السبت، 28 مارس 2009

باب النجار مخلع


28/03/2009

كتب نورة آل سعد :
ان سعي قطر الى الظهور الإعلامي الباهر والباذخ لم يعد يثير اكتراث القطريين او يشبع طموحاتهم، بل على العكس تماما أصبح يثير الامتعاض والتساؤلات!! ويبدو ان قطر منهمكة اكثر من ذي قبل في تنظيم احتفالات ذات اصداء اعلامية لمشاريع كثيرة ومتنوعة، في حين ينبغي ان يشغلها - بالمستوى ذاته - تحد أهم واكبر وهو استمرار تلك المشاريع وكيفية تشغيلها بنجاح. واذا كانت قطر تتعاطى بذكاء واهتمام مع ملفات سياسية معينة فإنها قد لا تولي ملفات أخرى ذات الأهمية في حسن الإدارة!!أمسى المزيد من كتاب الأعمدة يعمدون الى نشر مقالاتهم الممنوعة في المنتديات، تلك المقالات التي لا تعدو ان تكون مقالات اجتماعية عادية، الا انها تسمي الأشياء بأسمائها! فاذا كان هامش الحرية الصحفية في قطر يضيق ببضع مقالات لم تعالج عظائم الأمور فلا غرو ان يمر عقد باهت من السنين على قيام المجلس البلدي المركزي، الذي يسمى تجاوزا ببيت الديموقراطية الأول،من دون ان يستدر اهتمام احد، والسبب الرئيسي كما شخصه الكاتب والقانوني محمد فهد القحطاني كون ذلك المجلس «المنتخب» تابعا للبلدية! ولم يمنح أي قدر من الاختصاصات التشريعية والتنفيذية في المجال البلدي!يبدو ان هناك مشكلة في النظر الى مفهوم الحرية وتحديده وتحريه يواجه كل المؤسسات الإعلامية والصحفية في قطر قاطبة ومن ضمنها مركز الدوحة لحرية الإعلام نفسه!!وبعد قيام روبير مينار المدير العام لمركز الدوحة لحرية الاعلام بنشر رسالة مفتوحة موجهة الى سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند على الموقع الالكتروني الرسمي لمركز الدوحة تبين للجميع بان هناك شقاقا كبيرا وفتوقا تتسع بين جانبي الشراكة في تأسيس مركز الدوحة لحرية الاعلام، مسيو مينار من جهة، ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع من جهة اخرى.لقد ظهر طرف الخلاف عيانا بعد نشر مقال انتقادي غير مسبوق من رئيس تحرير صحيفة العرب القطرية لفكرة المركز نفسه!! ثم احجمت الصحف القطرية جميعا عن نشر البيان الاول لمركز الدوحة وتجاهلت الترويج لانشطته واخباره، كما تم اخيرا التغبيش على مؤتمر صحفي عقده مينار في الدوحة، وتلا ذلك هجوم عنيف على شخص مينار بلا مبرر من قبل مشرف عام صحيفة الوطن القطرية. لم يزل زملائي يخوضون حيرة وتخبطا في صحة خبر مغادرة السيدة مريم الخاطر نائبة المدير العام لمنصبها في المركز ذاته، اذ ان الخبر منشور منذ اكثر من أسبوعين في الموقع الرسمي للمركز ممهورا بتوقيع مينار الذي اعلن بوضوح – انه «لم يعد باستطاعة مريم الخاطر التكلّم أو التدخّل باسم مركز الدوحة أو تمثيله»، معللا ذلك بانها لم تتوقف منذ شهور عن السعي للحيلولة دون استقدام صحافيين مهددين الى قطر. وفي الوقت نفسه كانت السيدة الخاطر تنظم - باسم المركز - لقاء وديا يجمع بين رئيس الاتحاد العالمي للصحافة وبين بعض الاعلاميين والكتاب القطريين لمناقشة مشروع قانون الصحافة (الذي لم يصدر بعد ) وجمعية الصحافيين القطريين (التي لم تشهر بعد !!) وقد سئلت السيدة الخاطر في الاجتماع نفسه عن خبر استبدالها فوصفته بانه عار عن الصحة، الا ان ايا من الصحف المحلية الصادرة في اليوم التالي لم تشر الى نفي السيدة الخاطر ولا الى خبر التغيير الاداري ذاته.تتجه الأمور في واقع الأمر الى تصعيد متفاقم ومتسارع، فقد استنكر مينار في يوم الثلاثاء الماضي منع السلطات القطرية سفر المسؤولة عن قسم الأبحاث في المركز من مغادرة الأراضي القطرية لمرافقته إلى البحرين للقاء مسؤولين مكلّفين بدراسة إصلاح قانون الصحافة البحريني مما حدا مينار الى الاعلان بانه:«منذ عدة أسابيع، نواجه القبضة الحديدية التي تفرضها بعض هيئات القيادة القطرية الساعية إلى عرقلة عملنا بشتّى الوسائل. ولا يمكن القبول بأي شكل من الأشكال هذا المنع المفروض على معاونتنا. فإنه ليمثل انتهاكاً فاضحاً لكل التزامات قطر حيال مركز الدوحة بوجه خاص وحرية الصحافة بوجه عام».
يبدو ان باب النجار .. مخلّع!

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

السلام عليكم ..

بصراحة يا أم عبدالله. الحال مزري للأسف الشديد.. الإعلام في وادي والناس في وادي ثاني .. حتى مركز الدوحة لحرية الإعلام صار في وادي والناس في وادي..
ابتعدنا عن المسؤولين وصاروا في وداي واحنا في اودية مختلفة ..

.......> المجهول