الجمعة، 8 مايو 2009

صحافة (الردح)


09/05/2009

كتب نورة آل سعد :

واصل مدير عام صحيفة الوطن القطرية وعضو مجلس ادارتها السيد احمد علي هجوما شرسا على مدير عام مركز الدوحة لحرية الاعلام وذلك من خلال ثلاثة مقالات مليئة بالتشبيهات والنعوت الغريبة التي حولتها الى «شيء» اقرب الى التنكيت السمج.
حقا لا يحتاج الكاتب لتهييج الشارع الى اكثر من دغدغة مشاعره واستفزاع الحمية الدينية، ويكفي حينئذ ان يلوح بمزاعم حول الخطر المحدق بالمقدسات من دون ان يبسط الحقائق او يوجه لوما الى الجهة المعنية والمسؤولة حقا!
لقد أخبرت بأن ملكية ثلاث صحف قطرية تعود حصة الاسد فيها لشخص بعينه هو رئيس مجلس الوزراء القطري، ومن هنا فانه يحلو للبعض ان يروج زاعما بان الشيخ حمد بن جاسم بن جبر - بطريقة او باخرى- وراء تلك الحملة المصعدة في الصحف لتلطيخ سمعة مركز الدوحة، الذي اقيم برعاية من سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند.
وقد التقيت بمسيو مينار في مكتبه منذ ايام قلائل وبدا لي متحفظا وحذرا في اجاباته! وسألته ما وضعه القانوني بحسب العقد الذي بينه وبين الجانب القطري؟ فلم ألقَ جوابا فسألته مباشرة: «هل يستطيعون اقالتك يا مسيو مينار؟» فرد علي: «كلا. ذلك صعب!» ربما بسبب صعوبة ذلك تنظم تلك الحملة لدفع مسيو مينار دفعا الى الاستقالة! وسأل زميلي مينار: «لماذا لم تقم برفع دعوى قضائية ضد رئيس تحرير «الشرق»، عندما اتهمك بالفساد المالي؟ فاجاب مينار بأنه يواجه مثل هذه الامور كثيرا ولا يوليها بالا والا لكان اقام دعاوى كثيرة! اذا كان مينار يترفع عن خوض مثل تلك الدعاوى القضائية فلماذا لم يرفع اذا الجانب القطري دعوى ضده بما يدعي رئيس تحرير «الشرق» حيازته من «ادلة ووثائق» زودته بها حتما جهة ما؟ لم اقع على اسباب الخلاف الحقيقية بين مينار و«الجانب القطري» في حين يؤكد مينار أن هناك اكثر من طرف في «الجانب القطري»، فهناك طرف يساند مينار وبقاء المركز، وهناك طرف يريد اغلاق المركز! ولست اظن أن الاشهر القلائل الماضية منذ افتتاح المركز، قد مكنت مينار من اقتراف اخطاء كبيرة كافية لاثارة حفيظة احد، لكن مينار يقول إن هناك دولا أبدت استياءها لقطر من نشاط المركز! انني اعتقد بان الحملة ضد مركز الدوحة بدأت مبكرة! ولاسباب داخلية غالبا.
لا يوجد ،حقا، ما يمكننا مناقشته في المقالات الثلاثة الاخيرة التي كتبها احمد علي تباعا وبصورة هازلة وكاريكاتيرية تثير القرف والاسف على حال الصحافة القطرية! واشد ما يضحك في «خرابيط» احمد انه يكتب ضد «معازيبه» انفسهم! فهو يستنكر ما دعاه «ضيافة» مينار لشيطان الدانمرك! ويعني بذلك رئيس تحرير الجريدة الدانمركية فلمنغ روس الذي نشر الرسوم المسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام، ويصفه احمد بانه صهيوني وزار اسرائيل وله علاقات بالليكود! لقد مرت - ولم تزل - وفود وشخصيات اسرائيلية رفيعة المستوى من تحت انف احمد علي واستقبلتهم الدوحة من خلال احتضان مؤتمرات دولية سياسية واقتصادية وغيرها، ورفرف علم اسرائيل اكثر من مرة على كورنيش الدوحة، فلم نسمع منه اعتراضا رغم تمتعه- كما يقول- بكامل حرية التعبير!
لقد اخبروا مدير عام «الوطن» احمد علي بحضور فلمنغ روس بينما لم يذكروا له ايضا مشاركة كاريكاتيرست من اسرائيل نفسها في الجلسة ذاتها التي انتقدها متعالما. نلتمس العذر لمدير عام «الوطن» لانه يجهل بان فلمنغ روس لم يكن ضيف مينار ولا مركز الدوحة، بل لقد حضر الى الدوحة على نفقته الخاصة، فقد سجل طلبا للمشاركة في حدث الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، وتلقى القبول من اليونسكو، وحيث ان قطر طلبت احتضان ذلك الحدث العالمي السنوي ونالت «شرف» ذلك، فليس لها ان «تتحفظ» على حضور احد من مشاركيه. كما لا يعلم احمد علي ايضا ان الجائزة السنوية التي تمنحها تلك الاحتفالية هي برعاية وتمويل ثلاث مؤسسات احداها مؤسسة دانمركية تمتلك تلك الصحيفة الدانمركية ذاتها التي نشرت الرسوم المسيئة لأشرف الخلق.
لقد علمت أن تخبطات احمد علي قد أحيلت الى اليونسكو، فهي الجهة الرئيسية المنظمة للحدث بالتعاون مع مركز الدوحة، وسوف تتولى الرد على كلامه، وقد كان حريا به توجيه جزء من الملامة الى قطر (الدولة المضيفة)، فهي البلد العربي الوحيد الذي دأب على استضافة العديد من الفعاليات الدولية بلا تحفظات ولا.. تأثم!

هناك 11 تعليقًا:

Nasser يقول...

الاخت نورة
موضوع جرئ
لماذا لا تنشر مقالاتك بالصحف المحلية القطرية ؟
ناصر

قطرية بنت الفجاءة يقول...

من صجك تسأل ؟؟

Dr.Dhari يقول...

اذا بريطانيا اللي اهيه بريطانيا دولة الحريات والليبرالية منعت دخول واحد من رسامين الكاراكاتير تريدون من قطر ان تستضيف ذلك ودون ان يوجه اليها اي نوع من النقد؟؟

غير معرف يقول...

الله يعطيج العافيه ومقال جريء ووضع النقاط على الحروف

ونقلته هنا

http://qatarfootball.com/showthread.php?p=2171619#post2171619

دمتى لنا قلم حر

Dr.Dhari يقول...

عفوا اخت نورة انا قلت احد الرسامين لكن اتضح انه ليس رسام بل منتج فيلم مسيء للاسلام اسمه فتنه. هذا الفنان الدانماركي والذي هو ايضا عضو برلمان، منع من دخول بريطانيا.
http://news.bbc.co.uk/1/hi/uk_politics/7882953.stm

الفكرة انه بما ان الدول المتقدمة والتي نغرد لها بالليبرالية وروح الحرية لديهم منعت هذا الفنان، والذي هو فرد من الاتحاد الاوروبي والذي اذا منع من دخول دولة ما فان العواقب تكون كبيرة، لماذا قطر والتي لا تمت بصلة للدانمارك لا بقيود وحدة (الاتحاد الاوروبي) ولا بشيء من هذا القبيل لم تمنع الرسام الحقير؟

نور سلطان العيسى يقول...

الأخت نورة ..

المشكلة هي .. أن بعض الأقلام الصحفية البارزة في قطر .. لا تكلف نفسها .. في البحث عن حقيقة الأمور .. فتعتمد على الاستماع .. دون اللجوء لمعرفة ما وراء الخبر المسموع من المجتمع ..
ومبدأ الجرأة الصحفية .. في يومنا هذا أصبح متعمداً على سياسية "التلطيش" بالآخر سواء كان على حق أو خطأ .. وليس المهم المقال .. بقدر ما يهم أن يبرز الكاتب الصحفي .. كقلم ..
وللأسف .. ليس كل من يكتب بقلم هو قلم ..

تحياتي لكِ .. ولهذا المقال الصريح ..

بنت سيف

قطرية بنت الفجاءة يقول...

الظاهر انت فاهم الموضوع خطأ ! لم ينتقد احمد علي قطر لاستضافتها الشيطان الدنماركي كما سماه ! بل هاجم مدير عام الوطن مسيو مينار وحده باعتباره المضيف !(باعتباره لويس ال16 ومركز الدوحة هو قصر فرساي ) !!
الحقيقة ان بريطانيا كفؤ لقراراتها وعندها ديمقراطية من اعرق الديمقراطيات فهي ملكية دستورية بحق !

هل تملك قطر ان تبدي تحفظات على المشاركين في المؤتمرات الدولية التي تطلب استضافتها ؟؟ اذا لم لماذا تتحفظ على استضافة رئيس تحرير الجريدة الدنماركية ؟؟

محمد يقول...

قهر والله ان مثل هالنجس يدخل بلادنا , و صج انقهرت يوم شفت علم اسرائيل يرفرف في الكورنيش , لهالدرجة ماعندنا مشاعر ولا غيره .. والله الواحد يحزن على حال بلاده كيف كانت و شلون صارت .

رايق البال يقول...

في البداية أحب أن اشكر الكاتبه على المقال الجرئ ..
رجوعا إلى الموضوع ، في الحقيقة أجدت الرد على ( أحمد على ) وحشرة في زاوية ( المعزب ) ، لكون ان الأمر من الأساس يعتبر ( كيلا بمكيالين )من قبله وهو ما لم يفهمه البعض فكان من الأحرى بالكويتب ( أحمد على ) أن ( يشمر ) عضلات قلمه لمن كان سببا في إستضافة الدنماركي إلا أنها سرعان ما ( إنفشت ) امام الواقع ففضل نفخها في وجه مسيو مينار لأنه ليس سببا في توفير طعامه ، وهو ما يثبت من خلال مقالته الأخيرة ( متى نقول للصحفي : قف عند حدك ) وإجادته لسياسة الهروب ..
وأكرر أجدت الرد يا إستاذه نورة على أحمد أحمد علي ..
خالص التحية

قطرية بنت الفجاءة يقول...

لقد فوجىء احمد علي بمستوى الوعي الراقي لدى القراء في قطر !

اشكرك على تعليقك يا رايق البال

محمد الهاجري يقول...

كفوء واللة اخت نورة, هذة الصحافة و الا فلا. لقد قراءت مقالات او لنقول خرابيط احمد علي قبل قراءة مقالك لاني ماكنت اعرف ان عندك مدونة و هذا شيء يحسب لة انة خلاني اتعرف على قلمك حتى لو ماكان يقصد او انك تكتبين في الصحافة الكويتية و بصراحة مافية مقرانة بين شغل البلاليط على قولتة الي جالس يكتبة و بين المعلومات الي امبين انك بذلتي فيها مجهود و هذا دليل حرصك و مصداقيتك. حسافة علية , عندة موهبة لكن ماعندة ضمير , و لا هذا النوع من الصحافيين , انقول مالت عليك يالملح شبية العنز ام قذيلة.