الاثنين، 7 ديسمبر 2020

النسوية في شعر المرأة القطرية

بقلم : نورة ال سعد


( النسوية في شعر المراة القطرية ) هوعنوان كتاب قامت باعداده الباحثة حصة المنصوري  كمشروع بحث لنيل اجازة الماجستير وقامت بطباعته في عام 2016  وزارة الثقافة والفنون والتراث (كما كانت تدعى آنذاك ) واختارت حصة ثلاثا من الشاعرات القطريات هن سعاد الكواري وزكية مال الله وحصة العوضي كنماذج للدراسة وذكرت الباحثة بأن هولاء (الشاعرات عايشن قيام نهضة الدولة القطرية الحديثة وعاصرن أهم أحداثها ورصدن التحولات التي مرت بها البلاد ) ص10


شرحت حصة المنصوري بانها تسعى لاستنطاق النصوص الشعرية في انتاج الشاعرات للإجابة عن التالي (كيف نظرت الانثى الى ذاتها ؟ وكيف صوّرتها ؟ ما الهموم التي حملتها كمضامين شغلت بها ذاتها النسوية ؟ وما المشاعر التي عبرت عنها ؟ وما الرؤية الجديدة التي طرحتها هذه الذات عن نفسها ؟ ) ص80


تستوقفني شخصيا تجربة الشاعرة سعاد الكواري حيث وجدت في تطور تجربتها الشعرية من خلال انتاج منهمر في ستة دواوين : طبع (تجاعيد ) في عام 1995 (لم تكن روحي ) عام 2000  بينما تمت طباعة ( باب جديد للدخول ) و( بحثا عن العمر ) و ( وريثة الصحراء ) في عام 2001 و ( ملكة الجبال ) في 2004


 وجدت بأنه لا تكاد عين القارىء أو حسه يغفلان  للحظة عن شفافية احساس الشاعرة وعفويتها وروحها الحرة وتعكس كل قصائدها بلا استثناء مخيلة جامحة وكسيرة في الآن نفسه . يجسد سعي الشاعرة الكواري ما عبر عنه د.الغذامي مرة بأنه محاولة المراة الكاتبة ان ترفض كونها (موضوعا لغويا لا ذاتا لغوية ) ويتبدى ذلك جليا في صورها واسلوبها وموسيقاها الشعرية وحتى في الشكل الكتابي للقصيدة النثرية مثل قولها :


(يا مدينتي الصامتة ، الصارمة كالعدم ، اعتقيني أطلقي سراحي ، حرريني يا مدينتي القاسية ، اتركيني ) . أتفق مع الباحثة حصة المنصوري في أن الشاعرة سعاد الكواري تلتمس الحرية كمهرب وليس كسعي وطلب فذانك الامران يبدوان كمرحلة لم تتبلور شروطها في الأفق بعد . وتشير حصة الى ان الفعل المضارع في تجربة سعاد يعلن عن ( قرار بالهروب والاستسلام حيث لا مجال لتغيير الواقع المحتوم في مصير النساء بشكل عام ) ص 199


تقول سعاد الكواري : أريد أن أركض


أن أصرخ


أريد أن أهرب


أريد فقط أن أموت



ليست هناك تعليقات: