السبت، 28 فبراير 2009

النقط فوق الحروف


07/02/2009

كتب نورة آل سعد :
وصفت صحيفة بوسطن هيرالد الاميركية قطر بأنها أصبحت محورا لما دعته بالحرب الباردة في العالم العربي، وذلك بسبب علاقاتها الوطيدة بالولايات المتحدة والغرب وإسرائيل من جهة، وروابطها المتينة بخصوم الغرب في المنطقة مثل إيران وحماس من جهة أخرى. وقد لخص مهران كامراوا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون الاميركية، وضع قطر بأنها «ليست مضطرة إلى أن تكون هذا الطرف أو ذاك! ما يفعلونه هو اللعب على جميع الجوانب من أجل تعظيم الاهتمام الذاتي، وضمان دور عالمي وإقليمي» من دون ان يشير الى وجود مشروع ريادي لقطر مثلا أو أجندة واضحة فعليا!دعونا نستذكر دور الكويت الريادي في المنطقة العربية في الستينات، الذي قد يتحسر عليه البعض اليوم ويلوم الكويت لانها اختارت التنازل عن أداء ذلك الدور (لسبب او لآخر) فباءت بالتراجعات والتدهور والتخلف عن ركب قطر ودبي! ترى هل تعد أزمة الكويت ـ اليوم ـ أكثر وطأة من معاناة إمارة دبي الصاعدة التي تئن من جراء جراحها الاقتصادية بعد الأزمة المالية الراهنة ؟!لطالما تميزت الكويت بتجربتها الديموقراطية المتقدمة، فهل سيحظى أهل قطر بحراك سياسي واقتصادي مماثل في حده المعقول؟ ولو على سبيل التعويض او المقايضة او حتى بحسبانه امرا (فوق البيعة) من مردود عملية الانفتاح والحضور السياسي والمواقف العديدة لدولة قطر، أم ان الامر برمته يعد خطوات محسوبة العواقب؟يبدو ان الدور الخارجي الذي تلعبه قطر يلقي ظلالا قاتمة على برامجها وقراراتها الداخلية باتجاه التعجل تارة أو التعثر والتدهور تارة أخرى وفي كل مساراتها الإدارية والقانونية، فضلا عن التعليمية والصحية والخدمية. ومنذ امد قريب دعا د. إبراهيم الإبراهيم (المستشار الاقتصادي لأمير قطر ) إلى تقليص الدعم الحكومي لبعض الموارد الأساسية في الدولة التي من الممكن إساءة استخدامها، كالماء والكهرباء !، مضيفا ان هذا النوع من الدعم غير مرغوب فيه اقتصاديا. وأثارت دعوته تلك مخاوف متجددة واستياء شعبيا طاغيا في المنتديات القطرية لأنه قال - على هامش ندوة اقتصادية في قطر - ان اعتماد المواطنين على الدعم الحكومي يؤدي إلى إحداث خلل في التنمية الاقتصادية للدولة، مؤكدا – ياللمفارقة - أن {التنمية المستدامة هي نهج اقتصادي واجتماعي في نطاق البيئة الطبيعية المتاحة وليس خارجا عنها}!وقالت أستاذة الطب في كلية ويل كورنيل- رينيه ريشر في الندوة ذاتها التي تداولتها بعض المنتديات القطرية، نقلا عما نشر في {القبس} {تتراوح أعداد المواطنين الذين ينشطون اقتصاديا بين 60 ألفا و65 ألفا، مما يخلق نسبة بطالة تصل إلى 3%}. فهل سيحمد أهل قطر تلك المبادرات والتحركات التي يشعرون بأنهم يدفعون فاتورتها الباهظة داخليا ؟ أم هل سيضجرون سريعا ووشيكا وتخيب آمالهم بمرور الوقت وثقل الوطأة، لا سيما ان المقارنة بين الكفتين- الداخلية والخارجية – ترجح بقوة ومرارة لمصلحة إحداهما على الأخرى؟! وفوق ذلك كله، فان التحرك الخارجي لم يتواز مع أي حراك داخلي واضح وملموس وناجز في سبيل رفع سقف حرية الصحف والإعلام الرسمي، والإفساح لإشهار الجمعيات المهنية وتمكينها وتفعيلها ! في ظل غياب تام للشفافية وتأجيل متكرر لانتخابات مجلس تشريعي ينص على قيامه الدستور الدائم في البلاد الذي أصبح ساريا ونافذا منذ الثامن من يونيو من عام 2005، الأمر الذي يشكل مناخا مؤاتيا لانتشار الاشاعات والأقاويل على كل صعيد، حتى ان رئيس الوزراء القطري قام بنفي أحدها في ما يتعلق بالسوق المالي للدوحة، وهي أن تكون هناك نية لدى دولة قطر أو توجه لدمج البنوك، مشيراً إلى أن هذا الأمر متروك للبنوك نفسها! فمن ذا الذي سوف يتصدى لنفي أو تأكيد الإشاعات الأخرى؟

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

دور قطر الخارجي اساسه المال الذي يتم منحه للجهات المتناحرة لكي تدخل في سلم مؤقت يحسب لتلك المبادرات ..

الفلوس تسوي كل شي ممكن تخليك راعي بيت او ينسحب من البيت ( حد يفسره هالجملة لو سمحتوا )..

لذلك اي دولة تسعى لحل مشاكل العالم الخارجي
من الأولى ان يتم الإلتفات للمشاكل الداخلية التي يشعر من خلالها القطري انه قطري مسحوب المواطنة منه .. وعايش على هالأرض الطيبة لأستكمال تعداد المواطنين القطريين ..

.........> المجهول