الأحد، 30 نوفمبر 2008

ضرورة وليس خيارا


بقلم : نورة آل سعد .
ان إيجاد البرلمان الوطني -بانتخاب شعبي- ذو الصلاحيات التشريعية الحقيقية وغير المقيدة ينتج حياة إدارية وسياسية في سبيل التصحيح المطلوب لعبور المأزق التحديثي والقانوني و..الحضاري الذي تعيشه في مجتمعاتنا في المنطقة.
بالطبع كان أحري بنا إيجاد مجلس بلدي مركزي فاعل صعودا الي التجربة الكاملة وإنضاجها ! اما الحديث عن مجالس طلابية برلمانية في المدارس او حتي في جامعة قطر فلا يعني شيئا ذا بال ما دمنا قد أخفقنا في إشاعة مبدأ الانتخابات في المؤسسات والمراكز المختلفة وحتي انتخابات غرفة صناعة وتجارة قطر لم تكن علي مستوي المصداقية او الفاعلية المرجوة . لقد اخترنا -اذا -سوق الناس سوقا الي اللجوء الي أحضان برنامج إذاعي مباشر هو (وطني الحبيب صباح الخير) ليكون منبرا شعبيا حرا وقام البرنامج بحسب استطاعته وبعد دعم المسئولين الكبار بدور خدماتي أكثر منه إعلامي أو توعوي !!
من المؤسف ان ثمة من ينصب نفسه حارسا وناصحا ويدعو الي تأجيل الانتخابات الشورية وكأن الانتخابات تقرع علي الأبواب !!وكأننا نحتاج من هؤلاء الناصحين ان يتجشموا (كلافة) الدعوة الي تأجيلها والغريب إنهم لم يعنّوا أنفسهم -بداية - بالدعوة الي قيامها ولو مشروطة أو متأخرة !! لابد من إيجاد البرلمان ذي السلطة التشريعية لكي نواجه مشكلات تشعبت وتفاقمت مضاعفاتها في حياتنا ومعيشتنا وخيمت ظلالها علي مستقبلنا ومصائر الأجيال القادمة .
من سيناقش القضايا الخطيرة المطروحة؟
مثل بيع الأراضي للأجانب في قطر؟ وإنفاق المليارات من المال العام علي مشاريع وافتتاحات بذخية ؟ والتخبط في مشاريع البنية التحتية ؟ فضلا عن قنابل موقوتة من جراء التدفق العمالي المستمر من أهمها الإضرابات والمظاهرات التي سوف تدعمها حتما وسائل إعلامية غربية ومنظمات دولية وكذلك الثمن الأمني الباهظ الذي ستدفعه المجتمعات المحتضنة لتلك الزيادة السكانية المفاجئة وغير المسبوقة بينما نلهث بلا توقف لإقامة مشاريع وتسهيلات تستوعب تلك الجحافل الغازية بدون إستراتيجية واضحة لإقامتها (الدائمة) !!
فهل بلغ بنا الأمر الي تأجيل مشاريع إسكان المواطن وخدماته وتعطيل قيام الحياة السياسية لأجل المشاريع المقامة من اجل الآخرين؟
لم يعد المواطنون يحسب لهم حساب بل أصبحوا يتعرضون للإقصاء ويعانون من عدم وجود منابر للتعبير ولا أقول التغيير، من يجبر الأنظمة ان تلجأ الي احتضان الوافدين بدل استيعاب مواطنيها وإصلاح شئونهم ؟
تلك الأنظمة التي احتوت شعوبها في المنطقة باقل ثمن (السكن والتوظيف والخدمات المجانية) ولكن بدون حياة سياسية! فماذا ستعطي شعوبها اليوم مقابل الولاء؟؟
تفقد الأنظمة الخليجية- تدريجيا- الهوية الوطنية في خططها ومشاريعها ورؤيتها !!
يسألكم الشباب -وهم اكبر فئة عمرية في المنطقة- لماذا تسحب الجامعة الوطنية بساطها الأحمدي ! ولا تستوعب المدينة التعليمية كل التخصصات ! في حين يمتنع الانتساب تماما ! وتوقف البعثات الدراسية الي اجل غير مسمي للطلاب والموظفين الحكوميين ! ولماذا هناك لوبيات من كل الجنسيات تزين لأرباب العمل ولأصحاب القرار بان الوافد عنده من الخبرة والمؤهلات ما ليس عند المواطن!!! وتأتي بأقاربها تباعا وتجر قبيلتها تحت مسمي ايد ماهرة وخبرات مميزة والنتيجة إنهاك الأجهزة الإدارية ثم الخروج - مكرمة معززة- من أبواب الاستقالة او الطرد او الهرب بالملايين مع تمتعها بكافة حقوقها المالية .
ان قوتنا في إستراتيجية وطنية نافذة تتكئ علي لحمة وطنية في مجتمع واحد لمواطنين بلا تفرقة ولا فئوية مع قيادة متفهمة وواعية لخطر المنعطف التاريخي.
نحتاج الي إرادة سياسية وطنية ذات قرارات شجاعة ولديها رؤية مستشرفة لمصلحة الوطن ام سنسمع قريبا عن مواطنين يفكرون بالهجرة او يعزمون عليها بحثا عن فرص في خارج الوطن؟
متي شكل المواطنون خطرا علي الأنظمة الحاكمة؟ ان المواطن تحكمه قيود كثيرة لا قيود أمنية فحسب بل قيود ثقافية واجتماعية تربطه بالقيادة السياسية في بلاده !
اتركوا متنفسا للشرفاء ! واطلبوا الرأي المخالف ! وأفسحوا للمنابر والجمعيات والمنتديات !! واستمعوا لأبناء الوطن فإنني أخشي ان ينتهي بنا الأمر الي اكتشاف خطير ! وهو ان الديمقراطية طماطم وليست خيارا.

ليست هناك تعليقات: