الاثنين، 3 نوفمبر 2025

لقاء صحفي مع " نورة آل سعد " في مجلة " هي وهو " تابعة لدار الراية القطرية


 

 

حدثينا عن طفولتك والمنزل الاول والنشأة الأولى وكل ما ساهم في تشكيل الشخصية الأدبية المبدعة للكاتبة نورة آل سعد؟

 

      في الواقع، على عادة أهل قطر في العهد الأول، تنقلنا كأسرة تشبه أكثر الأسر، بين "الفرجان" كثيرا وأعتقد بأن أمي حبلت بي في الوكرة وولدت في الدوحة وتنقلنا بين المرقاب والرفاع وأم غويلينة والسلطة والهتمي ومدينة خليفة. وقد أحببت القراءة منذ صغري ووجدت في الكتب عوالم ملأتني وأشبعت فضولي، وكنت محظوظة لأنني انتفعت آنذاك بمكتبة شقيقتي مريم آل سعد، وكانت تضم مجموعة من أعظم المؤلفات وأمتعها من الروايات العالمية الكلاسيكية والأدب الروسي فكنت أشبع نهمي منها.

وقد تأثرت في محيطي بشخصية أمي -رحمها الله- التي كانت راوية و حكاءة عظيمة وذات حافظة قوية فكانت تنشد الشعر وتقص الحزاوي وتحب قص الأخبار وسرد الذكريات ببراعة متناهية. وكانت تحدثنا صغارا ونحن نأكل وقبل النوم وهي تمشط شعري وهي تشرب الشاي وفي كل وقت أتذكره. وكانت رحمها الله تدمن الاستماع إلى المذياع وتقص علينا عندما نعود من المدرسة ما سمعته وكان لأحاديثها وحكاياتها أبلغ الأثر على مخيلتي. وأشعر اليوم بالندم لأنني لم أتفطن الى أهمية تدوين وتسجيل تلك الثروة من الحكايات و الحزاوي والقصائد التي كانت تنشدها.

 

 

ماذا تعني لكِ القصّة وأيهما أقرب الى قلبك القصة أم الرواية ؟

       افتننت منذ البداية بالقص والسرد. وفي الواقع فان وجود الانسان نفسه يبدأ بقصة. وقد كانت بدايتي هي القصة القصيرة ونُشرت أولى قصصي في جريدة الراية في صفحة الأستاذ حسن توفيق -رحمه الله- وكان ذلك في 1980  ولم أتوقف منذئذ عن الكتابة والنشر، وكانت أولى اصداراتي مجموعة قصصية هي (بائع الجرائد ) وقد كتبت النوفيلا وهي الرواية القصيرة الا انني لم أنتج غير محاولة روائية واحدة هي (العريضة ) والتي كان لها في الواقع صدى في أوساط القراء.

 

لماذا يتجه الكاتب اليوم إلى الرواية بالتحديد؟

     من المؤسف أن الرواية اليوم أصبحت مجالا يدخله كل من هب ودب  وقد لعبت دور النشر المحلية والخليجية دورًا في تسهيل صدور نصوص ضعيفة، مما عزز انخفاض مستوى المعايير الأدبية.

وأعتقد جازمة بأن كثيرا من الكتاب والكاتبات اليوم لم يكونوا ليقحموا أنفسهم في غمار اصدار أعمال يسمونها "روايات" الا بسبب تحفيز الجوائز ولكنهم في الحقيقة لا يقدمون أية نصوص تستحق الذكر أو النقاش.

ولابد ان أنوه هنا بأن هناك عشرات من( الكم ) الذي لا يعتني بالكيف ! وهناك انهمار غزير من الإصدارات التي تتجاوز في مجموعها( 200) عمل لا أعدها شخصيا روايات ولا نصوصا معتبرة. وفي دراستي عن الرواية القطرية لم أناقش أو اتناول جميع تلك "الإصدارات" ففيها ما سمي بالرواية الشعرية وفيها ما سمي برواية السيناريو فضلا عن رواية الجن والفنتازيا والخوارق وهناك نص مثلا كتب باللهجة العامية السوقية سردا وحوارا وهو- من وجهة نظري- غثاثة لا غير .

لقد اجتذبت الرواية الكثير من المتطفلين لاعتقادهم بأن الرواية جنس أدبي اعتباطي وسهل ويجلب الأضواء والجوائز لذلك فهناك "روايات" أكثر من اللازم وهناك" كتاب" أكثر مما ينبغي .

السبت، 18 أكتوبر 2025

الرواية القطرية على صفحات القبس الكويتية والنهار اللبنانية

 






الرواية القطرية بقلم : هلا العلي

 


الرواية القطرية بين الموروث والحداثة: رؤية نورة آل سعد النقدية

في كتابها (الثالوث في الرواية القطرية: الدين والمرأة والظلم الاجتماعي، تحليل لبنية الخطاب)، قدمت الكاتبة والباحثة نورة آل سعد دراسة نقدية معمقة تعد أول جهد أكاديمي تناول الرواية القطرية بقراءة تحليلية شاملة، تتبعت فيها الخطاب السردي في أبعاده الفكرية والاجتماعية.

هدف هذا العمل، الذي استغرق سنة من البحث، هو تفكيك المكونات التي شكلت الوعي الروائي في قطر لدى الكتاب القطريين من النساء والرجال، واستكشاف مدى قدرتهم على أداء الدور الثقافي المنوط بالأدب في إصلاح المجتمع وشأنه شأن أي أدب يسعى إلى إعادة تشكيل الواقع بما ينسجم مع متطلبات النفس البشرية.

وقد أسهبت آل سعد، من خلال الاستشهاد بنصوص من الروايات والقصص، في تناول قضايا رئيسية من زوايا متعددة، مثل صورة المرأة في أدب المرأة، وصورتها في أدب الرجل، وصورة الرجل في أدب المرأة، إلى جانب تفاعل هذه الصور مع القيم الدينية والنظام الاجتماعي بوصفهما ركائز أساسية في بناء الخطاب الروائي المحلي.

واستهلت نورة آل سعد الكتاب بالتعريف بشخصية روائية فذة امتلكت أدوات العمل الروائي وملكة الإبداع السردي، وهي الكاتبة شعاع خليفة، التي رأت فيها موهبة متفردة على مستوى الرواية القطرية، وعدت توقفها عن الكتابة خسارة كبيرة نتيجة شعور شعاع بفقدان الجدوى من الأدب ضمن منظومة مغلقة من الأحكام تكبل الكاتب في مجتمع لم يستشعر بعد حاجته إلى وجود الأدباء أصلا.

ورأت الباحثة أن الرواية القطرية، بوجه عام، تدور حول الصراع الداخلي للذات، والبحث عن الحرية والهوية، ومحاولة التوفيق بين الموروث الاجتماعي ومتطلبات الحداثة. وبعمق ونظرة ثاقبة، كشفت نورة آل سعد عن الرؤية الدينية في النصوص الروائية بوصفها أداة اجتماعية لتنظيم العلاقات وفرض القيم، وأحيانا كوسيلة للهيمنة الرمزية، ضمن ثلاثية الدين والمرأة والظلم الاجتماعي. وأشارت إلى أن الخطاب الروائي عكس انقساما طبقيا وأخلاقيا، حيث اختزل المرأة في أدوار نمطية، رغم وجود محاولات نسائية جريئة لإعادة صياغة صورتها وإزاحتها من الهامش إلى المركز.

الأحد، 4 مايو 2025

الثالوث في الرواية القطرية ( الدين والمرأة والظلم الاجتماعي ) نورة آل سعد

 

صدرت لي دراسة نقدية حول الرواية القطرية ، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بعنوان :

( الثالوث في الرواية القطرية: الدين والمرأة والظلم الاجتماعي)

 "تحليل بنية الخطاب "

وسيكون الكتاب متوفراً في دار النشر ، وسيكون معروضاً في معرض الدوحة للكتاب  في مايو  الحالي عام 2025 .

أشكر الناشر الأستاذ العزيز ماهر الكيالي

وأوجه تحية وامتنان للفنان سلمان المالك الذي أذن باستخدام احدى لوحاته غلافاً للكتاب.

واتمنى للجميع قراءة ممتعة.




الجمعة، 10 يناير 2025

النسوية المشوهة في الرواية القطرية

 

 نورة ال سعد



الرواية في قطر

 

ولدت الرواية في قطر مع ظهور روايات شعاع خليفة الثلاث العبور الى الحقيقة 1993 ، أحلام البحر القديمة 1993 ، في انتظار الصافرة 1994. وقدمت شعاع سردا فنيا متماسكا بوجهة نظر تعكس روح الدهشة والعجز المجتمعي والانكماش بإزاء المستجدات ، في مجتمع متدين بسيط.

وقد استحوذت النساء في قطر على الكتابة منذ البداية فكان الحكي والقص أنثويا فكل كاتبات القصة القصيرة كن من الأقلام النسائية أيضا .

  ظهرت بعد ذلك سرديات روائية ثم ازدحم الأفق فجأة وتلبد بالعشرات من المؤلفين ( اكثر من 40 روائيا وروائية ، طبعوا أكثر من 190 عملا خلال ثماني سنوات تقريبا ) وتمخضت ظاهرة الطبع والنشر المحمومة فولدت مطبوعات خديجة شجع على ظهورها واستمرارها انشاء دور نشر محلية وتشجيع مؤسساتي قام بتبنيها ، وكذلك أقيمت منصات للجوائز السخية .

للاسف لم يخرج الكتاب ولا الكاتبات من النفق المظلم ، نفق العقل الموروث واستعبدتهم الأدوات الفقيرة والنظرة الضيقة . ولم يستدع أحدهم التراث الإنساني والمنجز العالمي ، وحبسوا أنفسهم داخل معاناة شخصية متضخمة ورقابة ذاتية ، وتربص شديد من العقاب الاجتماعي ، والخوف من الحرمان من الجوائز ، وحصرت أعمالهم فنيا وتجريبيا ولغويا ، ولعل ذلك يفسر حقيقة أن كل تلك "المطبوعات "  لم تكن محركة أو مؤثرة عندما خرجت إلى حيز النشر.

 

الحداثة و النسوية

لا يمكن استزراع مفهوم النسوية ، كما أنتج ضمن موجات الحداثة الغربية ، في بيئتها وظروفها ودواعيها ، ولا يمكننا نقله عنوة من نظام معرفي أنتجه إلى نظام معرفي آخر يعاديه ويخالفه في جوهره وفلسفته وأطره التاريخية والثقافية والقيمية وأحكامه الدينية وظروفه المادية أيضا ، لا سيما انه لا عزم ولا استعداد لاحتضان ذلك المفهوم أصلا ، بهدف صياغة أشكال جديدة للوعي تلبي حاجات غير موجودة ! لحراك اجتماعي غير منشود !

لقد قوبلت (حركة تحرير المرأة العربية ) في حينها ، بالرفض والعداء بالرغم من انها ظهرت في أوائل القرن العشرين ، وكانت تنطلق  وتتحرك ضمن رؤية إنسانية قريبة من ثقافتنا وموروثنا ، تفترض وجود مركزية ومعيارية ومرجعية ، فكيف بما تلاها من الحداثة و ما بعد الحداثة ؟ .

سيكون حلا تسكينيا وتلفيقيا الزعم بان النسوية اليوم هي مظلة عصرية عامة تحمل قيما وأساليب عصرية ثقافية  اكثر منها معرفية ! وواقع الحال أن المفاهيم والقيم العصرية أصبحت مظلة ثقافية عولمية ولكننا نستظل تحتها عرايا ومنكشفين. اننا نعيش بازدواجية ونمارس النفاق ونتعامى عن المغالطات وندمر اللغة حين نتعاطى مع مصطلحات مفرغة من معناها ومحشوة بنقيضها !


الاثنين، 8 أبريل 2024

قراءة نقدية لرواية ( ماء الورد ) للكاتبة نورة محمد فرج

 




قراءة نقدية لرواية ( ماء الورد ) للكاتبة نورة محمد فرج

 

نورة آل سعد

 

صدرت رواية ( ماء الورد ) في عام 2017 وهي رواية الكاتبة نورة محمد فرج الأولى بعد مجموعتين قصصيتين ، الأولى هي ( الطوطم ) وصدرت في عام 2002- والأخرى هي (المراجم) في عام 2011  .

 

منذ البداية ، وحتى النهاية ، تصدمنا اللغة ، في المقام الأول ، فهي نثر بسيط متقشف ومتواضع ، أقرب الى حكي العوام ، كما قد يُتخيل في القرن الرابع الهجري ! تصدمنا اللغة بسبب ضيق الثروة اللغوية في المفردات والتراكيب والتشبيهات والتصوير وكل ضروب التعبير  !  ولا أدري ان كان ذلك متعمدا ! ولمَ  قد يكون كذلك ؟ فما المغزى من ان تكون اللغة فقيرة ومنكمشة وغير موحية وغير معبرة وغير مضيافة لاي شكل من أشكال و أساليب تنويعات اللسان ورحابته  ولا يحتسب اقحام أبيات من الشعر لم أجد لها توظيفا فعليا ولم تثرِ السياق و تعتبر زائدة عن الحاجة حتى لو افترضنا انها اقحمت لتخفيف رتابة النثر وتواضعه .

 

وموقفنا من اللغة يتعزز أكثر فأكثر عندما نجد أن الكاتبة نورة فرج قد اختارت أن تستخدم السارد بضمير المتكلم ، لشخصين رئيسيين ، هما ليلى وعابد ، وكلاهما يتناوب السرد ، ليلى وبعدها عابد وهكذا دواليك . وتبدأ ليلى حديثها الينا في الأول من رمضان وينتهي سرد الرواية بسرد ليلى في اليوم ( 29)  من رمضان  لا يمكننا أن نميز بين سرد الاثنين لانهما لا يختلفان عن بعضهما البعض . يستخدم كل من عابد وليلى نفس الأسلوب وطريقة التفكير وطريقة السرد لولا أن ليلى أنثى وأن (عابد ) ذكر وهما يكملان السرد لبعضهما البعض وان كان عابد قد قام بسرد أحداث أهم وأكثر لان ليلى لم تفعل شيئا الا الحزن على فراق عابد والقيام ببعض الزيارات الاجتماعية والعودة بذاكرتها الى شخص يدعى قسورة والذي تصادفه مرتين متفرقتين ، في الشارع ، وبمحاذاة جدار .


الأربعاء، 3 أبريل 2024

قراءة نقدية لرواية (فرج ) للفنان محمد علي عبدالله

 













قراءة في رواية ( فرج ) لمحمد علي عبدالله

 

( رغم أن أرض ( ظويلم ) هي الوطن الذي لا نعرف سواه الا أننا بالنسبة الى أهلها مثل الأبناء غير الشرعيين ) رواية فرج - ص 237

 

 

 

نورة آل سعد

 

( فرج ) هو العمل الروائي الأول والوحيد للفنان التشكيلي محمد علي عبدالله .

صدر الكتاب في مايو عام 2018 عن الدار العربية للعلوم ناشرون .

 

عندما أنهيت قراءة رواية (فرج ) قفزت الى ذهني ، رواية (القرصان) ، وهي رواية تاريخية صدرت في عام 2011  بقلم المهندس عبدالعزيز ال محمود . وربما خطرت على بالي لأنها رواية تاريخية ولأنها حظيت باحتفاء كبير وترجمت فورا الى لغات أجنبية وقيل بأنها الأكثر مبيعا !! وذلك على العكس من روايات أخرى تاريخية أيضا وأكثر جرأة في الطرح كالرواية التي بين أيدينا رواية ( فرج ) مثلا ،   ويقع في ظني - والله أعلم - بأن الأستاذ آل محمود كان فطنا وواعيا بضرورة وأهمية المساعدة التحريرية فكان حريصا على الاستعانة بها وذلك الحرص كوفئ بظهور القرصان بحبكة أقرب الى التماسك والرصانة وتخليص الرواية من الزوائد والتفاصيل والتكرار والاستطراد وبينما كان بطل (القرصان) هو ارحمة بن جابر الجلهمي فان بطل روايتنا هو فرج ، الملقب بالدقس .

ولو أن كاتبنا الفنان محمد علي ، دفع بالمسودة قبل طباعتها ، لمحرر بارع في فنه ، لاقترح عليه جملة من الاقتراحات ، لعل أهمها هو أن يستخدم ضمير الغائب في المقام الأول، ولحال بينه وبين الاطالة فحري به أن يحذف ثلث الرواية الأخير ، ففيه تكرار وتكثر وحكايات زائدة عن الحاجة فضلا عن التخفف من مبالغة البطولة المصاحبة لفرج فلا يخرج فرج الى البحر الا وأتى بالكنوز واللآلئ ثم يحل بالسفن الغرق فيموت البحارة ولا يكاد ينجو الا فرج واذا خرج فرج الى البر فانه يصادف المرضى والمكسورين والملدوغين فلا يسعه الا أن يعالج ويداوي فيُشفى مريضه وكأن له مسحة عيسى ومعجزته !