الأربعاء، 3 أبريل 2024

قراءة نقدية لرواية (فرج ) للفنان محمد علي عبدالله

 













قراءة في رواية ( فرج ) لمحمد علي عبدالله

 

( رغم أن أرض ( ظويلم ) هي الوطن الذي لا نعرف سواه الا أننا بالنسبة الى أهلها مثل الأبناء غير الشرعيين ) رواية فرج - ص 237

 

 

 

نورة آل سعد

 

( فرج ) هو العمل الروائي الأول والوحيد للفنان التشكيلي محمد علي عبدالله .

صدر الكتاب في مايو عام 2018 عن الدار العربية للعلوم ناشرون .

 

عندما أنهيت قراءة رواية (فرج ) قفزت الى ذهني ، رواية (القرصان) ، وهي رواية تاريخية صدرت في عام 2011  بقلم المهندس عبدالعزيز ال محمود . وربما خطرت على بالي لأنها رواية تاريخية ولأنها حظيت باحتفاء كبير وترجمت فورا الى لغات أجنبية وقيل بأنها الأكثر مبيعا !! وذلك على العكس من روايات أخرى تاريخية أيضا وأكثر جرأة في الطرح كالرواية التي بين أيدينا رواية ( فرج ) مثلا ،   ويقع في ظني - والله أعلم - بأن الأستاذ آل محمود كان فطنا وواعيا بضرورة وأهمية المساعدة التحريرية فكان حريصا على الاستعانة بها وذلك الحرص كوفئ بظهور القرصان بحبكة أقرب الى التماسك والرصانة وتخليص الرواية من الزوائد والتفاصيل والتكرار والاستطراد وبينما كان بطل (القرصان) هو ارحمة بن جابر الجلهمي فان بطل روايتنا هو فرج ، الملقب بالدقس .

ولو أن كاتبنا الفنان محمد علي ، دفع بالمسودة قبل طباعتها ، لمحرر بارع في فنه ، لاقترح عليه جملة من الاقتراحات ، لعل أهمها هو أن يستخدم ضمير الغائب في المقام الأول، ولحال بينه وبين الاطالة فحري به أن يحذف ثلث الرواية الأخير ، ففيه تكرار وتكثر وحكايات زائدة عن الحاجة فضلا عن التخفف من مبالغة البطولة المصاحبة لفرج فلا يخرج فرج الى البحر الا وأتى بالكنوز واللآلئ ثم يحل بالسفن الغرق فيموت البحارة ولا يكاد ينجو الا فرج واذا خرج فرج الى البر فانه يصادف المرضى والمكسورين والملدوغين فلا يسعه الا أن يعالج ويداوي فيُشفى مريضه وكأن له مسحة عيسى ومعجزته !

 


لقد اعتورت رواية الفنان محمد علي عبدالله عدة مشكلات عويصة أحاقت بالنص من كل جهة : الزمن والشخصيات والحبكة والتصور العام والاسلوب وضمير المتكلم في السرد واللغة .

وكانت أهم مشكلة هي تاريخية الرواية وأحسب انه لم يكن بإمكان الكاتب الا أن يلجأ الى طرح المسالة وكأنها قضية تاريخية بسبب حساسيتها وسيولتها فلا يسعه أن يقدم (العبودية ) ووضع ( العبيد ) والنظرة اليهم ومشاعر(العبد ) فرج الا في اطار تاريخي لكي يحيّد المسألة وينزع فتيلها المشتعل ويبقيها على مسافة ، وعن بعد ، ترسل اسقاطا على الحاضر.  بيد أنني أرى أنه كان من الاوفق و الأوجب فنيا وواقعيا أن تطرح المسألة في زمننا المعاصر وأن تكون العقدة هي علاقة فرج بعويشة بنت القبيلة في وقتنا الراهن ، عويشة التي قد يكون لها جدة مملوكة داكنة اللون تسررها الجد الأول من العائلة . فهذه العويشة أيضا لن يسمح أهلها اليوم ( أخوتها وأعمامها) ، ولن يؤيد المجتمع كله بنسقه الثقافي المستمر ، ولن يبارك تزويجها لفرج بسبب اللون والعرق .

الا أن عويشة في الزمن المعاصر سيكون لها صوتها الخاص ولها وعي وادراك بما يحدث لها وما يراد لها . و سوف تبادل عويشة ( فرج ) العاطفة و ترغب بالزواج منه بالرغم من ممانعة أهلها ، وهي تحمل اسم آل فلان بصفة الدم بينما يحمل فرج اسم العائلة ذاتها ولكن بصفته اسم العبودية ، لان أهلها قد ملكوا أهله منذ (72) سنة مضت فقد ألغي الرق في قطر في عام 1952

لا يعيش فرج -حقا- في الماضي ولا تنتمي هذه الرواية الى تاريخ منقضٍ بل نحن نعيش ذلك الماضي حاضرا ونخضع لذات القيم والبنية الثقافية وعلاقاتها.

وأحسب أن الكاتب قد واجه معضلة أيضا في إقامة المبنى التخييلي الاجتماعي لبلدة ظويلم والتركيبة التخييلية لقوى البلدة اجتماعيا وتراتبيتها وعلاقاتها ونظامها الاقطاعي المستبد وجعل المسألة تبدو في أغلب الوقت صراعا بين الخير والشر .

أما التصور العام في مبنى الرواية فهو أشد المعضلات مضاضة فقد جرى التعاطي بسلاسة  مع المظلة الثقافية من التصورات التقليدية للعالم وجرى التصالح مع سيرة المعجزات في النسيج السردي وأحداثه وتزكية قيم الوفاء و الصبر وتفضيلها واستعاد فرج مرارا خطاب الملا عبدالرحيم القدري التسكيني .

مما ترتب عليه (استاتيكية) شخصية فرج وسكونيتها وتجمد تفكيره وصار حبيس تكيفه الداخلي مع العبودية خضوعا للحب او احتياجا اليه ، وظل فرج متشبثا بنصائح الملا عبدالرحيم ووصيته :

( بكلمات علمني إياها الملا عبدالرحيم قال " ان اصابك مكروه فالخالق العظيم ينظر الى احوالنا ... ان الخالق يختبرنا ان كان الايمان حقيقيا في داخلنا " ) ص 139

لقد رأى المؤلف ، أو ربما ارتأى أن يجعل من شخصية فرج ، شخصية مطواعة  وخاضعة ومستسلمة فهو مهما لطمته التجارب والظروف والخيانات والمصاعب والتحديات يظل دوما نفس الفرج لا يتعلم ولا يتغير  !!

ما أسرع ما نسي فرج أنه كماندا وأنه ابن رئيس قبيلة ، ونسي موسيقى الدغل في الطبيعة الأم ، وأصوات الأسلاف وأرواحهم ومعتقداتهم وتلبسته معتقدات السيد وقيمه واساطيره وخرافاته . فنجده يأسى على ظلم ( ظويلم ) له وعلى فراقها وعلى عدم تقبل أهلها له و عدم اعترافهم به ابنا شرعيا  !!

ولعل أهون المشكلات ، اضطراب السرد وتقلبه بين ضمير المتكلم وضمير الغائب فقد اختار الفنان محمد علي عبدالله  ضمير المتكلم للسارد منذ البداية ولم يكن ذلك اختيارا موفقا على الاطلاق ! ففرج الذي اختطف لتوه من حضن الطبيعة في أفريقية موطنه ، وكان يدعى كماندا أي الرئيس ، هذا الشخص كان هو السارد ، فكان يدعو رفاقه المختطفين والمسلوبي الحرية ،  بالعبيد طوال الوقت ، كما انه في أوج صدمته وخضم صراعه النفسي ( المفترض ) كان يقظ الحواس منتبها وعليما ، يصف لنا كل تفاصيل رحلته بهدوء وسكينة  فيذكر الطقس والمسافات وأسماء الأماكن وكل التحضيرات بل انه كان يعلم أهداف من حوله ونواياهم وبم يشعرون فيقول عن التاجر العربي ( من المؤكد أنه كان لا يثق في التنزانيين الذين كان من طبعهم أن يغشوا ويدسوا بعض العبيد المعطوبين ) ص 15  ويستفيض فرج بضمير المتكلم في وصف الأماكن والاشياء من حوله ويوفر لنا كل المعلومات فهو السارد العارف العليم . وبالرغم من استخدام ضمير المتكلم في الرواية الا أن الكاتب لم يعتنِ باستخدام المونولوج الداخلي ولا لجأ الى تيار الوعي ولا حديث النفس بل كان الوصف دائما خارجيا ومباشرا لمشاعر فرج وتفكيره وبلغة عادية ومعيارية تفيد الابانة والتوضيح  .

الا ان المؤلف أجبر على الانتقال بشكل مستتر الى استخدام ضمير الغائب متحايلا على القارئ عندما اضطر لسرد تفاصيل وأحداث جرت في غياب فرج ويتعذر أن يقصها أو أن يعلمها فكانت وسيلته هي أنه يدمج صوته بصوت السارد بشكل غير معلن وسرعان ما ينقلب عائدا الى استخدام ضمير المتكلم ثم يعود الى الغائب وهكذا في الفصل نفسه مستخدما ، ما يعينه منهما ، بحسب مقتضى السرد !! وفي الفقرة أدناه مثال على ذلك :

(( تأخر اكتشاف الناس ما حصل للوجهاء .. ذهب الشيخ ناجم لمقابلة الشيخ ضرار.. ففي هذه المرة وجد أن رجال داحي محيطون بالمكان.....رد الشيخ ناجم : رحم الله والدك كان مجلسه وسط البلدة فكنا نزوره ويزورنا ولكن منذ ان نقلت قصرك الى الجهة الشمالية من البلدة صار بعيدا عن الناس للوصول اليك ....انطلق الشيخ ضرار بضحكة عالية ..... هنا انفلت الشيخ ناجم : اتق الله في اهل ظويلم فمنذ أصبحت أنت الوحيد الذي يسلف الغاصة زاد الناس فقرا وازددت غنى ......كانت عينا الشيخ ضرار شاخصة غاضبة.. ثم تذكر انه ليس الا مطوعا آتيا من بلدة مجاورة ..يمكن الاستغناء عنه ... فقال له : ... اذا كان ضميرك غير مرتاح في بلدة ظويلم يمكنك أن تعود من حيث أتيت ....خرج الشيخ ناجم من قصر الشيخ ضرار من غير عودة .....استلم الشيخ شاهين مهامه في ظويلم .... رأيتُه يلبس الثوب الأبيض وفوقه صديريه  )) ص54-55  

 

في آخر جملة في الفقرة أعلاه ، استعاد السارد فرج قياد الحديث مستخدما ضمير المتكلم وقبل ذلك لم يكن فرج هو السارد لان فرج لم يكن شاهدا ولا حاضرا لاجتماع الشيخ ناجم مع الشيخ ضرار في مجلسه بقصره .

وفي كثير من الأحيان ، يخرج صوت المؤلف وصوت السارد متساوقين ومندمجين ، لا سيما حين يجري حديث العتاب والأسى على لسان السارد وحين يشرح ويتحدث عن بلدة ظويلم  وأهلها  فلا نميز صوت السارد فرج من صوت المؤلف محمد علي :

( مجتمع ظويلم يعيش فيه نوعان من الناس الذين يملكون ظويلم ويديرونها كيفما يريدون والنوع الاخر رعايا ظويلم وهم ليسوا الا تحت رحمة النوع الأول . هذه المواجهة كانت بين النوع الأول والنوع الثاني في ظويلم فيا ترى كيف ستسير الأمور بين من يأخذ كل شيء وبين من تدافع عما تبقى من كرامة ؟ ) 253

ونكاد ننسى أن السارد هو فرج ونصيخ السمع لصوت المؤلف وسرده التقريري غالبا :

( أن الخطيب الأفضل هو الذي يكون صراخه أعلى من الاخرين ولا يصعب عليه أن يبكي ويذرف الدموع متى استدعى الموضوع أو يلقي الشعر عن ظهر قلب فلذلك تحولت خطبة الجمعة للشيخ شاهين صراخا وبكاء وسردا للشعر يخرج الناس يهزون رؤوسهم اما انبهارا بالأداء او حزنا من البكاء ولكن اخر شي كان الناس يتذكرونه المعنى والفحوى .....أصبح أغنى رجل في ظويلم بعد الشيخ ضرار وبعد أن كانت النساء تمتنع عن الزواج به أصبح زوجا لأربع نساء وبعد أن كان معروفا عند تجار الماعز في سوق ظويلم أصبح يجالس تجار اللؤلؤ )ص56

 

ولو ان المؤلف اختار ضمير الغائب في السرد واستقام عليه لكان الاختيار الامثل والأكثر اتساقا مع جملة ما يحدث .

وهناك تناقضات وتصورات مغلوطة مبعثرة في كل أجزاء الرواية فمنذ البداية عندما تستوقف فرج صلاة التاجر العربي ( وهو الصبي القادم من افريقية مختطفا على سفينة المتاجرة بالعبيد ) يسأل فرج التاجر

( قلت له : وماذا تعبد ؟

قال : انني أعبد ربا يحميني أن أذل أو أن أعبد سيدا غيره ، أعبد الذي خلقني وخلقك وخلق هذا البحر الكبير وخلق كل شيء )

ص 17 – 18

واذاً ! ألم يخلق الله البشر أحرارا ؟ فكيف يدعي الورع والتقى من يمارس الاتجار بالبشر ؟ لئن كان ذلك التاجر العربي يتبنى فكرا دينيا مشوها ومغلوطا فانه في الواقع ابن بار لبيئته وسياقه الاجتماعي الذي اعتبر العبودية نظاما اقتصاديا واخلاقيا طبيعيا ولا غناء عنه أما نحن أجيال العصر الحاضر فقد تطورنا أخلاقيا ونفسيا ولا نقبل فكرة العبودية ولا نستسيغها ولا نستطيع تبريرها ولا نغفل عن مدى التناقض في أقوال التاجر وأفعاله.

تبدو الرواية كشجرة تتفرع الى ثلاثة أفرع أو بالأحرى ثلاثة خطوط :

فالكاتب يتحدث عن ظويلم باعتبارها مدينة الظلم ، وتغول الشيخ ضرار الذي أضر بالبلاد والعباد واستعانته بالشيخ شاهين ليقدم الفتوى والاطار النظري لشرعنة سطوه على السلطة وأرزاق الناس ومصائرهم .

ويتوازى مع هذا الخط ( الذي لا يتصعد دراميا ) خط ثان هو عقدة الحب الممنوع ، حب فرج لعويشة بنت علي بطي ،  وثمة خط ثالث وهو صراع في الخلفية ، صراع فرج للانعتاق من عبوديته التي بداخله وفي الخارج .

وكل الخطوط تسير باستواء وبلا تصعيد ولا تتشابك ببعضها البعض الا بقدر ما تدور جميعا حول شخص فرج في ظويلم . ولا يحتدم خط الصراع الاجتماعي فلا شي يحدث في ظويلم أو من حولها لمقاومة أو الاعتراض على سلطة الشيخين المتحالفين ضرار وشاهين . وأما خط الحب فانه حب من طرف واحد وليس هناك الا اليأس في قلب فرج ولن تتوفر لديه وسيلة الا فيما بعد وبطريق الصدفة وحدها ومع ذلك فسوف يفشل السعي وتظهر صدفة أخرى وتفشل المحاولة كذلك أما قيمة الحب في ذاته وفي تصور فرج للحب فليس بذي بال في دفع فرج الى مقاومة الاسياد بل على العكس فان (فرج ) عبد لأحبابه وللحب حتى لو كان من جانب واحد .

ويصف فرج عويشة بأنها ( بالنسبة لي الوطن والامل والراحة ) ص75

وقد كانت عويشة مدماكاً من مداميك حلمه بالانتماء والعيش حرا كريما

فكيف تصور فرج الحرية والحب والانتماء ؟ وكيف ثمّن قيمة كل منها في حياته ؟

يقول المؤلف على لسان فرج :( فعويشة ليست الا وطنا غير حقيقي في خيالي أحاول جاهدا التمسك به . ليس باختياري أن أحلم أن أكون جزءا من هذا المكان وليس في متناولي كما كنت أظن ) ص76

ان الحب - لفرج - ليس وعدا بالسعادة ولا دافعا محفزا لكي ينعتق من كلاليب العبودية في داخله وفي الخارج !! ان الحب بالنسبة لفرج هو أثقال أشد تجره للقاع لأنه يفقد ارادته مرتين ويفقد حريته ويستسلم للقابلية للاستعباد راضيا .

( شعرت بانني أدخل في عبودية من نوع آخر ستزداد قيودها ... تكبيل اليدين والرجلين أو الجسد أهون بكثير من تكبيل وأسر القلب لأن هذا النوع من الأسر يفقد العبد حريته الى الأبد ) ص33

انه يبيع نفسه وحريته مقابل الاعتراف به وقبوله من طرف الاخر،  سواء أكان الطرف الآخر هو عويشة أم ظويلم وأسيادها لذلك نراه في موقف الخضوع في علاقته بسيده التاجر العربي الذي يعامله معاملة حسنة رحيمة فيظل وفيا له وفي خدمته بالرغم من انفضاض الآخرين عن خدمة سيده :

( ان تلك الدراهم التي كنت أضعها في يد سيدي كانت تحميه من الحاجة وتمنحه بعض العزة ....كما غاب أهله وغاب خدمه وملكه . انه سيدي وسأبقى عبدا له فبقاؤه يجعل لوجودي في ظويلم معنى بل للحياة التي أعيشها هنا ) ص80

وكما تتنكر له ظويلم ، تنكره عويشة كذلك فهي لا تعرفه ولا تبادله الحب ولا تقبله ولا تعلم بأنه أنقذها في ليلة ظلماء من براثن لصوص من البدو أرادوا خطفها وبيعها في سوق النخاسة . وكلما أنكرته عويشة ونكلت به ظويلم ، زاد تعلقا وهياما بهما .

 

لا يفتأ السارد ( أو المؤلف ) أن يصور عويشة  لا كشخص مريد وله عاطفة ورغبة بل باعتبارها غنيمة حرب او كما يعبر عنها على لسان فرج " جائزة كبيرة"  ويعزم فرج أن يشتريها باللآلئ والكنوز!! وهذا  الأمر بالذات تدركه عيوشة فتغضب وتستنكر وترفض أن تباع وتشترى كعبدة ولعبد آخر  ( اثناء كل ذلك كانت عويشة في حالة أخرى فقد انتشرت في ظويلم شائعات بأن عويشة الحرة ستتزوج من عبد ، فرج الدقس ، لزهد أبيها فيها ... فلذلك كانت عويشة في حالة نفسية مزرية وهددت بأن تقتل نفسها ان زوجوها لي ونفذت بعض المحاولات لتخويفهم .. فاضطروا لمراقبتها .. لم ترني عويشة عندما انقذتها من البدو الذين كانوا يحاولون سرقتها لبيعها.. لم تعرف ابدا ذلك الرجل الزنجي الذي أنقذها  ) ص 99 - 100 

 

اذاً ، يقدم محمد علي روايته مرتكزا على فكرة المدينة الظالمة ظويلم ، التي يقوم فيها النظام الاقطاعي / الاستعبادي  في اقتصاد البحر والغوص على اللؤلؤ ممثلا في الشيخ ضرار وذراعه الديني الشيخ شاهين . ويشرح السارد فرج

( سلب الشيخ ضرار كل شي المال والوجاهة وكرامة الناس .. كان يعيش سعيدا ... رغم ان ما فعله جلب التعاسة والفقر والبؤس للناس في ظويلم وهاجر اكثر من نصفهم ) ص81

( ومنذ ان تواطأ مع الشيخ ضرار يحميه ويحمي ملكه باسم الشرع وخان أمانة الدين الذي يلبس عباءته) ص 74

ويقول المؤلف /السارد  (( في أقل من عشر سنوات فقد جميع الوجهاء والغاصة في ظويلم كل ما يملكونه لصالح الشيخ ضرار ... لم يكن الشيخ ضرار يملك الا سفينة واحدة متهالكة فقيرة في شكلها اما الان فقد أصبحت جميع السفن ملكا له وفقدها أصحابها في رهن الدين)) ص67

ويوضح المؤلف/ السارد عبودية الدين ( عندما يكون الغواص مكبلا بأغلال عبودية الدين عند احد الممولين الذين يسمونهم الطواشين او التجار حسب قوانين الغوص القديمة في الخليج فانه لا يحق للشخص المديون السعي للعمل عند شخص اخر ما لم يكن لديه الاذن او الصك او البروة التي تسمح لذلك الشخص بالعمل مع طرف اخر او نوخذة جديد ... لا يهم ان مات الغواص او لم يعد ففي الغالب تصبح ذريته هي التي ستتحمل كل درهم من ذلك الدين حتى يقضى) ص 69

 

أما فيما يخص المعجزات والصدف فهي حليفة فرج أينما صرف وجهه

فمنذ البدء أظهر القدر ثعبانا في السفينة واندفع فرج وصارعه فقتله فأصبح مقربا من التاجر العربي(( فأصبحت أرافقه في جل وقته ونتسامر لأوقات طويلة انها القفزة التي أوصلتني الى عتبة الاسياد وادت الى تحولي من عبد بائس الى عبد محسود ومثار حديث العبيد الغيورين))  ص 19

سرعان ما اعتبر فرج نفسه عبدا وتقمص الدور وأجاده !!

وترقى فرج في مراتب العبودية (كأن القدر كان يجهز البديل لكاتب سيدي التاجر ..فكلفني سيدي بالقيام  بمهمته ورثت أدوات الكتابة .. وما علمني من فنون الكتابة والحساب ) ص41 -42

وفوق ذلك فإن ( فرج ) هو المداوي الساحر الذي لا يشق له غبار وكأن العرب - بدوهم وحضرهم - لا يعرفون التداوي بالأعشاب وغيرها من حيل الطبيعة في بيئتهم ! فلا يسقط أحد من الناس أو البهائم صريعا الا استداروا يستدعون فرج الساحر !!

وفرج يداوي الصبي والعجوز والبنت والبدوي وقاطع الطرق وابن الشيخ ضرار وربان السفينة والغنم والحمار الخ ، وينقذ حياتهم جميعا وكأنما لم يعرف الناس قبله الادوية والعلاجات وكأنما لا مداو سواه ! الا انه يعجز عن مداواة عيوشة

أما أعماله البطولية فعديدة وهي مبادرات يندفع اليها بشهامة وجرأة ، يرمي بنفسه الى الهلاك ، حتى انه يعرض نفسه كي يجلد بديلا عن شخص آخر لا يعرفه . ويخرج لؤلؤة ثمينة غاص من أجلها ، فيعرضها للبيع ليفك أزمة دين لامرأة حرة هي أرملة غواص فقير . 

ويتصرف تارة بطريقة المسيح المداوي وتارة أخرى بطريقة السوبرمان القوي ! ولا أعلم الغرض من تصويره بهذه الصورة فلا يتطلب الأمر ان يكون المرء بهذا التعالي والتسامي لكي يكون في نظرنا مستحقا للعتق من العبودية فالحرية حق أصيل لكل انسان .

 

 

 

لو كان فرج عبدا من الجيل الثالث او الرابع لهان الامر ولتفهمنا تشربه للعبودية لانه ولد في الاسر وغذي بقناعات قدرية ولتفهمنا انه يرى في ظويلم الخؤون  وطنا له الا انه اختطف طفلا يافعا من بين أهله ولم يمض عليه الا عشر سنوات في ظويلم  فعلام لا يرى خلاصه مثلا في الموسيقى ؟ فالطنبورة دعاء موطنه و أسلافه ودعاء الحرية ، وعلام لا يرى خلاصا في عشقه لعويشه ؟ فالشغف يداوي الروح ! وعلام لا يستغرقه السعي الحثيث الدؤوب الى نيل حريته ؟ فكم حري به الا يدع وسيلة الا اتخذها ولا دربا الا سلكه ليهرب أو ينجو فما باله اذاً يعود طوعا الى قيده وسجانه ؟

يعجب منه رئيس قطاع الطرق قائلا :

(يا لك من عبد غريب يا فرج تريد العودة الى الظلم والعبودية ؟ .. قلت : نعم سيدي ان هذين البدويين أرغمتهما الحاجة والمال كي يعملا صائدين للعبيد .. أما أنا فوطني هو ظويلم وشيخها لا يعني لي شيئا بل اغتصب ظويلم وأهلها ولي في ظويلم شيء يخصني ) ص134

وعندما عاد طوعا الى ظويلم بعد هربه لم يصدقوا عودته وأمسكوه فورا ورموه مقيدا بالحبال في المتبنة وهي مكان يجمع فيه التبن والقش. فيقول فرج ( جعلت أفكر فيما فعلته في نفسي ؟ وبما أقدمت عليه؟ وهل أنا مستعد للقادم مما يعده لي الأسياد لمعالجة التشوهات التي حدثت في فهمي لمسألة أني عبد وأن ما طرا لي في لحظات العيش خارج العبودية لوهلة قصيرة قد تكون كونت في داخلي خلية سرطانية تبشر بالنمو في داخلي ولا شك انها مؤهلة أن تعدي الآخرين أيضا ) ص 137

فهل تكونت بداخل فرج خلية الحرية السرطانية !؟ ان بطل رواية (الجذور) الامريكية المدعو كونتا كونتي لا يفتأ يطلق ساقيه للريح هاربا فيعاد ويجلد ويعذب ويحرم الراحة ويسام الجوع ،حتى لقد قطعت قدمه بفأس لكيلا يفر هاربا وظل يحدث نفسه بالهرب .

فهل كانت المسألة في الرواية تتعلق بالحرية أم الرغبة في الانتماء ؟

لقد تناول المؤلف محمد علي عبدالله فكرة العبودية باعتبارها مسألة ثقافية وليست تاريخية  فلا يختص الامر بهذا ( الفرج )  كماندا المختطف من تنزانيا منذ عشر سنوات ) بل يشمل أكثر من فرج وفرج وفرج  ويتعلق في المقام الأول بفرج من هذا العصر الراهن ، فرج لا يعرف ولا يرى سوى ( ظويلم ) القاسية وطنا ومعشوقة ومستقرا ولكنه لم تزل تتنكر له و ( تبّدي ) غيره عليه 

 يغدو فرج الانسان الذي يمثل كل المهمشين والمستعبدين والمستغلين.

يقول ربان السفينة لفرج  : (( نعم يا فرج بعض البشر يعطون لأنفسهم الحق في ان يمنحوا تلك الهبات لمن يشتهون ويحرمونها ممن لا يشتهون وهو حق منهوب منزوع من الناس . لقد ملكوا وحكموا الأرض قسرا رغم أنف الجميع بل هم لا ينظرون الى المكان الذي نحبه الا كبقرة حلوب ) ص237

 

 

لعلي أتجاسر هنا فأتجاوز مجرد طرح قراءة للرواية فأقترح إعادة بناء الرواية من منطلق انها رواية كل المستعبدين في ظويلم وكل المذلين المهانين وكل المهمشين والفقراء المعوزين والمديونين (  من البدو و قطاع الطرق والغاصة والمتسولين والعاطلين ) .

 وأقترح أن تكون البطولة بجدارة لعويشة فهي الانسان المستعبد جندريا وطبقيا واجتماعيا في الرواية وأن يغدو فرج رديفا لها فهي قمينةٌ أن تقيله من عثرته فسوف تدفعه الى ادراك ذاته والسعي الى تغيير وضعه عوضا عن تجميله والصبر عليه  .

تقول عيوشه لفرج عندما عاد طوعا الى أسياده بعد هربه

(قالت : يا فرج غفر الله لك لماذا رجعت الى الذل والتعذيب والظلم ) ص140

ان ( فرج ) يقع أسير تصورات العالم القديم ويتبناها بإخلاص وغفلة  :

فهو يقول ( عندما فكرتُ في أسرتها وانتمائها شعرتُ بشيء يدفعني بقسوة خارج ذلك الحلم الجميل فهي من اسرة عربية رغم انها نصف زنجية ... لكنها أصبحت تحمل اسم عائلة بطي الاسم العربي من القبيلة ..التي أتت من قلب الصحراء ومن قلب النقاء العرقي وافراد القبيلة وخاصة الذكور منهم يرون ان الارتقاء الذي نالته عويشة في عرقها يجب ان يتم المحافظة عليه والا يلوث او يدنس العرق بزواجها من رجل زنجي مثلي ) ص 75

وقد هرب فرج الى عنيزة عندما خانوه أسياد ظويلم وغدروا به وأرادوا بيعه قسرا لسيد آخر ، وعاش هناك لفترة قصيرة حرا ثم وقع في يد بدويين من صائدي العبيد الا انه سرعان ما تملص من وضعه  الشائك معهما، فهل واصل الهرب . كلا  ! لقد أصر أن يعودا به الى ظويلم وأسماها موطنه وكأنه سيعود الى أهله لا الى أسياده  !!

بل ان (فرج ) عندما وقع في يد جماعة من قطاع الطرق لم يسعه الا أن يفاضل بين عبودية وأخرى !! ( فقد باعوا أجسامهم وأرواحهم لهذا الرئيس الذي يغتصب من المسافرين أموالهم ويرمي بعض الفتات لهم كالكلاب .... وحمدت الله ان الاستعباد درجات ولم يدركني هذا التدني في عالم الاستعباد . وجدت أن هولاء العرب أصحاب البشرة البضاء قد سقطوا في أعماق سحيقة من العبودية الطوعية ) 130 ص131

والتقى عجوزا  رأف بحاله واقترح عليه المكاتبة ، وصاح به عندما علم بقصته

( عبد مجنون ! كان في امكانك أن تهرب حرا في جزيرة العرب ولا تعود .....

انك مثل الحمار لا يعرف الهروب من صاحبه مهما كال له من العمل لا يعرف معنى الحرية وقيمتها . انك مكبل بقيد العبودية في قلبك يا فرج

قلت له بلا مبالاة : عويشة يا عم انها ليست سبب تعاستي وعبوديتي بل استطعت ان اعرف معنى الحرية والحياة بسببها ......... عويشة هي الحرية وهي الوطن بالنسبة الي  ) ص181

 وظل فرج ينعى على ظويلم ، مرة بعد مرة ، أنها لا تقبله ولا تعترف به بالرغم من كل بذله وحسن سيرته فيهم ، بينما يحرضه آخرون من حوله على الفرار وعلى التمرد وعلى الهجرة حتى ساء وضعه حين أصبح عبدا للسيدة أوار التي تخصي عبيدها وهنا يقترح عليه ذلك العجوز أن يشتري نفسه عن طريق المكاتبة فيعتق رقبته من ربقة العبودية .

 

ان عويشة في وضعها الجندري كانت مستعبدة ، حبيسة البيت ، ولم يتح لها قط أن تتعلم الكتابة والحساب مثل فرج  ! ولم يُسمع لها صوت ولا سئلت عن رأي ولا أعتد برغبتها ولم يتح لها غالبا التعبير عن رفض أو وجع او مشاعر !

 لم يكن لها وجود مادي ولا معنوي ولم يكن لها الخيرة من أمرها في جسدها أو نفسها ولا تمكنت من التعبير عن ذاتها ولا حضرت المشاهد والمجالس ولا المحاضر ولو شاهدة أو مراقبة أو متفرجة ولا اشتركت في المشاهد العامة ولا مكنت من الهرب او التحايل على وضعها بل هي مهددة بالخطف والاغتصاب والقتل ومجبرة على الاحتماء بجلاديها .

وقلما نقل الينا المؤلف / السارد قناعاتها الا من خلال آخرين وعبر وسطاء . فما عسى أن يكون عليه الأمر لو كانت عويشة هي الشخصية الرئيسية في الرواية ؟ وما عسى أن تكون( فاعلة) يا ترى ؟ ان الانثى المحجوبة والممنوعة والمستلبة تتحرك و( تفعل ) بأيدي القادرين على الفعل ومن خلالهم وعبر التوعية والتحفيز والتحريض والتدبير الخفي وكافة التحايلات .

 ان عويشة هي البطلة الفعلية في رواية ( فرج ) ، عويشة التي نصفها من ظويلم ونصفها الآخر من افريقية . هي الانثى المكبلة بكل القيود مرئية وخفية وهي عرضة للتسري وهي مهددة بالخطف والاغتصاب والقتل والبيع في سوق النخاسة ومع ذلك فانها لم تفقد كرامتها وكبرياءها ولا خضعت لتخديرات الصبر ولا أوهام الدونية واحتقار الذات ولا استكانت لحكمة الاقدار فقد قاومت دائما وصارعت ارادتها إرادة المتسلطين ، ولم تتوان عن قتل معذبها/ زوجها بيدها بعد أن جار عليها بالاهانة والتعذيب وتلقت الجزاء المجحف بالسجن في أسوأ السجون سجن القلعة وخرجت منه على نعش مكفنة حتى توارت في القبر .   

(كان الشيخ شاهين يرى أن العرب الاحرار يجوز لهم الاستمتاع والانجاب من المراة غير العربية سواء كانت افريقية أو من أرض غير أرض العرب ولكن أن يرقى ذو الأصول الافريقية من العبيد الى الزواج من الحرائر ولو كان حرا أو ان المراة نصف عربية فهذا تدنيس للعرق يجب الا يتم باسم الدين او تحت أي مسمى)  ص 100

الا أن عويشة لم ترض ان تعطى لفرج مقابل أن يحضر كنزا مدفونا في قاع البحر لابيها  فهي ليست سلعة يتاجر بها وقد تمردت وكانت تقدر حريتها وهي تابعة ومملوكة وتحت ولاية ابيها ولم تلتمس معونة من أحد حتى من فرج الا عندما يئست من كل حيلة فقد عاشت وماتت حرة طليقة القلب والفكر.

 

تأتي اللغة في الرواية عادية وبأسلوب سلس وعملي حيث الصياغة التي تعتني بالشرح وبطريقة تعليمية  وتعتمد على الوصف لا التصوير.

ولغة الحوار تستخدم غالبا اللغة الفصحى المعيارية التي تفي بالغرض وهي تتشابه فلا تتميز لهجة ولا أسلوب ولا طبيعة ولا مستوى فلا فرق بين عبد او حر ،  بدوي او حضري . والشخصيات تمثل فئة او مهنة او فكرة مجردة  فهي ليست شخوصا حية بل بدوي او قاطع طريق او ربان سفينة او ( البابا ) وهو ضارب الطنبورة وهم اما اشرارا واما اخيارا ،  اما ملائكة واما شياطين، بل هم الخير والشر يتصارعان على ارض ظويلم .

 

ولان المؤلف يستولي على صوت فرج ، فان ( فرج ) يضمحل ويزول

بينما تنجو عويشة نسبيا فقد كانت اكثر الشخصيات تجسدا وحيوية ، وتتصرف كشخص له ملامح وطبع محدد ،  وفي حوار لها مع فرج حين كان يزورها خلسة في زنزانتها بسجن القلعة تحدثه عويشة بواقعية عما يحدق بها من اخطار فلا يعدو فرج أن يرد عليها بمثالية متناهية : ( ان الله كرم بني ادم ومنحهم الحرية والكرامة ورغم ان أمثال الشيخ ضرار يهدرون هذا الحق الإلهي ويحرموننا منه لكننا لن نتنازل ) ص212

لقد عاش فرج بإرادة مسلوبة ووعي ملتبس خاضعا ومنصاعا وعاجزا ومبررا لأسياده ممارساتهم ، تطوح به أمواج الثقافة المهيمنة وتغلبه إرادة المؤلف وتحركه المصادفات وتتحكم في حياته .

يقول السارد ( ما كان يثير فضولي بعد ان أصبحت مسلما هو اننا كعبيد عند هؤلاء العرب عندما ندخل بيت الله او المسجد كنا نتساوى في الرتب والمنازل .. وعندما كنا نخرج .. كنا نعود اسيادا وعبيدا ) ص40

ولكن البدوي صائد العبيد ينبه ( فرج ) الى حقيقة الامر قائلا له

 ( يا ناكر الجميل هل انت مسلم ؟

رددت عليه : نعم انا مسلم

قال : هل تعلم بان العبد الذي يهرب من سيده يعتبر في حكم القاضي عبدا آبقا عاصيا تجب معاقبته وضربه ؟

..... قلت له : لولا هروبنا من أسيادنا لهلكتم من الجوع أيها البدوي )ص125

وهكذا يناور فرج ولا يواجه الموقف ، ويتفادى الاجابة بقذف البدوي بسؤال هجومي تهكمي   

ويورد المؤلف فكرته على لسان فرج قائلا :

(صحيح انا كزنجي اسود البشرة من تنزانيا وهم كعرب انقياء لم يكن لنا خيار في ان يكون مصيرنا الالتقاء في تلك البقعة من الأرض التي تسمى ظويلم فقد جلبت اليها جبرا وليس باختياري وقد هجرت اليها لهدف معين ان أكون عبدا وأغوص واحارب .. والعرب الآتون من وسط الصحراء لم يأتوا بارادتهم واختيارهم أيضا فقد لفظتهم وطردتهم تلك البقع في وسط الصحراء اما هربا بسبب الثأر او الحروب التي كادت ان تفنيهم أو بسبب القحط والجوع لقلة الأمطار . المضحك ان بعضهم يظن انه قد وجد على هذه الأرض منذ خلق الله الكون لذا فهو الأصل الثابت المقدس أما نحن الآخرون فأشياء زائلة دنسة ومؤقتة) ص76

وفي نهاية المطاف ونهاية الرواية لم يجد فرج مناصا من الهرب / الهجرة من ظويلم  ، ذلك المكان الذي خلا من الحب والعدالة والأمان .

( كلما ابتعدت السفينة عن ظويلم أكثر ، سكن داخلي الاطمئنان والأمان )

ص 295

 

 

 


ليست هناك تعليقات: