الجمعة، 29 مايو 2009

قانون تنظيم الاعلام في قطر


30/05/2009


كتب نورة آل سعد :

لا شك ان قرارا بإلغاء وزارة الاعلام لن يعد قراراً «تقدميا» طالما كان انهاء لمظلة اشرافية ورقابية لم تختف اصلا، بل نابت عنها ادارات حكومية تحت جنح ما سمي بالهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون، واصبحت تدعى اليوم المؤسسة الاعلامية، وطالما ظل قانون المطبوعات القديم لعام 1979 قائما من دون تعديل او تغيير، وهو بالمناسبة قانون يوصف بانه رجعي ومتخلف عن الركب.
ان استمرار تأجيل اصدار قانون لتنظيم الاعلام يعطل خطوات ضرورية كثيرة يتطلع اليها الافراد والشركات وتتضرر منها الحياة الثقافية والنشاط الاعلامي بخاصة.
ولئن كان قانون المطبوعات الحالي يعرّف الصحافي بانه «كل من اتخذ الصحافة مهنة أو مورداً للرزق»، فإن هذا التعريف بلا شك يعطل طلب التقدم بإشهار جمعية مهنية للكتاب والاعلاميين القطريين، ويمنع القطريين لاحقا من طلب العضوية ما داموا لا يعدون صحافيين قانونا!
لم يزل زملائي (وأكثرهم من كتاب الاعمدة والاعلاميين غير المنتسبين الى مؤسسات اعلامية) ينتظرون منذ سنوات عديدة البتّ في مسألة اصدار مثل ذلك القانون، ويأملون ان يفتح المجال ـ الى حد ما ـ لمنح التراخيص لاصدار المطبوعات وانشاء القنوات ـ بضوابطها المعقولة ـ ومن المتوقع الا يغفل ذلك القانون عن ذكر ضرورة ايجاد جمعية مهنية او اكثر للصحافيين والاعلاميين، وأن يعمل على تنظيمها وتعريف اصحابها تعريفا عمليا وواقعيا.
ان المجال مفتوح منذ اكثر من عقد من السنين للنظر في هذا الامر واعداد مشروع مناسب لتنظيم الاعلام القطري، بالاسترشاد بقوانين الصحافة والاعلام في دول مجلس التعاون أو الاستئناس بأحدثها صدورا، وهو القانون الكويتي لعام 2006. وبقطع النظر عن جهة الاختصاص المخولة اعداد مشروع القانون والحث على تقديمه ورفعه الى مجلس الوزراء! وسواء أكانت وزارة الثقافة (وتشرف على ادارة المطبوعات) ام المؤسسة الاعلامية، فان ايجاد قانون تنظيم الاعلام اصبح حاجة ملحة مع مرور الوقت.
لم ازل اذكر تصريحا للشيخ حمد بن ثامر آل ثاني بشّر فيه بقرب صدور قانون المطبوعات الجديد منذ حوالي عشر سنوات مضت، الا ان ذلك القانون الذي تضمن عقوبات بالسجن للصحافيين لم يظهر قط. يتبنى مركز الدوحة لحرية الاعلام اليوم مسودة لمشروع قانون آخر حول مجمل وسائل الإعلام في قطر، ويعد المركز منظمة غير حكومية على الرغم من رئاسة الشيخ حمد بن ثامر لمجلس ادارته، وهو في الوقت نفسه رئيس مجلس ادارة المؤسسة الاعلامية، فضلا عن رئاسته مجلس ادارة شبكة الجزيرة!!
وقد نشر مركز الدوحة مسودة مشروع القانون على موقعه الرسمي منذ ثلاثة اشهر، وناشد الاعلاميين والصحافيين الادلاء بمقترحاتهم، ويعزم على تنظيم ملتقى للكتاب والاعلاميين في يونيو المقبل لمناقشة عدد من التعديلات قبل اضافتها الى مشروع القانون المقترح.
يذكر قانون العمل في قطر انه يحق للعمال وموظفي الشركات الخاصة الانضمام الى نقابة، بيد أن هذا القانون العام مقيد بمرجعيته في قانون الجمعيات لعام 2004 الذي يشترط لاقامة الجمعيات المهنية وجود قوانين منظمة للمهن المعنية! وثمة حوالى 99 في المائة من المهن غير منظمة بقانون في قطر! ويفرض قانون الجمعيات قيودا واعباء مالية على الجمعيات المهنية على وجه الخصوص، فيجب دفع مبلغ كبير مقابل الترخيص لمدة ثلاث سنوات، فضلا عن عشرة آلاف رسماً سنويا.
ان جمعية الكتاب والادباء تنتظر منذ أشهر المصادقة على اشهارها باعتبارها جمعية «ثقافية»، ويتطلع القانونيون بدورهم الى تقديم طلب اشهار جمعية «علمية»، وكذلك تنوي بعض السيدات تقديم طلب لاشهار اول جمعية نسائية في قطر، بينما ترزح الجمعيات المهنية المعدودة التي اشهرت بالفعل، كجمعية المحامين وجمعية المهندسين وجمعية الاطباء، تحت وطأة الاعباء المالية، ومعضلة توفير المقر وتأثيثه وتوفير موازنة تشغيل سنوية يتبرع بها رعاة أسخياء. وللحديث تتمة.

هناك 13 تعليقًا:

بدون تعليق يقول...

تسلم يدك

قطرية بنت الفجاءة يقول...

جزاك الله خيرا على المتابعة

صلاح الأنصاري يقول...

أمر الحريات في الشقيقة قطر محيّر وسط العهد الجديد لسمو الشيخ حمد وولادة قناة الجزيرة التي احدثت ثورة وانقلاب في عالم الاعلام العربي ، فما زالت هناك بعض الثقوب في ثوب الحريات القطري بحاجة للرتق وأملي أن يتم سريعا
المشكلة في قادة عالمنا الثالث اعتقادهم أن الحريات تمنح لشعوبهم متناسين أو متجاهلين أنه حق مكتسب كالماء والهواء....
ليتهم يعلمون أن المزيد من الحريات يعني المزيد من الحب والولاء...ليتهم

وما زلنا نتابع صدى كلماتك أستاذة نورة

وتقبلي خالص التحية

قطرية بنت الفجاءة يقول...

الاخ صلاح الانصاري

اشاطرك الحيرة!
اعتقد بان اكتساب الحقوق والحريات يستوجب المطالبة بها اولا
لكي نكون جديرين باستحقاقاتها واعبائها

AA يقول...

"الحقوق تؤخذ ولا تعطى"
ومع أن هذه العبارة في مجملها صحيحة، ولكن سمو الأمير فتح الأبواب، ولكن الملكيين يولولون لكي تبقى الأقلام مكسورة، لأن الأقلام في الصحافة الحرة والنزيهة ستفضح ممارستهم التي تريد أن تحافظ على مكتسابتهم الآنية.

شكراً زميلتي نورة على هذا الطرح الاحترافي والصادق.

HICH يقول...

ضعنا بين طلب الحريه او تقديم الحريه والمحصله الحريه تبحث عن من يتبنها

قطرية بنت الفجاءة يقول...

حياك وبياك اخي HICH

الحرية !!!
كم باسمها ترتكب الاخطاء والجرائم بحق الثقافة والهوية والحقوق الاساسية للافراد !!!
لا احد يتبنى الحرية ولا يقدمهاو يمنحها! الحرية تنتزع باعتبارها حقا وتصان وتحمى بسياج من الضمانات
شكرا لتعليقك

AA يقول...

اقتباس


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله العذبة مشاهدة المشاركة








قانون تنظيم الاعلام في قطر


لم ازل اذكر تصريحا للشيخ حمد بن ثامر آل ثاني بشّر فيه بقرب صدور قانون المطبوعات الجديد منذ حوالي عشر سنوات مضت، الا ان ذلك القانون الذي تضمن عقوبات بالسجن للصحافيين لم يظهر قط.


بقلم : نورة آل سعد
السبت الموافق 30-5-2009

المصدر http://nouraalsaad.blogspot.com/2009...post_7175.html




هل سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني بصفته رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية، وبصفته رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون سابقا، والتي أصبحت المؤسسة الإعلامية القطرية يتدخل في أمور الصحافة المحلية من قريب أو بعيد؟

لماذا تدور بعض الأسئلة في مقالة الكاتبة حول سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني بصفته؟

وهل سعادته يهتم بما يثار في الصحف من تدني السقف وقمع الرأي الآخر بصفته رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة لحرية الإعلام؟

أحيل سؤال الكاتبة بخصوص التصريح الصادر منه فيما يتعلق بقانون الطباعة والنشر العائد إلى القرن الماضي إلى سعادته.

هل يمكن لبعض رؤساء التحرير أو مدير عام صحيفة الوطن أن يوجه هذا السؤال لسعادته في صفحة الوطن الأولى؟

هل تقدمت الإعلامية الفاضلة مريم الخاطر نائب مدير عام مركز الدوحة لحرية الإعلام إلى سعادته بسؤال حول القانون المذكور لأنه يشغل الكثير من المناصب الإعلامية المفصلية في الدولة؟

قطرية بنت الفجاءة يقول...

الزميل الاخ عبد الله العذبة (بو محمد)
اشكر لك اثراءك الموضوع بالاسئلة المهمة والضرورية !
نتطلع الى الاجوبة من.. اصحابها ..مهما طال الانتظار .

رايق البال يقول...

ويعيش المواطن في شتات بين ( دعاية الحرية ) وواقع الحرية ..
مقال مميز أستاذه ..
خالص التحية

قطرية بنت الفجاءة يقول...

تحية لك يا رايق البال
واتمنى لك التوفيق مع مدونتك الجديدة

محمد الهاجري يقول...

الى الاخت نورة المحترمة تحية و بعد, اعتقد ان احسن شيء سواة احمد على انة عملك دعاية و خلا الناس تعرف عنك اكثر و انك تكتبي بحرية اكثر في الصحافة الكويتية و بحكم اني اقرأ من الصحف القطرية الوطن و الراية فقط فسعيد بالاطلاع على فكرك الرائع و اشكر الاخ احمد انة خلاني ابحث عنك في الغوغل و اعثر على مدونتك , لقد احسنتي بعمل مدونة حتى يتمكن القاري المهتم بقراءة مقالاتك السابقة. بصراحة طريقة التحقير مرفوضة اما رد على الفكرة بالحجة او اسكت. و كلامة في اخر المقال ان هذا فقط غشمرة و انة راح يبكيك لو تعرضتي لة مرة اخرى يعطي الاحساس كنة ماسك عليك شيء و ياريت تردي علية حتى ان شوف اش عندة. و شكرأ

قطرية بنت الفجاءة يقول...

اخي محمد الهاجري شكرا لتعليقك . اوافقك القول بان(( طريقة التحقير مرفوضة اما رد على الفكرة بالحجة او اسكت))

ولذلك انا ارد فقط بالحجج وقد رددت على احمد علي في مقالة واحدة هي (صحافة الردح) .