الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010

( ابو حيان التوحيدي) قصيدة على الخشبة

عرضت ابو حيان ضمن فعاليات مهرجان الدوحة الثقافي السادس في مارس 2007


نورة آل سعد

لم استطع ان أتلمس في نص مسرحية " ابو حيان التوحيدي " ولها اسم ىخر ورقة حب منسية !! روحا درامية بل بدا لي النص اشبه شيء بقصيدة نثرية شخوصها تلبس مسوحا من الرمزية والتجريد .


 في نص الرميحي (ابو حيان ) يرتفع الستار عن صحراء ماتت منذ قرون - بتعبير الرميحي- تلك كانت النهاية التي بدأت منها المسرحية واليها انتهت مرة اخرى اذ يستعيد ابو حيان ما حدث له قبل وصوله اليها وان كانت الازمنة مختلطة والمنطق معدوم بيد أنه لايحق لنا ان نتساءل عن حقيقة أمر ابى حيان أهو ميت يبحث عن مدفن أم حي يستعطي الخليفة ثم يلعن الحكام ويكتب شتما فيؤمر بقتله( وهو ميت ) ! فضلا عن انه يعذب ويجلد وهو ميت ! فما ضره – اذا - ان يضرب او يمثّل بجثته؟ ولكن هكذا ارتأى المؤلف !
لا ستار في العرض الذي جرى في قاعة الدفنة بالشيراتون حيث عرضت المسرحية على منصة متوسطة . وعندما كانت انوار الصالة مضاءة لاكثر من 20 دقيقة بسبب تاخر العرض عن موعده تمكن المتفرجون من التمتع بالنظر الى ديكور ضخم فخم ممتد في الخلفية لبهو قصر باعمدة ونوافير على الجانبين وكان سقف القاعة ايضا فخما من الجبس والثريات الكريستال ولكن عندما اطفئت الاضواء وبدأ العرض لم يبد للجمهور سوى المنصة التي كانت خالية (بغرض تسهيل حركة الممثلين والراقصين(ثلاث اناث وثلاثة ذكور) عليها ) وفي الخلفية كان هناك ممر صغير يرقى اليه بسلّمين عن يمين ويسار ومن ورائه تتشابك على اعمدة اقمشة بلونين اسود وابيض (لعلهما الخير والشر او لعلهما شعار خلافة بني العباس ) تلك الاقمشة تسد تماما ذلك المنظر البديع للديكور الذي نصب هباء !! وعلى يمين المنصة بالنسبة للمتفرجين وقفت الفرقة الجزائرية ثلاثة رجال امامهم طبول الايقاع وجلس رجل رابع بيده عود طوال فترة العرض بصورة ظاهرة للعيان.
هناك تناقضات قد تكون متعمدة ومقصودة فنيا لدى الرميحي اذ ان ابا حيان جثة تسير وهي تلبس كفنا كالاسمال الفضفاضة غير انه يتصرف كأنه يستعيد أحداثا جرى بعضها في حياته! فهو مرة يجثو على ركبتيه يكتب لابن عباد كتابا (وفي العرض قيل انه يقرأه عليه ) بعدما حثته امه الجزعى قائلة : جوعى وفي مدادك الرزق فاذا به يتحدث عن شهوات الدنيا بينما حبيبته (المثل العليا ) تعنفه وتربأ به أن يمد يده لطاغية! وفي مشهد اخر ينطلق جند الخليفة ليقتلوه وهو ميت اصلا !
التناقض الاكبر الذي لا نستطيع الا ان نقف عنده هو ذلك الخلط بين ما يقوله ابو حيان وبين ما يسعى اليه ! فلم كان يبحث عن مدفن وهو يزعم بانه حرف مضىء لا يموت ؟ ولم بدا ابو حيان متصوفا بل درويشا من الدراويش يتمايل يمنة ويسرة ويردد (الله الله) على غير هدى بل مغيبا في حضرة اللوعة والغربة والترحال وهو العالم الجليل ؟ لايعنينا ابا حيان كما جاء في كتب التاريخ بل ننظر الى ابي حيان بوصفه عملا اجترحه الرميحي ولا نحيلكم الى سواه مرجعا ولا نناقش ابا حيان الا كما قدمه الرميحي في عرضه . ان اشخاص الرميحي جميعا في هذا العرض محض رموز فابو حيان هنا رمز العالم الحر وابن عباد رمز الطاغية السلطوى بينما الام هي الواقع المادي والحاجات الدنيوية والحبيبة هي المثل والقيم العليا والضمير والراقصات تتخذ ادوارا عدة فهي جوارح تنهش وهي زبانية تعذب وهي حراس اغتصاب وهي ملائكة رحمة وعناية وتمثل الجوقة اصواتا مختلفة: صوت الناس وصوت الكاتب وهي تارة مجموعة تلاميذ وتارة اخرى فرسان الخليفة واحيانا تبدو الجوقة ديكورا مكملا للوحة يرسمها المخرج على المنصة شأنها شان الراقصات اللاتي زج بهن المخرج في العرض ولا تمثل حركاتهن شيئا محددا في غالب الاوقات ولا تضيف اثراء ايمائيا لما يحدث لانه لاشيء يحدث ! وكأنما ادخلها المخرج لكسر تدوير العرض لان العرض يقوم اساسا على الكلام دون حركة الممثلين انظروا الى ابي حيان يتأوه ويهذي وابن عباد يهدد ويتوعد والام تشتكي والحبيبة تتجلى ! والمشهد نفسه يتكرر طوال العرض بل ان مشاهد الرحيل معادة مكرورة تسير على المنوال نفسه فهي تصور التجاء ابي حيان الى بلاد بني يعرب كما سماها الرميحي عبر القالب نفسه : مقدمة تمثل اغنية فولكورية للمنطقة المقصودة يعقبها خروج ممثل باللباس الشعبي وتنتهي بالعبارة نفسها( ارحل يا ابا حيان عن ارضنا ) في اسلوب اقرب الى الكوميديا منه الى التراجيديا الملائمة للموقف المأساوي . ومن اللافت ان ابا حيان يستقبله على باب مصر شيخ ازهري مخنث يتكسر في كلامه ومشيته !! يدمغه بالكفر ويأمر بسجنه وفي نهاية المطاف يطلق ابو حيان احكامه على جميع البلاد يقول الرميحي على لسان ابي حيان في النص ( الحزن وجه الشام ، القبر اغنية بغداد ، النيل يندب حظه، مكة لبست ثوبا اسود للزفاف ، والمغرب جثة تطلب المغفرة ) وهكذا دغدغ الرميحي مشاعر الجمهور تماما بكلماته هو منسوبة الى ابي حيان بصوت عزيز خيون الرخيم الذي كان يتلو دوره وكأنه قصيدة نثرية تحررت من موسيقاها وقافيتها ولكنها احتفظت بشحنتها الشعرية لان الممثل بأدائه الملحمي راح يتلوها مرة كالتراتيل القُدّاسية واخرى كاللطميات الحسينية. انه ممثل عراقي يبكي العراق فمن ذا لا يرق لذلك وكيف لا تشتعل الصالة تصفيقا وتصفيرا ؟
ان ابا حيان في العرض يخص الرميحي وحده! انه يقدمه عالما نحريرا !غير انه عالم ينفي المعرفة (فيتدروش) ويقدمه قلما حرا غير انه كاتب يبرر الاستعطاء بقوله لابن عباد ( اشترني بالاحسان اعتبدني بالشكر استعمل لساني .. ) ويقدمه ميتا صريع زمانه غير انه شهيد (ابدي) لا يزال يسعى دأبا الى موته والى دفنه . اختار الرميحي التنميط الدرامي الذي خبرناه منذ عقود ففضلا عن التجريد والاطلاقية والنمذجة تأتي الاسقاطية على رأس التنميط فقد جعل الرميحي من ابي حيان انموذج المثقف المأزوم ليس الا ! وجعل من عصره زمانا معاصرا واسقط الاوضاع الراهنة من فرقة وعنف وفساد وغزو على ما جرى في زمن التوحيدي. يحاكم الرميحي السلطة والعصر والبلاد التي تلفظ علماءها واحرارها وهو امر مقدر ولكن هل وفق الرميحي فنيا الى بغيته ؟ هل قدم التماعات ذهنية او تصويرا فنيا او رؤية متوازنة لاشكالية متفاقمة ؟
لقد اختار الرميحي شخصية درامية غير انه لم يضعها في موقف درامي اختار ابا حيان الفيلسوف الذي التجأ الى الصحراء واحرق كتبه ؟ قدمه موسوما باسم الحيرة و قدمه بتلك الصورة الملتبسة بل البائسة ؟ عالم يبحث عن فيض النور والعقل ولكنه ما فتىء يردد بانها معدومة( الدنيا كذبة والعين مرآة الوهم والعقل طفل لن يعرف سر الكون ) )حتى ان امه تستوقفه " كفاك يا بني انينا وعويلا وانت العالم الجليل وتقول له حبيبته معنفة بلا شك : انت الساقي من قبس المعرفة ؟!
ان ابا حيان الرميحي رجل لا يحمل الينا ولا الى الاخرين المحيطين به ما يتوقعونه وما ينتظرونه انه ميت يزاول هواية الموت على كل الوجوه ! انه يطرد بعيدا اولئك الذين وضعوا اسلحتهم تحت امرته وعقولهم تحت مرزم معرفته ويردهم قائلا (مالي وللسيف انا صاحب قلم احب الصمت) ويقول في مكان اخر : لانه لا ضوء ياتي من برق حد السيف ! اذا لم يكن ابو حيان الرميحي ابن لادن مثلا ولم يكن غاندي ايضا فلم لم يحمل فكرا ممتدا وقابلا لاعادة الانتاج مثل سميّه التاريخي ابي حيان التوحيدي الذي لم يزل حيا بعد أكثر من الف سنة !!. ان ابا حيان في العرض اسوء من الدرويش لان هذا الاخير يتفانى في ذات الله اما ابو حيان الرميحي فجثة تبحث عن قبر ! ميت يبحث عن موت أكبر وأكثر! وما ضر ابو حيان ميتا الا يقبر أو ان تنهشه الكواسر او ان تلفظه البلاد التي لم تحتوه حيا ولم تكرمه انسانا يسعى على الارض ؟
لقد اختار الرميحي كاتبا ومخرجا ان يختفي وراء شخصية ابي حيان غير انه لا يسبغ عليها شيئا من الالق والبريق الدرامي . اننا لا نسمع سوى صوت الرميحي وحده ذلك الصوت الذي يلاحقنا من مسرحياته الاخرى وعلى الاخص (قصة حب بين طارة وطبل والقرن الاسود !) انه صوت العرافة المطلق الذي يحذر من نبوءات مستطيرة ( مدن عطشى تزحف نحو الاضرحة ) وفي كل مرة يخلع الرميحي على الحب- العشق ذلك البهاء وذلك الشقاء الذي يجعله النجاة والمعرفة الوحيديتين الممكنتين الا ان ابطاله يفقدون الحب او يسلبوه ! . يختار ابو حيان في كل مرة الرحيل لكيلا يقع في المواجهة ! ان ابا حيان يقع ضحية للعنف غير مرة فالرميحي يعرّض ابا حيان للتعذيب الجسدي (يجلد ويعذب ثم يسجن بمصر) بل ان حبيبته تغتصب في العرض ( وهذا تنميط آخر ) في مشهد ايمائي لم يخل من حركات فجة وغير ضرورية ! اما في النص فان ابا حيان( يدخل يحمل جثة ماء الحياة محترقة بنار التسلط والعنف)
ان ابا حيان لا يختار ان يرد على العنف الا لاحقا عندما يقول (الصمت لسان ملعون .. سأكتب سألعنهم ) وليس هناك ضجيج اشد مما قد ينبعث من قلم حر ؟ نسمع ابا حيان يقول مرة : ( انا سيف المعرفة ) ولكنه يردد في مرات اكثر ان( الكلمات لا تجدي) ولذلك يعمد الى احراق كتبه في النص
يتمنى المرء لو ان الرميحي جعل ابا حيان يرفض ان يدفن ! لو انه جعل الارض تلفظ جثته كما ترفض الارض ان تأكل أجساد الانبياء لو جعل طالبيه يقتفون اثره فيهرب في ديار الاسلام فتنكره ميتا كما انكرته حيا تجحده اليوم كما سحقته بالامس يتمنى المرء لو ان ابا حيان يُكسر من الخارج لا ان يتكوم منذ البداية مكسورا جاهزا ترافقه امراتان احداهما الدنيا (الام) والاخرى المثل العليا ( الحبيبة) فلا هو انتمى الى هذه ولا تلك (ان الدنيا لم تواتني لاكون من الخائضين فيها والاخرة لم تغلب فاكون من العاملين) لها. ان الرميحي يرى ان ابا حيان رجل ضعيف امام شهوات الدنيا ويستشهد بنص ابي حيان ذاته ( لقد اضطررت الى التكفف الفاضح عند الخاصة والعامة والى بيع الدين والمروءة )
لطالما كانت الدراما هي المواجهة او الهروب من المواجهة بلا طائل لكي يقع المرء فيها في نهاية المطاف فالدراما اصطلاحا تفترض المواجهة داخلية او خارجية لان الدراما هي الصراع ولن يستطيع احد اقناعي بان الدراما قد خلت قط من الصراع فهذا ما يجده المرء في اوديب و هاملت و الام شجاعة و في انتظار غودو ولكن الدراما تحولت في عرض الرميحي الى نفي للدراما ! ان عرض(ابو حيان التوحيدي) اجترار لمشاهد مكرورة وكلام ملتبس!
لقد وضع الرميحي في عرضه اشخاصا كثرا على المنصة في الوقت نفسه وعجز عن التعامل مع تلك المجموعات (لاسيما الراقصات والجوقة )! وكانت الخشبة مزدحمة في بعض الاحيان اما ابن عباد فكان ايسرهم مؤونة لانه يطلق ضحكته الرنانة ثم يغادر ( لكي يغير ملابسه لانه تقمص ادوارا عدة دور المصري والشامي والمغربي والخليجي ) اما الراقصات اللاتي تعذر ان يغيرن ملابسهن (على الاقل بسبب ضيقها) فانهن تقمصن عدة ادوار بنفس الزي المناقير والذيول التي تدل على انهن طيور ! وعندما تنتهي وصلتهن يتكومن على الممر و فوق السلمين (وهذه فائدة وجود الممر) او يستلقين بطرق مختلفة لم تكن تعني شيئا مميزا ولا محددا لأصل العرض ولكنها مكملة للوحة التي رسمها المخرج على المنصة التي خلت من اي ديكور ما عدا الخلفية. بل ان كلا من الحبيبة والام عنما تقرران العودة الى بغداد لا تغادران المنصة بل تعطي كلتاهما الجمهور قفاهما وتقرفصان على اليسار ! يحشد المخرج الجميع على المنصة منذ البداية ويكون الراقصون- الطيور منكفئة على الجثة حتى اذا نهض ابو حيان يسأل سؤالا كاللازمة : الم ياذنوا بدفني بعد ؟ تتراجع الراقصات وتقف الجوقة بلا دور ولا حراك ليس لوجودها ولا لكلامها قيمة دلالية ولا جمالية !!
لم تخل الراقصات المكان الا لبضع ثوان في العرض كله وكذلك ابو حيان وامه وحبيبته (الا قليلا ) فالام تموت على المنصة وتظل مسجاة وتنهض وتتحدث في دورها وكذلك جثة الحبيبة ظلت في مقدمة الخشبة فترة بينما الاخرون يتحدثون ! ونحمد الله ان الجوقة تغادر الخشبة وتعود !
وربما اراد المخرج كسر الملل فاتى بالنّهام من الصالة الى الخشبة وكذلك جعل الراقصون يختفين عن الانظار قليلا عندما نزلن الى القاعة وقبعن على الارض بانتظار حركتهن ولا اقول دورهن . وبرغم وجود مطربة راحت تغني بين الفينة والاولى الا ان العرض وقع في الفتور في عدة مواضع مثلما يحدث عندما ينسى احد الممثلين دوره غير انه فتور الرتابة لا غير لان العرض لا يسير باتجاه معين !
ان " ابو حيان " دراما تقليدية تماما حيث النذل ابن عباد والبطل القدري ابو حيان الذي يعلم هو ونعلم كذلك مصيره من البداية ! وهناك تلك اللغة التهويمية الشعرية تطلق احكاما ونبوءات فتأخذنا مباشرة الى اجواء الدراما الملحمية الخطابية لاسيما في وجود الجوقة التي قد تتلبس ابو حيان نفسه فيتحدث وكأنه هو نفسه جوقة !
بل لقد قام الرميحي – مخرجا- بنقل حوار دار في النص بين الجوقة وابي حيان فجعله بين ابن عباد وابي حيان في العرض حين يقف الاثنان ويسأل ابو حيان ( من منا القاتل ومن منا المقتول ؟) ثم يتوسد نعشه سائلا نفسه او المتفرجين ( متى ينتصر نور الحرف ويقبر السيف التيجان ؟ )ولكن ابا حيان كان ضد العنف وضد السيف وكان لا يرى ان الحرف قد يحرض السيف ويمثل شرعيته في مرحلة الدعوة او العمل السياسي فهكذا كانت خلافة بني عباس قبل ان تبلغ الحكم محض دعوة ثم اصبحت حركة تحمل السلاح ضد خصومها من بني امية وهذا ما يسجله التاريخ لجميع الحركات حتى دولة الاسلام في صدر الاسلام حملت السلاح دفاعا عن نفسها ثم شرعت في الفتوح لتأمين حدودها ولئلا تكون فتنة في الارض .
لم يكن هناك ستار يهبط مؤذنا بنهاية العرض ولكن ابا حيان تثاقل الى الارض بعد خطبة مشحونة بالفجيعة والانين فصفق الجمهور لولا ان ابن عباد انبرى ضاحكا فتوقف التصفيق ظنا من الجمهور ان العرض استؤنف حتى ارتقى الرميحي الخشبة واصطف الممثلون فعلمنا يقينا بان العرض قد انتهى.
مقالة د عواطف نعيم في الرافد !
من الصعب رد الاخراج الى شخص واحد عندما يصمم لاوند هاجو مدير فرقة رمد الاستعراضية رقصات وحركة فرقته بينما يدير ممثل كبير مثل عزيز خيون حركته وادائه
ولا نستطيع رد السينوغرافيا الى شخص سهيل البياتي عندما لا نشعر باهميتها في العرض كما اسلفنا
النص ابو حيان من كتاب مجموعة مسرحية ( ابو حيان وسجلات رسمية ابو درياه ) الرميحي – اصدار المجلس الوطني ط1 عام 2005 مطابع الدوحة الحديثة
 

ليست هناك تعليقات: