قراءة نقدية لرواية ( ماء الورد )
للكاتبة نورة محمد فرج
نورة آل سعد
صدرت رواية ( ماء الورد ) في عام
2017 وهي رواية الكاتبة نورة محمد فرج الأولى بعد مجموعتين قصصيتين ، الأولى هي ( الطوطم
) وصدرت في عام 2002- والأخرى هي (المراجم) في عام 2011 .
منذ البداية ، وحتى النهاية ، تصدمنا
اللغة ، في المقام الأول ، فهي نثر بسيط متقشف ومتواضع ، أقرب الى حكي العوام ، كما
قد يُتخيل في القرن الرابع الهجري ! تصدمنا اللغة بسبب ضيق الثروة اللغوية في
المفردات والتراكيب والتشبيهات والتصوير وكل ضروب التعبير ! ولا أدري
ان كان ذلك متعمدا ! ولمَ قد يكون كذلك ؟ فما
المغزى من ان تكون اللغة فقيرة ومنكمشة وغير موحية وغير معبرة وغير مضيافة لاي شكل
من أشكال و أساليب تنويعات اللسان ورحابته
ولا يحتسب اقحام أبيات من الشعر لم أجد لها توظيفا فعليا ولم تثرِ السياق و
تعتبر زائدة عن الحاجة حتى لو افترضنا انها اقحمت لتخفيف رتابة النثر وتواضعه .
وموقفنا من اللغة يتعزز أكثر فأكثر
عندما نجد أن الكاتبة نورة فرج قد اختارت أن تستخدم السارد بضمير المتكلم ، لشخصين
رئيسيين ، هما ليلى وعابد ، وكلاهما يتناوب السرد ، ليلى وبعدها عابد وهكذا دواليك
. وتبدأ ليلى حديثها الينا في الأول من رمضان وينتهي سرد الرواية بسرد ليلى في
اليوم ( 29) من رمضان لا يمكننا أن نميز بين سرد الاثنين لانهما لا
يختلفان عن بعضهما البعض . يستخدم كل من عابد وليلى نفس الأسلوب وطريقة التفكير وطريقة السرد لولا أن
ليلى أنثى وأن (عابد ) ذكر وهما يكملان السرد لبعضهما البعض وان كان عابد قد قام
بسرد أحداث أهم وأكثر لان ليلى لم تفعل شيئا الا الحزن على فراق عابد والقيام ببعض
الزيارات الاجتماعية والعودة بذاكرتها الى شخص يدعى قسورة والذي تصادفه مرتين
متفرقتين ، في الشارع ، وبمحاذاة جدار .