الاثنين، 7 ديسمبر 2020

الرواية في قطر


نورة ال سعد

دهشت عندما وقعت على تصريح د احمد عبدالملك بأنه قد ظهرت أكثر من 20 رواية في عام 2016 وأكثر من 10 روايات في عام 2017 . وأدخل عبدالملك 35 منها في دائرة الرواية بينما رأى د محمد مصطفى سليم بدوره  ان هناك 41 روائيا قطريا (!!) قدموا ما يقرب من 100 رواية ! فمن أين زحف علينا أولئك (الروائيون ) ؟ من ورش كتارا ومختبراتها وجوائزها ؟

لنضع جانبا تلك الكومة البائسة التي اهدر اصحابها وقتا ومالا في اصدارها -عبثا- بين دفتي كتاب ولنتأمل في غواية السرد التي تظللنا حاليا والمرشحة للاستمرار كما أحدس في الفترة القادمة فلكل منا روايته وسرديته وهو أمر اشبه بحمى البوح او اندفاعة الكشف والفضح او لعلها ببساطة الرغبة في أن نترك وراءنا أثرا .



 ذكرت القاصة بشرى ناصر في حوار لها أجري في 2015 بان لديها رواية حبيسة للادراج منذ 15 سنة بعنوان ( شراشف النساء) وقد قابلت في حياتي عددا من الاشخاص كانوا يعربون لي عن عزمهم على كتابة رواية وبعضهم لم يسبق له أن كتب قصة.

قد تكون الرواية بوصفها فنا وجنسا أدبيا وليدة  التطلعات البرجوازية للطبقة الوسطى الصاعدة وتعبيرا عن همومها وقلقها الوجودي وطمعها في ادوار جديدة في مجتمعات

 

التحولات لاسيما تلك التي تتيح هامشا معقولا للتنوع والتعبير عنه بيد انني موقنة بأن سحابة السرديات التي تظللنا الان ، هي أمر آخر نسبيا وهي تميل نحو الانتشار والتمدد ، فنحن في زمن (السردية ديوان العرب ) وكما أسلفت فان لكل روايته . يحرص كل طرف وطائفة وجماعة على نسج سرديته واسطورته الخاصة او بالأحرى تلفيقها . وثمة جيل غض ظمآن يبحث في الذاكرة الثقافية الملتبسة وينبشها ويعيد بناءها في نصوص تخييلية لان ذلك هو السبيل الوحيد للتنفيس عن اسئلته واحباطاته واشواقه للمستقبل . لا يسعني الا أن أزكي روايات الاختين خليفة ، لدلال خليفة اربع روايات ( اسطورة الانسان والبحيرة 1993 وأشجار البراري البعيدة 1994 من البحار القديم اليك 1995 ودنيانا مهرجان الأيام والليالي 2000 ) ولشعاع خليفة ثلاث روايات ( العبور الى الحقيقة 1993 أحلام البحر القديمة 1993 في انتظار الصافرة 1994 ) فضلا عن أربع روايات للدكتور أحمد عبد الملك ( أحضان المنافي 2005 القنبلة 2006 فازع شهيد الإصلاح في الخليج 2009 والاقنعة 2011 )

ثم أعرج بالذكر الى عدد من الأشخاص و الكتاب الذين خاضوا غمار السرد لمرة واحدة غالبا :  فهناك محاولة روائية لي شخصيا بعنوان (العريضة) صدرت في 2011  و صدرت رواية (القرصان ) في 2011  لعبد العزيز ال محمود وهو رئيس تحرير سابق واستقبلت بحفاوة مبالغ فيها ! ثم أصدر ال محمود رواية تاريخية أخرى بعنوان (الشراع المقدس ) في 2014  . و أصدرت القاصة  نورة محمد فرج رواية (ماء الورد) في 2017 . وصدرت رواية ( فرج) في عام 2018 للفنان التشكيلي محمد علي عبد الله وظهرت مؤخرا رواية (اسوار البلدة ) لرائد إبراهيم . معظم تلك المحاولات آنفة الذكر تتوسل الاسقاطات وتتدثر بالمبنى التراثي والسردية الحكائية  ويستخدم اصحابها تقنيات جاهزة وباردة في أحيان كثيرة و تفتقد الى التلقائية والتجريبية والابداع برغم حرص اصحابها على  استخدام ادوات الصنعة المباشرة  .

 أرحب كثيرا و استبشر بتعدد الأصوات والمنظورات والسرديات ما حملت رؤى  ومقاربات وتعدديات ونسبيات .. فلا شك بأن الحقيقة هي الوهم الأكبر والأخطر في نشاطنا الذهني كله . 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات: