السبت، 22 نوفمبر 2008

بيان مركز الدوحة لحرية الاعلام


22/11/2008

كتب نورة آل سعد :
فوجئت بنبأ إيقاف نشر بيان مركز الدوحة لحرية الإعلام في جميع صحفنا المحلية في قطر سواء الصادرة بالعربية او الانكليزية! وهو بيان أصدره المركز بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني لحقوق الإنسان، ووضعه في موقعه الالكتروني (باللغات الثلاث). يدعو مركز الدوحة لحرية الإعلام - في بيانه المذكور - السلطات القطرية إلى العمل على تعديل قانون الصحافة.لا ادري ما الجديد او المباغت في ما جاء في ذلك البيان؟ ولماذا امتنعت الصحف عن نشره؟ هل كان البيان دامغ الحجة ام انه شديد اللهجة ام هل هو فاضح لشأن داخلي للغاية؟!الحقيقة ان البيان قدّم بتحية قطر على إطلاقها أول فضائية في المنطقة العربية تتخذ شعار «الرأي والرأي الآخر»، إضافة إلى أنها أنشأت مركز الدوحة لحرية الإعلام وهو ذو طابع عالمي، كما امتدح البيان تحفظ قطر على وثيقة وصفها بأنها «كفيلة بقمع حرية بث الفضائيات» في حين وافقت عليها الأكثرية الساحقة من وزراء إعلام جامعة الدول العربية ثم قال البيان «بيد أن هذا لا يعني أن الدوحة لا تواجه أي مشكلة في مجال حرية التعبير. فمعظم الصحافيين يعترفون بذلك وأول الإشكاليات هي الرقابة الذاتية. فهل هي تقليد ثقافي يفضّل التوافق على حساب كشف الحقائق المزعجة؟»ترى هل أحرجت قطر من إشارة البيان الى عدم توقيع قطر او مصادقتها على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي يقضي باحترام حقوق الإنسان؟هل استاءت الصحف من تساءل البيان عن عدم تعديل قانون الصحافة القطري الصادر منذ عام 1979 برغم كل الثورة الإعلامية والتكنولوجية من ظهور الفضائيات وشبكة الإنترنت؟ وهل «زعلوا» لان البيان وصف قانون المطبوعات القطري بانه «ينضح بالممنوعات والمحرّمات على الصحافة والصحافيين، ويمنح السلطات العامة امتيازات كبيرة»، ولا يتناسب قطعا مع ما تعلنه قطر من منحها هامشا من الحرية للإعلام المرئي والمسموع، كما لا يتماشى مع ما هو معلن من رفع الرقابة عن الصحافة منذ عام 1995لا يكاد ينقضي العجب من مقال نشر في جريدة العرب بقلم رئيس تحريرها عبد العزيز المحمود بعنوان «نرجو الا نحتاج لخدماته ابدا» حيث تحدث السيد المحمود عن المركز ذاته من دون أن يأتي على اي اشارة لذلك البيان المتزامن مع مقاله بالرغم من انه ذكر في مقدمته بانه دخل موقع المركز باحثا!! فلماذا لم يسترع البيان انتباهه؟ ولماذا اشعر بان مقاله انما جاء ردا غير مباشر على ذلك البيان على وجه الخصوص. كيف يوجه رئيس تحرير انتقادا مباشرا وبجرأة غير مسبوقة الى المركز الذي تتبناه قطر؟ متساءلا – فجأة - «عن آلية عمله وموازنته ومعاييره التي بناء عليها سيمنح المال أو يمسكه، وعلى أي أساس، وما تعريفه للحرية» بل ان المحمود يقول ان «المسألة برمتها معقدة ومتداخلة ويصعب فك طلاسمها، ولو دخل المركز في كل ذلك (يعني قضايا اضطهاد الصحافة ) فإنه سيستنفد جهده وماله وعرقه في حرث البحر»!! ويضيف «إن أعداد الصحافيين الذين يواجهون الصعوبات حول العالم أكثر مما يتخيل المرء، وحتى مسألة مساندة هؤلاء الصحافيين قد تدخل المركز في تعقيدات سياسية وإعلامية وتبعات مالية كبيرة» فهل يعني ذلك تراجعا عن الفكرة ام سوء تخطيط فحسب؟من جانبنا نحيي بيان الدوحة ونشاطره الاعتقاد بان إنشاء المركز مبادرة قطرية «ستبقى قاصرة عن دورها في تجويد الإعلام ما لم ينضم الصحافيون بأنفسهم إلى التعبئة المنشودة» على ان يسمح لهم بتنظيم أنفسهم ويمنحوا حق الانتساب إلى جمعيتهم الخاصة، لكي يمارسوا دورهم المهني في إيصال الرأي العام بمهنية وحرية ويقوموا بإجراء التحقيقات، من دون خوف، وتغطية كل القضايا، من دون استثناء.اننا -على خلاف السيد المحمود - نتوقع أننا سنحتاج الى مركز الدوحة لحرية الإعلام فهل سيكون المركز إلى جانبنا في كل الأوقات؟ وما موقفه اذا لم يعدل قانون المطبوعات ولم تشهر جمعية الصحافيين القطرية قبل ان يحين وقت استضافة قطر - في الثالث من مايو عام 2009- لليوم العالمي التاسع عشر لحرية الصحافة؟ بل ما موقف قطر ذاتها؟

ليست هناك تعليقات: