الأحد، 30 نوفمبر 2008

الكواري والمسند والخطيب

03/05/2008


كتب نورة آل سعد :

دافعت الدكتورة لولوة المسند في مقال نشر حديثا عن بعض آثار الخور، وأشارت على وجه الخصوص الى مقابرها «التاريخية!!» وقد سبقها الدكتور علي خليفة الكواري الى نشر مقال اثار أصداء واسعة بعنوان «الخلل السكاني اعتداء على حقوق المواطن- بلاغ إلى من يهمه الأمر» الغريب ان مقاله نزل على موقع منتدى شبكة الأسهم القطرية قبل يومين من نشره في جريدة العرب الأمر الذي حداني الى الشك في ان المقال قد سرب عمدا الى المنتدى، يأسا من نشر المقال او إحراجا للصحيفة بسبب تلكؤها في النشر! ولم يكد ينقضي عجبي حتى اكتشفت ان جريدة الخليج الشارقية نشرت المقال نفسه لاحقا بعد حذف جزء من عنوانه! واختزال الفقرة الخاصة بالامارات من صفحة الى سطور.
لقد نشر المقال الأهم للدكتورة لولوة المسند بُعيد وفاة أخيها ناصر المسند رحمه الله في ابريل عام 2007 وقد أفسح مقالها الطريق لنشر مقال-طال انتظاره - تحدث فيه د.علي الكواري عن جانب أغفل طويلا من تاريخ حركة لجنة الوحدة الوطنية في أوائل الستينيات في قطر وقد ذكر الكواري أن حركة المطالبة الشعبية بلغت أوجها في أبريل 1963 على أثر إطلاق الرصاص على تظاهرة مؤيدة للوحدة الثلاثية في 20-4-1963 وذلك عندما عم الإضراب العام وقدمت عريضة شعبية بمطالب أهل قطر، تصدرها توقيع كل من حمد العطية وناصر المسند رحمهما الله وعدد كبير من رجالات قطر الكرام، الذين لا يتسع المقام لذكر أسمائهم) طالبت العريضة الشعبية الحاكم في قطر بتطبيق إصلاحات اقتصادية واجتماعية في البلاد واقرار المساواة أمام المحاكم وفي القانون ووقف خطر الهجرة وضبط عملية التجنيس, أسوةً بما حققته حكومة الكويت آنذاك لمواطنيها من رعاية وخدمات اجتماعية ومشاركة سياسية.
لقد جرت محاولات عديدة منذ منتصف السبعينات وصدرت مؤلفات كثيرة سعيا لتزييف التاريخ وتضليل وعي الناس وقد مورس ذلك بتمويل واسع وألغي دور الناس ونُسي دور القبائل منذ القرن التاسع عشر وتُجوهلت الأحداث الجسام ودور النخبة القطرية في قيادة الحركة الإصلاحية والوطنية.
لا جرم ان توثيق التاريخ هو تحقيق الحلقة المفقودة في تطوير الحياة السياسية للبلدان الخليجية ولا نتحدث قطعا عن التاريخ الانتقائي الرسمي «بو دمغة»، تاريخ الانجازات والعرضات والمعلقات والصور الشخصية وإنما تاريخ الناس بأحداثه الحقيقية المؤثرة وتضحياته اليومية.
اننا نتحدث عن إضراب العمال في شركة نفط قطر التي كانت بلا شك اول مجمع عمالي، ونتحدث عن حركة طلاب قطر وأنشطتهم الوطنية والثقافية في زخم المد القومي الناصري الذي اكتسح المنطقة.. فمن قياديوها؟ وكيف نظموا أنفسهم؟ وماذا صادفوا؟ وكم تصادموا مع قوات الامن التي يسيطر عليها الانكليز؟ وما الإجراءات التي صدرت في حقهم؟ نتحدث عن مطالب الحركة العمالية وأساليب العمل الوطني من التجمهر والمهرجانات والإضراب والاعتصام والتظاهر والعرائض الشعبية وعن دور السلطات في قمعها والإجراءات الانتقامية ضد أصحابها ونتحدث عن نشاط نادي الطلاب في القاهرة في فترات متعددة، وحتى عن دور الشخصيات القطرية في المجموعات العربية السرية ذات الأهداف الوطنية التي خرجت من بيروت.
نريد ان نعرف ما التنظيمات والتشكيلات والحركات التي تكونت من النخب وقتذاك من الخريجين والمعلمين والموظفين والطلبة وعمال النفط والتجار في مرحلة التحرر العربي؟ وما اثر التدفق النفطي وإيراداته في لجمه وتغيير المعادلة بسبب الاعتماد على الإنفاق الحكومي وشل النشاط الأهلي تماما.
لقد نبه د. احمد الخطيب في مقدمة الجزء الأول من مذكراته الى مسألة «اختزال الحراك السياسي بالمنطقة عموما والكويت خصوصا بحركة حكامه والغاء دور الشعوب جملة وتفصيلا» بل لقد أكد د.الخطيب ان السلطة في المنطقة العربية برمتها تتجه الى المزيد من المركزية والقمعية على الرغم من كل التغييرات الشكلية التى لا تعدو ان تكون مساحيق ثقيلة على وجه بالغ الدمامة! فمن سينبري لرصد تاريخ العمل الأهلي والشعبي في وقت تضيع فيه أرشيفات وتعدم أرصدة ويموت أصحاب الذاكرة الشفوية.. همّا وكمدا؟

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

توثيق وتأريخ الأحداث تسجل اليوم في حقبة حاكم ما و من ثم تتغير في حقبة حاكم آخر .. كالفتوى الدينية التي اصبحت تتوافق مع سياسة كل حاكم يتربع كرسي الحكم ..

اللهم ادم نعمة الأمن والآمان علينا ..

....> المجهول