20/12/2008
كتب نورة آل سعد :
إذا كانت فيتنام تحاول رفع الحظر عن استقدام الايدي العاملة منها، بسبب ارتفاع نسبة جرائمها في قطر، فإن رئيسة الفلبين، التي زارت قطر أخيراً، قد بحثت مع القيادة القطرية أمر «التفنيشات» التي طالت جاليتها على اثر الازمة المالية العالمية. وعلى الرغم من ذلك فان ثمة احتياجا عاليا للوظائف التقنية والفنية، وكذلك الوظائف الادارية والمهنية التي لا يستطيع القطريون وحدهم الوفاء بها! ولكن لم لا يسد النقص من العمالة الاجنبية عوضا عن استمرار احالة القطريين الى البند المركزي والاستعاضة عنهم بالاجانب؟ترى هل يجب ان نيمّم وجوهنا صوب الشركات الاجنبية القادمة، في حين لم تقدم الكثير من المؤسسات الوطنية فرصا ــ في حدها الادنى ــ للقطريين؟لماذا تمتلئ شركة الديار بالمهندسين الاجانب من جميع انحاء العالم، ولا يكاد المهندس القطري يجد فيها موطىء قدم؟ لماذا «يطفش» الطيارون القطريون من «القطرية»؟ ولماذا لم تعلن حتى الان نتائج تحقيقات لجنة التحقيق في قضية الطيارين بعد مضي عام ونيف؟ ولماذا لا تقبل قناة الجزيرة بأصحاب الكفايات القطريين بعد اكثر من عقد على انشائها؟! ولماذا تسير مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع على النهج نفسه؟لقد قدرت احصائيات أكتوبر 2007 نسبة العاطلين عن العمل في قطر بحوالي %0.48 فقط ! يمثلون 4303 قطريين! ولاحظوا ان مدير المكتب الفني للجنة الدائمة للسكان اعلن أخيراً أن معدل البطالة بقطر لا يتجاوز 1% في الوقت الحالي، وهذا معناه ارتفاع تلك النسبة خلال سنة واحدة فقط!! وقد اعلن مدير ادارة تنمية القوى العاملة الوطنية ان وزارة العمل نجحت في توفير فرص عمل لـ6025 مواطناً ومواطنة منذ 21ــ10ــ2007 حتى 21ــ10ــ2008، موضحا انه قد تم تعيين ما نسبته 75،1% من مجموع المسجلين! وهذا يعني عدم تشغيل اكثر من 2000 قطري.. بعد!!ولكن هل يمثل ذلك العدد حجم البطالة ام يكشف فحسب عدد المسجلين كباحثين عن عمل؟يتضح لنا ان حملة الشهادة الثانوية العامة هم الاكثر، فهم يمثلون 52،5% من مجموع المعينين، ويليهم الجامعيون فما فوق بـ27،5%، اما نسبة حملة الشهادة الاعدادية فهي نسبة ملحوظة، اذ تبلغ 8،9%، وتقاربها للاسف الشديد نسبة ما دون الاعداديين بـ8،1%.وبسبب عقبات تعجيزية تحول بين الشباب واستكمال الدراسة، سوف يتناقص عدد حاملي الشهادات الجامعية وما دونها من القطريين خلال العشرين سنة القادمة التي تفصلنا عن استحقاقات رؤية قطر لعام 2030. احتلت وزارة الداخلية المرتبة الأولى في التعيين الحكومي، فقد التحق بها 969 مواطناً من الجنسين (قد تشمل المجندين)، في حين احتل بنك قطر الوطني المرتبة نفسها في القطاع الخاص، فماذا عن باقي المؤسسات؟ الى متى يرفض تشغيل القطري لان تخصصه غير مطلوب أو ليس لديه خبرة كافية، او ان مؤهله العلمي دون المستوى، او لعدم وجود شواغر؟! ولا ادري ايها اقبح؟! وهل يجوز اتهام القطري بانه قوة عمل غير كفؤة وغير ملتزمة بأخلاقيات العمل، في حين لا يحصل القطري على بيت وسيارة وتأمين صحي وكوبونات تعليم مجانية كما يتميز الاجانب الصفر والحمر؟!واذا اسندت مهمة التوظيف الى الاجانب فهل يتوقع القطريون ان يتقدموا على غيرهم من ذوي الجنسية الغالبة على امرها، لاسيما ونحن نرى أزواجا وأقارب يعملون أحيانا في المؤسسة ذاتها؟! وهل يتم بالفعل استهداف العمالة العربية في البلد الذي اطلق مبادرة «صلتك»؟وهل تقدم حوافز للقطريين لتشجيعهم على شغل المهن الفنية والادارية العليا في القطاعات المختلفة ام يقتصر التقطير على وظائف ادارية مكتبية ووظائف دنيا في البنوك وبرواتب مخزية لا مجزية؟!يذكر ان هناك توجها في مجلس الوزراء لرفع نسبة التقطير الى اكثر من 20% وكأننا نجحنا في تحقيق النسبة الحالية!! ان فرض تخصيص حصص من الوظائف في الشركات الخاصة يتناقض اصلا مع المفاهيم الاقتصادية، ولذلك تضطر وزارة العمل الى عقد اتفاقيات تدريب وابتعاث على نفقتها للقطريين المعينين في القطاع الخاص! واخشى ان تطالب تلك الشركات ان تسهم الدولة بدفع نسبة من اجور القطريين العاملين فيها!