وأرجو زيارة مدونتي
كذلك تعرفت مؤخرا على مجموعة من الأساتذة والطالبات من جامعة قطر وذلك أثناء مشاركتهم في الملتقى الاجتماعي الخليجي الأول وكان معي كتاب للدكتورة كلثم جبر بعنوان " أوراق ثقافية" وفيه مجموعة من المقالات
لاحظت إحدى الطالبات هذا الكتاب معي وأخبرتني بأن الدكتورة كلثم تعمل أكاديمية في قسم الاجتماع في الجامعة وأخبرتها بأنني أرغب في التواصل معها، أخذت الطالبة عنواني الإلكتروني ولم يصلني أي رد حتى الآن، كذلك قمت بمراسلة الدكتورة ندى الطيبة من القسم نفسه ومازلت انتظر الرد
لقد قامت مدونة أكثر من حياة بمبادرة متميزة بعنوان " كتب تجمعنا" ومن خلال هذه المبادرة تم تبادل الكتب بين المثقفين من سلطنة عمان والكويت ويشرفني أن أقوم بالدور نفسه من خلال مدوتني ساعي البريد بحيث يتم تبادل الكتب بين المثقفين من السلطنة وأخوانهم في قطر

محبة وتقدير

أخوكم حسن اللواتي
مدونة ساعي البريد
عنواني: bindweed_2005@yahoo.com

قطرية بنت الفجاءة يقول...

اخي حسن اللواتي قمت بزيارة مدونتك ساعي البريد ومدونة اكثر من حياة التي يبدو انها توقفت .
لا يسعني مساعدتك كثيرا فيما يخص هدفك وهو (تبادل الكتب بين المثقفين من السلطنة واخوانهم في قطر) . لعلك تعلم بأن جمعية الكتاب والادباء القطرية سحب منها مقرها ولم تشهر برغم صدور موافقة من مجلس الوزراء وهي الان في النسيان والاهمال .. ولا يوجد من يسئل عن امرها وعن امر عدد من الجمعيات التي نالت موافقة وتجمد وضعها تماما .
بحسب علمي فان الاصدارات القطرية نادرة ..وتطبع على استحياء ولا تنال حظا من التوزيع .
أحث نفسي والزملاء القطريين الى الاستجابة..والتواصل مع دعوتك الكريمة ..وهذا كل ما املكه .


فيما يخصني فانني اتعاون مع كل الاخوة الباحثين والقراء ومستعدة لارسال نسخة من اي اصدار في حوزتي اليهم - بريديا- للاطلاع.

شكرا لمتابعتك

حسن اللواتي: ساعي البريد يقول...

أختي الكريمة والعزيزة نورة آل سعد

شكرا على الرد السريع

يؤسفني سماع هذه الأخبار وقد تحدث أمور مماثلة في مسقط ولكن يمكنني القول بأن الأمور ما تزال طيبة بالنسبة للساحة الثقافية العمانية إلى حد ما،
لدي مجموعة من الاصدارات العمانية في مجال المقال، الشعر، الرواية، القصة القصيرة وغيرها وأريد توزيعها على الكتاب القطريين من خلال مدونتك ولا يهمني أن المقابل من جهتكم قد يكون أقل، إنما الأهم هو أن يحدث هذا التبادل الطيب بين الأخوة والأخوات ولدي النية لزيارة قطر مجددا
لقد شعرت بالندم لأنني تركت رواية شعاع على الرف فترة طويلة وبالرغم من بعض الضعف هنا وهناك في الرواية التي أقوم بمطالعتها إلا أنها جميلة وتستحق القراءة فهي تكشف عن بعض الجوانب في المجتمع القطري والتي نجهلها وأنا سعيد لأن ذلك الرجل المصري تنازل عنها فمن خلال هذه الرواية تعرفت عليكم وعلى المدونة الجميلة التي سأضيفها إلى قائمتي وأرجو إرسال عنوان البريد الجوي الخاص بكم لأرسل لكم بعض الأعمال الأدبية العمانية ولدي استفسار ما هي الكتب العمانية التي بحوزتكم حتى لا أرسل لكم أشياء قد تكون عندكم :)

كل التقدير والمحبة

أخوكم حسن اللواتي