الجمعة، 30 يناير 2009

الرواية النسوية في الخليج


27/12/2008

قطر الندى


كتب نورة آل سعد :

ترتكز موجة روائية فضائحية تقودها المرأة في الأدب الخليجي على «ثيمة» الجنس، ليس بوصفه حاجة او رغبة فحسب، بل باعتباره محورا أساسيا لفعل الإنسان وأفكاره ومواقفه. لم تعد المرأة في الخليج تستخفي وراء أستار الحب العذري، بل أصبحت تتحدث عن تجارب وخبرات جسدية سوية ومنحرفة.تتلمس الكتابة النسوية في الخليج طريقها نحو المعاناة الخاصة، فقد غدت كتابة من منظور المرأة عن نفسها ووسطها وعالمها! وأصبحت الكتابة ذاتها موقفا تتخذه المرأة ضد «الآخرين»! انها تجربة خاصة بالكاتبة، ولكنها متعلقة بجنسها الأنثوي أيضا. لم تعد المرأة الكاتبة تلحق نفسها وقلمها بركب مشروع سياسي او اجتماعي! ان المرأة اليوم مشغولة بذاتها لا بالعالم، ولا ينفي ذلك تأثرها البالغ بواقعها وقواعده ومحدداته، ولكنها لا تتجه إليه، بل الى تلك الحجرة المغلقة في داخلها، متجاوزة طبقتها ومجتمعها وظروفها لان ذلك هو السبيل الوحيد للتحرر او.. الهروب. ان استحواذ المرأة على المشهد القصصي، واستئثارها بالسرد الروائي تقريبا يدعوان الى الغوص في سيكولوجيا الذات النسوية والأسباب الاجتماعية لتمردها الجسدي. لقد عدت المرأة دائما جسدا! وها هي ذي تعيد ذاكرة الجسد وتفتح الأبواب المغلقة عليها.. ودونها! لقد عبّرت المرأة دهرا عن الأصوات الأخرى، وقمعت صوتها الداخلي وذاكرتها الخاصة، وآن الأوان لكي ترسم هي ذاتها هويتها العاطفية وتبسط تفاصيل ذاكرتها ووعيها لنفسها وجسدها وعالمها الأنثوي.لقد صدرت منذ منتصف التسعينات نحو 300 رواية سعودية، فضلا عن الروايات الأخرى في الخليج، وقيل إنها أنتجت كثيرا من الجنس وقليلا من الأدب، وقد كتبت المرأة بالذات أكثر الروايات شهرة ورواجا.ينعى عبدالقادر عقيل على إبداعات المرأة العربية في الوقت الراهن أنها تتنكب محاكمة الواقع السياسي والاجتماعي، وتتجه بقوة نحو اتخاذ الجسد محورا مفصليا ومعبرا عن «ترددات الحرية». ذكر عقيل عددا من الروايات واصفا إياها بأنها أعمال جادة أغنت المنجز الروائي العربي، بيد انه شدد على ان النجاح الذي حققته تلك الرواية النسوية دفع الكثيرات الى ارتياد الدروب السهلة على حساب المبنى العام للعمل الفني. لا شك ان الجسد يروج لتلك الأعمال من دون سواها، لان عددا من النصوص الإبداعية في الخليج لم تطبع الا مرة واحدة!! وبعضها كان إبداعا لافتا ونال حظا من الدراسة والتحليل النقدي، ولكن من دون ضجيج او رواج. لست أنكر أن «الرواج» يتعلق بأمور عديدة ليس لها علاقة بالأدب الجيد او الرديء، مثل طبيعة السوق والأوضاع العامة وذائقة القارئ العربي وظروفه الاجتماعية والسياسية.وفي معرض حديث د. عبدالله الغذامي عن العلاقة الوثيقة بين التنويرية والجماهيرية، وصف الروائية رجاء عالم بأنها كاتبة ارستقراطية، في حين عدّ رجاء الصانع «سواليفية»! وقد راجت بنات الرياض لرجاء الصانع لانها واقعية في طرحها وممتعة ومبتكرة، على حين كسدت روايات رجاء عالم لانها متمنعة ومجافية للذوق العام الذي يحبذ السردي والحكائي على فنون الترميز والغموض.أريد القول أخيرا ان الرواية، التي تستند الى وصفة الجنس وحده بصورة مقصودة ومفتعلة، ليست سوى كتابة إباحية (بورنوغرافية)! لقد توغلت المرأة الكاتبة في الخليج في مناطق الحظر من دون ان تقدر حقا مقدار التبعات المترتبة عليها، لذلك نجد أسماء تظهر ثم تخبو سريعا، وقد تصفعها قسوة الحظر في الداخل فتنكمش، وكثيرا ما تستتر وراء أسماء مستعارة، وقد تكون مقيمة أصلا في الخارج او منعزلة - طوعا او كرها - عن الحياة العامة. ومن متابعتي لشهادات بعض المبدعات في الخليج، استشعرت - كسواي - غلظة القيود وتعاضد التابوهات السياسية والاجتماعية، وقسوة المعاناة على الأنثى. فهي محض تكوين هامشي في السياق الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. لقد جربت المبدعة في الخليج محطات متعددة، وتنقلت بينها في بحث مضن عن ذاتها، ولكنه كان مجزيا أحيانا، فقد أضحت الكتابة ضرورة أنثوية، لا لكي تعبر المرأة عن مطالبها فحسب، بل لكي توثق تاريخها وحضورها الاجتماعي ووجودها المادي.

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

بما انني لست بمتابع جيد
بل اقل من القبول للأدب الحريمي.
(حدي حرمة وحدة اسلبت لي حشايش مخي
واللي هي اجاثا كرستي ..)

وما قط مرت علي إمرأة سمعت انها
صاحبة أدب ولها شهرة محلية او عربية

ولكن ابني المثقف حمل لنا كتاب
مكتوب عليه باللغة الإنجليزية هاري بوتر.. ظنيت اولا انه هاري بوتر
هو من يقوم بكتابة قصصه.

ولكن الصدمة كانت انه كاتبة مغمورة
اصبحت مليونيرة من وراء هذه الشخصية.

حاليا ابحث عن أدلة تثبت قرابتي لهاري بوتر حتى اطالب الكاتبة هذه
ببعض مما اكتسبته من وراء تلك الشخصية( كان عندي جد يصير جد عم ابو جدي في الدول الأوروبية )..

نعود مرة ثانية للأدب النسووي
مرت علي الكاتبة السعودية الزعبوطة
اللي اول ما كتبت اتحفتنا عن
علاقات بنات في مثل سنها ومغامراتهن
مب متذكر اسمها حاليا ..
وكان الدكتور غازي القصيبي اول من
شجعها ...> قرأت كتابها شدتني الإثارة اكثر من المفردات والتعابير ..


لكن بشكل عام لم أجد شيئا يسمى أدبا حريميا..

لربما لقلة بحثي عن الأدب
لأني مأدب من البيت ( مافي وجه تعبيري اهنيه ؟ )

او اعتقد ان المرأة لم تبرز نفسها
لدرجة ان الواحد يقرأ لها غصبا عنه..

شكرا لك يا قطر الندى او ام عبدالله

...........> المجهول

قطرية بنت الفجاءة يقول...

شكرا لاهتمامك ايها المجهول .
اعتقد بان المرأة في منطقة الخليج استحوذت على مساحة كبيرة من الادب الروائي
وبصمتها واضحة

غير معرف يقول...

اختنا نورة ..
بارك بك هل لك ان تعطينا نبذة عن بعض الاديبات الخليجيات ؟
واكون شاكر لج .

المجهول