السبت، 22 نوفمبر 2008

الفزعة يا مينار


15/11/2008

كتب نورة آل سعد :
لم يحتف كتاب الاعمدة القطريون بتدشين مركز الدوحة لحرية الاعلام، اذ لم ار اشادة من احدهم بإنشاء المركز ولا من الاعلاميين القطريين! ربما لانهم لم يستشعروا بأنهم مدعوون او معنيون بالمركز! ذلك المركز الذي بدأ نشاطه قبل افتتاحه رسميا في منتصف اكتوبر الماضي بإجمالي مساعدات بلغت 100 حالة في 30 دولة.لا يمكننا بالطبع الا ان نرحب بإنشاء مركز تؤكد كلمات العديد من اعضاء مجلس امنائه من كبار الشخصيات في العالم على انه يعمل على «الحد من تقييد الحريات، وانهاء سيطرة شبكة المصالح والمال بشكل اكبر على الصحافة»، من دون ان يشرحوا لنا كيف سيتم ذلك من خلال مركز ايوائي وارشادي؟ وما الفرق بين مركز الدوحة ومنظمة «مراسلون بلا حدود»؟ وهل ستكون العلاقة بينهما ذات طابع تكاملي وتنسيقي بعد ان بوغتنا بمدير المركز الفرنسي روبير مينار يترك منصبه في المنظمة ويقدم الى الدوحة فجأة على غير ما كان مقررا متبوعا باشاعات تربطه بعلاقة مع الاستخبارات الاميركية!! ومعلنا ان المركز يهدف الى مساعدة الصحافيين المضطهدين واستقبالهم وتحديث التشريعات الصحافية في العالم العربي، اضافة الى اقامة متحف ونصب تذكاري لشهداء الصحافة!على الرغم من ذلك النداء الذي اطلقه مينار مناشدا الصحافيين العاملين في الدوحة ان يمدوه بالتشريعات التي تخصهم، وان يعينوا القيود التي تحد من نشاطهم الاعلامي فلا يبدو ان المؤسسات الصحفية عندنا تزمع على التحرك تلقائيا او ان العاملين فيها يتوقعون من مركز الدوحة القيام بأي نشاط في قطر من اي نوع او مستوى، وذلك لانهم يعتقدون غالبا بأن للمركز ــ شأنه شأن المؤسسة العربية للديموقراطية ــ اهدافا محددة ومرسومة.لقد صرح مينار بأن «المركز سيكون حرا وستكون عينه على قطر»، مضيفا ان «قطر ليست فوق النقد» بالرغم من ان تمويل المركز يقدم من دولة قطر بالكامل!!لا اعتقد ان الصحافيين القطريين مشمولون بعطف المركز لان مهنة الصحافة شبه معدومة في قطر! وقد اسر الي احد الاخوة العرب قائلا: تأكدي أن القطريين لا يستطيعون تشغيل صحيفة، ولم أفاجأ بكلامه لأن مهنة الصحافة طاردة للقطريين بامتياز. من المؤسف انه بعد اكثر من ثلاثة عقود من ظهور الصحافة في قطر لم تعمل تلك المؤسسات الربحية على توظيف قطريين او حتى على اسناد رئاسة الاقسام الترفيهية لاحدهم! بل ان ملفا لتعيين بعض الشباب القطريين لم يبت فيه على مكتب احد رؤساء التحرير منذ حوالي ثلاثة أشهر!بالامس سألني احد الزملاء: لماذا لا يكتب رؤساء التحرير مقالات سياسية؟ الا يعتبر ذلك المنصب تعيينا سياسيا؟ فقلت له: لقد عينوا اصلا ليمنعوا المقالات السياسية. هل يجدر بنا ان نتوقع من مركز الدوحة ان يضغط باتجاه انشاء جمعية للصحافيين في قطر، او ان يحل محلها في مجال الدفاع عن حقوقهم؟ وهل يجرؤ الصحافيون على اللجوء الى المركز من دون اغضاب جهات متنفذة قادرة على قطع ارزاقهم؟ لقد لفت مينار النظر الى «ان قانون الصحافة في قطر غير جيد وبحاجة الى تعديل» بحسب تعبيره، ونشرت احدى الصحف المحلية الصادرة باللغة الانكليزية على لسانه ان المركز يتولى بالفعل ملف قانون المطبوعات الجديد ومن المرتقب صدوره قريباً، الامر الذي اغفل ذكره تماما في الصحف الصادرة بالعربية!!سيظل كتاب مقالات الرأي القطريون يتشوفون ويستشرفون الاحداث ويمصمصون شفاههم ويتناقلون الاشاعات وهم يشهدون بأم اعينهم اطلاق مركز الدوحة لحرية الاعلام ويسمعون تأكيدات مينار بان المركز سيوفر للصحافيين محامين للدفاع عنهم، وسيتكفل بنفقات الاستشارات القانونية، ودفع الكفالات!! ولكنهم قد لا يتحمسون كثيرا لمثل تلك التصريحات اذ انه لا وجود لحريات حقيقية ما دامت لا تستند الى قاعدة مؤسسية اهلية راسخة وقائمة في واقع اقتصادي سوي ينعكس على مجمل العلاقات الاجتماعية وينظمها! بل على العكس يتخوف البعض ويحذر من هامش النقد المباشر المتحقق لانه قابل للتجيير لمصلحة السلطة تحت واجهات الديموقراطية والشراكة مع المجتمع الاهلي في حين تخنق ولادة الجمعيات والنوادي او تشهر مبتسرة وخديجة!

ليست هناك تعليقات: