الجمعة، 23 أكتوبر 2009

اخبارية قطر


24/10/2009


كتب نورة آل سعد :

على الرغم من اجتماع يتيم لبعض الاعضاء في اللجنة التأسيسية لجمعية الكتاب والأدباء القطرية عقد منذ شهور في مقرها بالحي الثقافي، فان الجمعية لم تزل معلقة بلا اشهار رسمي. وقد تم ذلك الاجتماع بايعاز وتشجيع من مسؤول رفيع نظرا لقرب استضافة قطر لحدث ثقافي يدعى «الدوحة عاصمة الثقافة لعام 2010»، غير ان الاجتماع كان في نهاية المطاف خطوة بلا معنى ولا جدوى. يقال ان ثمة قانونا يعكف على اعداده يخص تنظيم قيام الجمعيات المهنية والثقافية، الا ان حدث الدوحة الثقافي سوف يسبقه غالبا!
لقد تردد ان الحي الثقافي سينفصل عن وزارة الثقافة ليكون هيئة مستقلة، ولكن وزير الثقافة لم يقطع بإجابة في الامر، قائلا: «ليس هذا هو المهم، ولكن المهم ان هذا الحي وجد ليخدم الحياة الثقافية في قطر»! متناسيا انه قد اعلن في برنامج تلفزيوني منذ شهور ان وزارته ستشرف على الحي الثقافي!
اما المشرف على اعمال الادارات والجمعيات في الحي الثقافي وهو السيد خالد العبيدان فيؤكد من جانبه «دعم» الجهات العليا بالدولة، مصرحا بان ادارة الحي لا تتدخل في شؤون الجمعيات بل انها تعمل باستقلالية تامة!
لا اعلم ما الجمعيات التي يقصدها اذ لم يشهر منها الكثير! ولكني اعلم انه لا شيء يستند في قيامه إلى الدعم المباشر قادر على ان يكون مستقلا! كما انه لا يمكننا اعتبار الحي الثقافي مستقلا لمجرد انه لا يتبع جهة ما رسميا..بعد!!
لا استطيع ان اتبين حقيقة امور كثيرة شديدة الضبابية والاضطراب ولم يبت فيها بشكل واضح حتى اليوم. خذوا مثلا التأكيد على رفع الرقابة والغاء وزارة الاعلام منذ عام 1996 على الرغم من ان ادارات الاعلام ذاتها لم تلغ في حينه بل وزعت وانضوت تحت جناح وزارة قائمة وهيئة ومجلس مستحدثين، بل لقد عادت وزارة الاعلام في انصع صورة تحت معطف وزارة الثقافة التي استحدثت منذ عامين (لكي تنهض باعباء الاعداد لملف الدوحة عاصمة الثقافة)، فضلا عن تحويل الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون إلى ما سمي بـ«المؤسسة الاعلامية»، ولاحظوا ان الهيكل التنظيمي لوزارة الثقافة يضم ادارتين هما: إدارة المطبوعات والنشر وإدارة الاتصالات، وتختص الاولى بإصدار طلبات التراخيص اللازمة للمطبوعات والمطابع ودور النشر الخ، وكذلك بالرقابة على المطبوعات المحلية وكل المصنفات الفنية، بينما تنظر الادارة الاخرى في طلبات الترخيص بإنشاء وتملك محطات البث الإذاعي المسموع والمرئي وإصدارها، فضلا عن الرقابة عليها.
وقد احتجزت ادارة المطبوعات منذ شهرين مائة نسخة من رواية جديدة للاديب د. احمد عبدالملك بعنوان «فازع» كانت قد شحنت اليه من دار النشر ببيروت ولم يفرج عنها بعد! ترى كم أصدرت ادارة الثقافة في الفترة الاخيرة من مطبوعات للقطريين أو سواهم؟ لعل الاجابة تكون مخجلة مقارنة بالتمويل المالي الذي يوجه للمهمات والاسابيع الخارجية (وقوامها صحون الهريس ونقوش الحناء وزفة المعيريس)،
لقد استغربت تعاقد هيئة متاحف قطر مع مهرجان ترايبيكا السينمائي للعام الثاني، اذ ان «المتاحف» ليست اولى من وزارة الثقافة في التعاون في هذا الشأن، كما ان تلك الهيئة قد استثنيت من تطبيق قانون الموارد البشرية ولم تضم إلى وزارة الثقافة خلافا لما تردد في حينه! تقوم هيئة المتاحف برعاية فعالية سينمائية تجارية في منشئها غير انها غير مجزية في نسختها في قطر، ونظرا للحضور القطري الشكلي في ادارة المهرجان والمشاركة فيه فانه يعد استنزافا محضا بتكلفته الباهظة! قد فشل تسويق المهرجان محليا ولا ادري هل سيستثمر خارجيا بشكل مرض؟!
لقد عاود موقع اخبارية قطر الظهور بعد احتجاب دام اكثر من شهر، وكان الموقع قد أغلق مودعا بكلمة عنوانها «لماذا نحن محبطون؟» تعود الصحيفة الالكترونية الاولى والوحيدة في قطر مما يعد بارقة أمل في سماء ملبدة بغيوم سوداء ولكن دونما مطر!

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

اخر ... اخر .. ما نفكر فيه اصلاح الاعلام ..ولا تقولون الاعلام بو ضمير ينقل الحقائق لان المشكلة ان المجتمع بو ضمير مب موجود ..
مجرد وجهة نظر !!ما اصدق ان الاعلام يصدق ويانا....اقول وشو جانا من ورا هالاعلام الالمعي ؟ غير التعب والنفاق والخريط وشو جانا ؟؟


مشاري السعيد

قطرية بنت الفجاءة يقول...

شكرا لتعليقك . واخالفك الراي لان الاعلام له تاثير كبير وخطير ويجب التفكير في تصحيح مساره بوصفه جزء من النظام ككل

محمد الهاجري يقول...

مقال رائع , و تفاصيل اشكرك على تبيانها , مثل رواية د.احمد عبدالملك , و التفاصيل الأخرى المتعلقة بالمهرجان السينمائي , و الحفلات الخارجية الي فعلأ ماهي ثقافية بالمرة بل أنتهازية و سياحية للأعضاء.

مادري ليش مفهوم النموء الطبيعي غايب عن مسؤولينا , و دايم نحب نظهر بشكل مصطنع فوق أمكانياتنا من المنتخب الي رفع الاثقال ,و أخيرأ المهرجان السينمائي , كنة هذا الي كان ناقص ؟ نضحك على مين ؟

هذا تصرف أهوج و غير مفيد و محبط و مبذر و صرف في الاتجاة الخطاء . التعليم و الصحة و البنية التحتية هي الاساس , و بعدين شوي شوي حسب الامكانيات البشرية و ليس المادية .

النموء الطبيعي هو الي يجيب الثقة في النفس و يسمح بالاستفادة من التجارب و ليس التكلف و خداع النفس .

أخيرا شكرأ على المعلومة أن موقع الاخبارية رجع , مع أني أكتشفتة موخرأ , لكن فكرتة رائعة و موقع ممتاز يجمع كتابنا الرائعين .