نورة ال سعد
كان سقراط يأخذ على السفسطائيين في عصره اهتمامهم بوسائل الاتصال بالناس وكان يجعل منهم موضوعا للسخرية بيد انه اتهم - هو نفسه - بأنه لم يفعل غير ( الاستعراض الإعلامي الباهر ) على حد تعبير امبيرتو ايكو لان محاوراته الاقناعية على الأقل قد وقعت في فخ الإخراج المسرحي الذي كان بطبيعة الحال يتوخى أساليب الخطاب السائدة لاسيما في مجتمع محبذ للديمقراطية( رأي الأكثرية) فكان عليه الاهتمام بإقناع الآخرين للحصول على موافقتهم برغم اختلاف طرق البرهنة عنده عنها عند السفسطائيين .بيد أن سقراط يتميز أيضا عن السفسطائيين جذريا لأنه فضل أن يتجرع السم على أن يبيع نفسه وفكره وذاك فرق أخلاقي جوهري(1)