الاثنين، 1 ديسمبر 2008

الخطوط القطرية ..مجددا




كتب نورة آل سعد :
القبس
لا يزال عدد من القراء يلحون علي بإصرار لكي أتناول الخطوط القطرية مجددا! وتتنوع حججهم ضدها تنوعا مذهلا!! بينما تظهر التحقيقات الصحفية في الصحف القطرية إنجازات الخطوط القطرية ومشاريعها وتتصدر صور مسؤوليها صفحاتها، وفيما عدا الإشارة الى بعض الملاحظات الثانوية فان الملاحظات الجوهرية تنعدم تماما! لذلك يقال بان تحفظ المؤسسات الصحفية وتجاهلها لتصاعد وتيرة الشكاوى ضد القطرية ناتج عن خشية ومحاباة وربما اذا علمنا من الذي يرأس مجلس إدارة القطرية فقد لا نعجز عن فهم وجهة نظرهم في هذا الشأن!
اذا أردنا حصر المآخذ الرئيسة على الخطوط القطرية فعلى رأسها يأتي الاحتكار. تقول الكاتبة د. فاطمة الهيل التي نشرت مقالا في «الراية» تعجبت فيه من «أن الخطوط القطرية تعمل ما يحلو لها دون أي اعتبار لأي شيء اسمه حماية المستهلك، أو احترام قوانين السوق»، واعلنت د. فاطمة ما نعرفه جيدا «إن الاحتكار عملية خاطئة».
ويحتج اغلب الناس على حقيقة مرة ومشهودة، وهي أن ادارة الخطوط القطرية أجنبية بالكامل ولم تقدم على «تقطير» الوظائف أو احتضان القطريين الأكفاء القادرين على تشغيل قطاعاتها يوما ما، بل على العكس من ذلك ثابرت باصرار على تطفيش كثير من الكفاءات ودفعها الى الاستقالة. وفي ما يخص عددا كبيرا من الطيارين القطريين الذين لم يجدوا وسيلة للتظلم سوى الخروج علانية على الهواء مباشرة في برنامج صباحي في إذاعة قطر، فانه اعلن بعدها عن قيام لجنة تحقيق في استقالاتهم – ومضى على ذلك زمن طويل - ولكن لم يعلن بعد عن صدور أية نتائج عن تلك اللجنة!!
وقد سمعت بنفسي - من قريب - شكوى لأب أحد الطيارين القطريين في البرنامج الاذاعي ذاته يعلن – بحسب كلامه - بأن ابنه تعرض للتهديد من قبل مسؤول كبير في «القطرية» بسبب اتهامه بانتقادها في منتديات أوروبية على الانترنت، وقال الأب بمرارة وصوت متهدج: ابني قدم استقالته ولست استنكر الا ان يقوم ذلك المسؤول باستدعاء ابني الشاب ( في العشرينات من عمره ) إلى مكتبه ويهدده بأمن الدولة!!
اما في ما يخص تقطير الوظائف فقد وصلني من قارىء لم يأذن لي بذكر اسمه وذكر -على ذمته - بأن نسبة القطريين في القطرية لا تتعدى 0،005%، وعلى الرغم من انها شركة وطنية تساهم فيها الدولة فانه لا يوجد فيها «ريحة» القطريين، ويعود السبب - كما يزعم - إلى رفض الشركة توظيف القطريين ورفضها أيضا توقيع اتفاقية توظيف القطريين مع وزارة العمل، ومازالت الشركة ترفض، متجاهلة سياسة الحكومة في تقطير الوظائف، مدعية بأن الاتفاقية تخص الطيران المدني ولا تتعلق بالشركة في مراوغة واضحة من رئيسها التنفيذي.
حسنا! لماذا لا يوجد قطريون عاملون في مطار الدوحة في مجال الخدمات الأرضية التي لا تحتاج الى مهارات وتخصصات نادرة ؟
على الأقل لان المطار يمثل واجهة رئيسة للبلد امام القادمين إلى قطر ويؤكد ذلك القارىء بأنه يتم حصر التوظيف في جنسية آسيوية معينة! من مدينة بعينها!!
يلاحظ المواطن القطري المهندي بان أكثر ما يواجه الحجاج والمقاولين هو مشاكل حجز الطيران وارتفاع تذاكر الحجاج على الخطوط القطرية، ويؤكد ان ثمة احتكارا من قبل «القطرية» لرحلات الحج، ويقارن ذلك بما يحدث في الدول الإسلامية الأخرى، حيث تقوم هيئة الطيران المدني بإصدار التراخيص اللازمة بعد التعاون مع هيئة الطيران السعودي، ثم تقوم بتوزيع الرخص على المقاولين الذين يستأجرون طائرات لنقل الحجاج بينما تحتكر القطرية التراخيص الإضافية وترفع الاسعار، بالرغم من ان تلك التراخيص – على حد كلام المهندي - مجانية من الحكومة السعودية للحجاج . تتصاعد المطالبة – مع مقدم الصيف - في بعض المنتديات القطرية بضرورة مقاطعة القطريين للسفر على القطرية بسبب أسعارها المخيفة وغير المعقولة، وكذلك بسبب السماح بتقديم الخمور على متنها ! غير متناسين ولا قادرين على الاحتجاج على السماح ببيع الخمور في السوق الحرة في المطار وكذلك في الفنادق الكبرى في وسط الدوحة.
نشر في عام 2008

ليست هناك تعليقات: