الجمعة، 1 مايو 2009

الخليج : نهاية الحلم


02/05/2009

كتب نورة آل سعد :

يتلقى مركز الدوحة لحرية الاعلام ضربات عنيفة - بعضها تحت الحزام - موجهة الى أداء مديره العام الناشط الغربي روبير مينار، ويتزعم ذلك الهجوم السافر رؤساء التحرير في الصحافة القطرية الذين قلما كتبوا مقالات استثنائية او لافتة!
وفي الوقت نفسه تحتفل منظمة اليونسكو ومركز الدوحة لحرية الإعلام باليوم العالمي التاسع عشر لحرية الصحافة في الدوحة يومي الثاني والثالث من مايو الجاري، بينما يشاع أن مينار سيقال من منصبه في الشهر المقبل بعد اتمامه مراسم الاحتفال الاستعراضي!
لقد اعتبر رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين السيد ايدن وايت، الذي زار الدوحة واجتمع ببعض كتابها وصحافييها، «انه لا مجال لدعم تنظيم حدث رسمي احتفاءً باليوم العالمي لحرية الصحافة في قطر، نظراً إلى المشاكل التي يواجهها الصحافيون (وهي) غياب حرية تشكيل الجمعيات، والضوابط الجائرة التي تحكم اليد العاملة الأجنبية».
وعلى الرغم من ذلك، تحتضن قطر احتفالا بحرية الصحافة، في حين اخفقت في تلبية ابسط اشتراطات مصداقية الحدث نفسه فيما يخصها، وأعني اشهار جمعية الصحافيين القطريين - رغم مثالب قانون الجمعيات وسوءاته – كما رحّل مشروع قانون الاعلام القطري الى اجل غير معلوم! ذلك القانون الذي يتضح جليا من مسودته الهزيلة المنشورة على موقع مركز الدوحة الالكتروني انه غير قادر على ضمان حرية التعبير، أو مكافحة الرقابة الذاتية في الصحف، ولا يمنع ابدا اللجوء إلى قانون العقوبات ضد الصحافيين. لقد فتح مسيو مينار ملفات شائكة في منطقة الخليج في وقت تتشدق فيه انظمتها برفع شعارات الاصلاح والمأسسة والتحديث.. وفوق ذلك الديموقراطية ايضا!
يبدو ان روبير مينار كان محقا في تنبيهه على ان دبي الانفتاحية تتذرع بمكافحة الإباحية ليس الا! وان دافعها الوحيد هو فرض الرقابة وتشديدها، فبعد رفض قائد شرطة دبي الكشف عن خمسمائة كلمة طلب إلغاءها من قائمة بحث غوغل، اصبحت الحرب ضد الإباحية حربا مقدسة لا يعلم مداها الا الله وحده! وقد حظرت وزارة الإعلام في أبو ظبي نشر عدد ابريل من مجلة أفريك ماغازين بعنوان «دبي: نهاية الحلم»، ولم يكن ذلك الا بسبب مقالة تستعرض الصعوبات التي تواجهها دبي «وتطور علاقة القوى في الاتحاد لحساب أسرة أبو ظبي المالكة»،
وقد صرح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي بأن امارته مستهدفة اعلاميا لاضعافها، ولكن الا يمكن تصنيف ذلك التقرير بانه ينتمي ببساطة الى الصحافة الحقيقية؟ فأي القواعد المهنية انتهكت حقا؟ ومن يستطيع رصد النيات المبيتة للهدم والتخريب؟ ومن يملك سن القوانين وانفاذها... وتفسيرها؟
المضحك المبكي ان يعلن مركز البحرين لحقوق الإنسان أن وزارة الثقافة والإعلام في البحرين أمرت يوم 21 أبريل الماضي بإضافة عدة مواقع ومدوّنات إلى لائحة العناوين المحظورة على الإنترنت، ومن ضمنها موقع مركز البحرين لحقوق الإنسان نفسه!يبدو ان الديموقراطية انتهت في الخليج.. من حيث لم تبدأ اصلا!

هناك 10 تعليقات:

Unknown يقول...

الاخت نورة مساء الخير ،
قرأت مقالك المنشور في القبس عن استقالة القضاة القطرين . ما صحت هذا الخبر؟ و هل تم التحقيق بالموضوع من قبل صاحب السمو امير قطر؟ هل القضاة المستقيلين اوقـــفــوا عن العمل او ما زالو على رأس عملهم ؟ هل هناك قائمة باسماء القضاة المستقيلين؟

لأن اذا عدمت نزاهة العدالة في البلد ،انهدم البلد ولا اعتقد ان الشيخ حمد أو الشيخ تميم يريدون هذا في قطر،
على فكرة انا من الكويت لكن قطر بالنسبة لي بلدي


شكرا


عبدالله الأحمد

قطرية بنت الفجاءة يقول...

اخي عبد الله
لاشك بأن قطر بلدك كما هي الكويت في قلوبنا. اذكرك بما ورد في «الراية» بتاريخ 18 من الشهر: انه «تقدم اكثر من 33 قاضيا قطريا باستقالات جماعية وطلبوا اعفاءهم من وظائفهم تعبيرا عن احتجاجهم على ما أسموه بالتدخلات المستمرة في عملهم من قبل أحد المسؤولين في المجلس الاعلى للقضاء» وبعدها أغلق باب النشر في الموضوع!

نعم اوافقك تماما بان استقلالية القضاء ونزاهته عماد السلطات الدستورية وضابطها . شكرا لك

محمد الهاجري يقول...

فكرت كثيرأ في موضوع الديموقراطية في مجتمعات قبلية و عائلية متعصبة للقبيلة و العائلة و الطائفة مثل دول الخليج و هل هي فعلأ الحل الامثل لمواجهة مشاكل المجتمع؟. بناء على تجربة الكويت و البحرين و المجلس البلدي في قطر الجواب بدون تردد هو لا موكدة و انة بدري علينا كثير هذا الموضوع و يجب ان نبحث عن طريقة اخرى. بالعكس سوف تكون عنصر تازيم و واد في المهد لفكرة التدرج نحو المدنية و البعد عن العصبية بانواعها.

لذلك ارا ان يتم وضع مواصفات معينة مثل الخبرة و الموهلات و يتم اختيار اعضاء البرلمان من بين المتقدمين من قبل لجنة تكنوقراط يتم اختيارها من قبل الحاكم.

الاساس هو فصل السلطات و الشفافية و وجود مبدا المراقبة و المحاسبة في وجود صحافة حرة كفيل ببث روح المواطنة التي هي اساس الحراك الاجتماعي و الاحساس انك جزء مهم و لك دور وقيمة حسب مجهودك.

قطرية بنت الفجاءة يقول...

تخشى ان تكون النعرة القبلية عنصر تأزيم ؟؟ وهل التازيم في الكويت بسبب القبلية او حتى الحزبية السياسية ؟؟
ولكنك ياللعجب ترى تنزيه الحاكم وتترك بيده الاختيار والارادة المطلقة؟؟

ارجع الى الوراء قليلا فقط وانظر الى تاريخنا واحوالنا سابقا ..عد الى ايام الشيخ جاسم بن محمد المؤسس والى اصحابه وحلفائه من القبائل القطرية
الم يكونوا حوله مجلس شورى وكانوا يمثلون قبائلهم ويطرحون المصالح ويطالبون بالغنائم ويجسدون واقعا للمشاركة السياسية والرقابة والمحاسبة ايضا ؟؟

محمد الهاجري يقول...

انا لا اريد الدخول في التفاصيل بالنسبة للتازيم السياسي في الكويت , الي قصدتة هو ان فكرة اختيار الافضل بنأء على اقتناع شخصي بتوجة المرشح بعيدأ عن الموثرات المذكورة غير ممكن في الوقت الحاضر. لقد تناقشت في هذا الموضوع مع احد الاخوة في لبنان و قال لي وقت الانتخاب لا علاقة بدرجة الوعي او الموهل , انك تصوت اتوماتكلي الي طائفتك بغض النظر عن اسم المرشح. لذلك تجاهل هذا الشيء هو نظرة محلقة في الخيال و غير عملية.

لم اترك الامر في يد الحاكم و يبدو انك استعجلتي القراءة. انا قلت يختار لجنة مشهود لها من اصحاب الخبرة و الكفاءة هم من يختار الاعضاء بين المرشحين و بعد الاختيار يمارسون عملهم النيابي بدون سلطة من الحاكم. هاذي فقط فكرة حسب وجهة نظري للتعامل مع الواقع وليس التطبيق العمياني لالية و يمكن الاضافة و التعديل عليها.

المقارنة غير صائبة مع الوضع السابق و الظروف غير و وجود سلطات مستقلة اصبح تجربة انسانية راقية لاخلاف عليها لكن السوال هو كيف نصل اليها مع وحدة وطنية تناقش البرامج و الافكار للاشخاص بدون تاثيرات متخلفة.

قطرية بنت الفجاءة يقول...

صدقت في قولك

(( لذلك تجاهل هذا الشيء هو نظرة محلقة في الخيال و غير عملية.))

وهذا القول ينطبق على كل شيء

على طريقة ادارة (ديمقراطيتنا) وممارستها
وعلى طريقة اختيار الحاكم للجنة الموكل اليها اي امر في اي مسألة (ما اكثر اللجان وما اشبه ممارساتها )
قل لي
ما معايير اختيار اللجنة ؟ من يضع المعايير من يحاسب الحاكم ؟ من يضمن لاعضاء اللجنة السلامة والامان ؟

من عيّنك حطك في الشيمة !!
وانت كذا والا كذا تحت مظلته !!
فمن منا يا محمد يحلق ابعد في خياله ؟؟
:)

انا مثلك اسأل السؤال نفسه :
(( كيف نصل اليها مع وحدة وطنية تناقش البرامج و الافكار للاشخاص بدون تاثيرات متخلفة.))

التأثيرات موجودة فوق
وتحت

والنظام (السيستم ) كله بهذه الطريقة يسير ويُسير فاين المفر من تلك التاثيرات ؟؟
وهل هي اسباب ام مسببة عن امور اخرى

محمد الهاجري يقول...

هل افهم من كلامك انك مقتنعة بالطريقة المباشرة رغم ماذكرتة؟

و بعدين الفكرة هي في وجود ملكية دستورية بحيث ان البرلمان هو من يختار رئيس الوزارا بين مرشحين لهذا المنصب بعد مناضرات و تصفيات من خلال البرلمان و بذلك توجد الحيادية من طرف الحاكم في اختيار اللجنة لانة لا يحكم. و مع ذلك انا لست ضد انتخاب اعضاء اللجنة لكن بشرط ان تستثنى قبيلتة او عائلتة من التصويت لة و يكون هناك دائرة واحدة فقط. هاذي افكار اعتقد لو نوقشت على نطاق عام اوسع راح نوصل لصيغة نهائية افضل , المهم اننا مانتجاهل الموثرات المذكورة و تكون مناسبة لنا. لانة في اعتقادي ان وجود السلطات المستقلة هو الهدف , اما الية الوصول لها فتخضع لتطور المجتمع و ليس هناك حجم واحد يناسب الجميع.

قطرية بنت الفجاءة يقول...

بالطبع اتفق معك على فصل السلطات الثلاث (ما امكن ذلك) اليس ذلك اساس الديمقراطية ؟
بالطبع احبذ طريقة الاقتراع الحر المباشر عبر الصناديق ولا يمكن نفي المؤثرات !! من اي انتخابات في العالم سواء امريكا ولوبياتها وكارتيلاتها ام ايران وكتلها ومجالسها بما تمثله من مصالح معينة وتوجهات مفروضة !
هذي هي الديمقراطية !! لعبة تمارس بحسب الاصول واحيانا كثيرا من تحت الطاولة !
ما رأيك في انتخابات الرئاسة الايرانية ؟؟ هل وقع التزوير ؟؟ وكيف؟
والاهم ما مردود ذلك على السياسة الداخلية والخارجية لايران ؟؟

انا ايضا اتمنى ايجاد ملكية دستورية !
الكويت اقرب واهم مثال . لماذا لم تتحول الى ملكية دستورية ؟

محمد الهاجري يقول...

اعترف ان الديموقراطية لا توصل الافضل لكن سر قوتها في وجود امكانية المحاسبة و اتاحة الفرصة للتعبير و روح المبادرة بدون خوف و هذا وحدة كافي لبروز افضل الافكار و تقدم المجتمع.

صحيح ماذكرتي عن الديموقراطية في الغرب لكن مثل ماقلتي في النهاية هي فوز الاكثر اقناع بغض النظر عن الهدف لان وجود التوازن بين الموسسات كفيل بحفظ الحقوق الاساسية وليس التصويت المسبق بغض النظر عن الفكرة و الاقتناع.

بالنسبة للانتخابات الايرانية فهي في نظري لعبة مسرح العرايس و مضيعة للوقت و لا فيها من الديموقراطية الا الشكل مادام الموضوع في النهاية هو ارادة الولي الفقية , لذلك لاتعنيني اذا كان فية تزوير او لا.
بالنسبة لتوجهات ايران الخارجية فهي عدوانية و لا فيها حكمة او بعد نظر او حتى اتعاظ من التاريخ. بل ايدولوجية غبية متطرفة لاتختلف عن طالبان الا في التكتيك ( احيلك هنا الي مذكرات هشام النورسي لتعرفي اكثر عن طريقة تفكير الملالي و اذنابهم في العراق.هولاء سيدتي ناس متوحدين التفكير و لا عندهم تسامح او قبول للراي الاخر).مواجهتهم هي في صفنا الوطني الواحد و سرعة الاصلاح السياسي و الديني و مع ذلك فالشعب الايراني شعب عظيم و اتمنى ان نكون افضل العلاقات معاة و لكن في ظل حكم مدني و انا عندي امل ان الشعب الايراني قادر على استرجاع حريتة.

ليش الكويت ماصر فيها حكم دستوري؟ الرد بسيط, لان النضج لم يحن بعد لا في القايد و لا في الشعب.

قطرية بنت الفجاءة يقول...

اتفق معك اخي محمد

واثّني على كلامك

((لان وجود التوازن بين الموسسات كفيل بحفظ الحقوق الاساسية وليس التصويت المسبق بغض النظر عن الفكرة و الاقتناع.))