السبت، 7 مارس 2009

تحيا الهيئات !


26/04/2008

نورة آل سعد
يشار مرارا في الصحف الكويتية الى تجربتي دبي وقطر الانفتاحيتين وهي تجربة حرية بالمدارسة واستنباط العبر، فهي تضم خلطة عجيبة ومتصعدة من الخطوات والقرارات التي اخترعتها بيوت الخبرة الأجنبية لكي يتحول ذانك البلدان الى مشروعين تجاريين (مجيّرين) بالكامل لمصلحة حفنة «تشفط» الانفاق الحكومي عبر الاحتكار، دافعة بمضاعفات التضخم في حلوق الناس. سنتطرق اليوم الى مسألة الاستعاضة بالهيئات عن الوزارات وقد دمر النظام التعليمي واجتث اجتثاثا دون توافر البدائل العملية الملموسة على ارض الواقع، وسوف يعلن قريبا عن تحويل المجلس الوطني للثقافة الى هيئة في وقت يتقوض فيه بنيان الثقافة ويضيع رصيدها التراكمي. اذا نظرنا الى هيئة متاحف قطر أنموذجا فسوف نفاجأ بقيام اسم بلا مسمى! لا يوجد هيكل اداري معتمد للهيئة، وتفتقر بالطبع الى وجود لوائح تنفيذية، ويترتب عليه عدم وجود تحديد للمهام الوظيفية. لقد استحدثت في هيئة متاحف قطر وظائف ادارية متشعبة مفصلة على مقاس اصحابها من المعارف والاخوان ذات مميزات راهية ورواتب عالية جدا جدا وليست المصيبة ان الهيئة ضربت بذلك بتعميم لمجلس الوزراء عرض الحائط بعدم القيام باي تعيينات جديدة من جهة والالتزام بتقطير الوظائف من جهة اخرى، بل الانكى ان التعيينات انحصرت في الجانب الاداري ولم تعتن ابدا بالجانب التخصصي الفني. في تلك التعيينات لا وجود لدرجات وظيفية ولا وجود لأرقام وظيفية ولا وجود لتحديد الرواتب الأساسية والبدلات والعلاوات! وانما يحددها مدى حميمية العلاقات، ويتم التعيين دون استيفاء الشروط ولا توثق العقود وكتب تكليف العمل من الجهات المختصة مثل وزارة العمل، ولم يتم نقل كفالة بعض الموظفين الأجانب من جهات عملهم السابقة، وبعضهم لم يحضر شهادة استقالة من عمله السابق.. وثبت ان بعضا من المعينين الجدد يستغفلون الدولة ويتسلمون رواتب من جهات مختلفة! وهناك - على الاقل - حالة تزوير لعقد عمل! وثبت اصدار شهادات راتب بمبالغ مختلفة للبعض. لا يجري تطبيق نظام الانتداب بحسب القانون بل يتم دفع بدل الانتداب بحسب المزاج استنادا الى العلاقات الشخصية، ولا توجد معايير لصرف المكافآت والعمل الاضافي!! ولا يوجد ما يحدد البدلات المختلفة ومنها التمثيل وتذاكر السفر! فضلا عن ان العقود الجديدة في الهيئة لا تخضع لقانون التقاعد والمعاشات القطري. ان رأس الهيئة «يخيط ويبيط» ما دام مطمئنا وآمنا من المحاسبة من مجلس «أمنائها»، وتصرف تلك الرواتب الخرافية للمعينين الجدد والمنتدبين من الميزانيةالتشغيلية المخصصة لتسيير أعمالالهيئة! أرسلت هيئة متاحف قطر مدير ما يسمى بقطاع الموارد البشرية وهو غير قطري الى احدى الدول الأوروبية في دورة تدريبية في مجال تقييم الموظفين على نفقتها، وهو الذي يتسلم راتبا وقدره 56 ألف ريال، الأمر الذي يعني ان الهيئة تدفع رواتب خيالية لأناس مبتدئين تحت التدريب. كم سيتقاضى (بسلامته) بعد التأهيل؟ في هذا الاثناء يعمد الى اقصاء الكفاءات القطرية المشهود لها ومحاربتها وتطفيشها بالتهميش او الاستغناء لاسيما انها ترفض السير في زفة المخالفات القانونية والادارية التي أضحت تزكم رائحتها الانوف يوما بعد يوم.اما متحف الفن الاسلامي فهو – ياللغرابة - مفصول كلية عنالهيئة اداريا وفنيا ويستنزفها ماليا وقد باء افتتاح المتحف بالتأجيل لخمس مرات!! حتى الآن فضلا عما تتناقله أوساط «واصلة» من أنباء حريق مفتعل للتغطية على سرقات فضلا عنعطب مقتنيات فنية باهظة، دع عنك استقالة جماعية لعدد من الموظفين المحترفين الأجانب الذين شبعوا من الربادة والاهمال بانتظار الافتتاح المرتقب! لم تعد للهيئة مصداقية و«طاحت» سمعتها في الحضيض حتى لقد انسحبت شركة فرنسية كانت مكلفة بانجاز أعمال الديكور في المتحف الاسلامي، وأصبحت الشركات الأجنبية الخاصة تشترط الدفع نقدا قبل التوريد!لا نعلم ما هي هيئة متاحف قطر؟ اين خطط العمل واين المشاريع؟ وما الأنشطة؟ لا تحفل الهيئة حتى بالقيام بأي نشاط تمثيلي على أي مستوى محليا او اقليميا ولا اقول دوليا. ولا توجد خطط لاعادةافتتاح المتاحف المغلقة منذ سنين وبالرغم من ذلك يتم استغلال اسم الهيئة من البعض المتنفذين فيها لابراز صورتهم بمعارض ومشاريع خاصة. هل يصح ان يمثل الهيئة في مهام ذات طابع فني تخصصي شلة المدير من مسؤولي الامن والمخازن والتغذية والتموين! هل يعقل ان تصطحب القائمة بأعمال الدعاية والاعلان في مهمة مكلفة بشراء قطع فنية واثرية من مزادات عالمية؟ هل يتصور ان تمثل الهيئة في اجتماعات مع اللجنة الاولمبية موظفة فلبينية تقيم في قطر بصفة نادلة.
فلتحيا الهيئات!

ليست هناك تعليقات: