السبت، 22 نوفمبر 2008

الظمانة تكسر الحوض

21 نوفمبر 2008

كتب نورة آل سعد :
اين هو المجتمع؟أي مجتمع ينبغي ان يضم نسقا إنتاجيا في وحدة تشكلها الثقافة والقيم المشتركة وتتمتع بمستوى من التنظيم يؤسس لقدر من التفاعل والتضامن والتساند الاجتماعي، وتؤطرها وحدة المصير لكي يضمن الاجتماع البشري الاستمرارية والتشابك.. والترقي؟ولكن المواطنين (على اختلاف الدرجة والفئة) ما هم الا جماعات متشرذمة قد يكونون بقايا مجتمع! ولكنهم ليسوا مجتمعا!ربما تكون هناك صورة مجتمع تحمل امتدادا تاريخيا في وعي الجماعات وذاكرة شيبانها وليست بالطبع الذاكرة الرسمية المدونة!من المتوقع ان تتصارع بعض «التكتلات» الوطنية لإثبات كيانها القبلي وثقافتها المتميزة (يعني لهجتها وسلومها) من خلال انغلاقيتها على نفسها، وسوف تعلن عن نفسها غالبا في المواسم الانتخابية الا انها تفتقد ايضا قنوات الاتصال والتنظيم. تهدر مقومات المجتمع الرئيسية وتضعف اسباب تسانده وتتلاشى باطراد.فلم يعد هناك اعتماد متبادل في حده المعقول بين الافراد في المجتمع! فهل يمثل المواطنون جماعة متميزة ومستقلة بذاتها معتمدة على نفسها في القيام بشؤونها عن سواها؟ هل يوجد تفاعل نتيجة تعامل مشترك بين افراد المجتمع؟ هل هناك مقومات للتكامل الاجتماعي في ظل ازدواجية سكانية بل فوضى سكانية؟ هل ثمة معايير وقيم يخضع لها الافراد في صورة نظام عام ملزم لجميع افراد المجتمع على حد سواء؟ هل توجد حياة اجتماعية وسياسية واقتصادية للمواطنين بمعزل عن تأثير الوافدين؟.هل يعد المجتمع وحدة قائمة بذاتها؟ ام انه عبارة عن تشرذمات من جماعات متعددة غير متساندة بالضرورة ولا تخضع لثقافة سائدة وليس ثمة شعور بالولاء أو المصير المشترك. لم ينتج ابدا – من قبل - عن الهجرات التاريخية التي عرفناها في الخليج تفكيك وهدم للمجتمع وتعطيل لتياره الرئيس ولم يتخل المواطنون طوعا أو كرها – كما يحصل الان - عن دورهم القيادي لمصلحة الهجرات الاخرى التي وفدت اليهم بحسبانها طارئا يجتهد للاندماج والذوبان في التيار الثقافي الاصلي ويكتسب ثقافته الجامعة ويخضع لها.ماذا يحدث اليوم؟ يتعاظم الوجود الطاغي للوافدين ويخلخل بنية المجتمع الاصلي ويعيق تماما عملية تطوره الطبيعي والايجابي لا بسبب وجود الوافدين بكثافة فحسب بل بسبب تأثيرهم البالغ في مجريات الامور وتسيير الحياة.لم يتعرض كثير من الدول التي غزتها الهجرات للاهتزاز في امتلاك ارادتها الوطنية ولا مقومات اتخاذ قرارها الوطني بمعزل عن التأثيرات الخارجية والضغوط لانها لم تكن مجرد مجتمعات ريعية! ليس لافرادها ادوار انتاجية حاسمة بل هامشية واشرافية بالامكان الاستغناء عنها!عانى مواطنو الخليج الامرين بسبب توغل الدولة ودورها وحجم مساهمتها وحراستها، وطمس ذلك دور المجتمع الاهلي طمسا،لقد اضمحل وانتهى الدور التقليدي المنتج النشط المستقل للنسق القديم ولم يحل محله نسق اجتماعي مواز أو متكافىء!لقد حل الريع محل الانتاج والدولة المركزية المتسلطة محل استقلالية المجتمع التقليدي وتحول المجتمع الى افراد مهمشين وزائدين لقاء الحصول على كوبونات نفطية( اسكان وقوت وطبابة واستهلاك )هل تجدي نفعا شعارات الديموقراطية والدعوة الى تمكين المرأة وانعاش حقوق الفئات المهمشة وتزكية مبدأ الانتخاب؟ كم تغير موقف الدولة من استقلالية العمل الاهلي والتجمعات الثقافية؟ وهل جرى فك الحصار عن الصحافة حقا؟وهل ارتفع سقف الحرية للتعبير والفكر؟ هل جرى تعديل مسار المجتمع وتصويبه لكي يتسنى للمواطنين الاضطلاع بدور رئيسي ولو في حده الادنى في ادارة شؤونهم؟

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

بالفعل خليتيني افكر بكلمة المجتمع
اللي درسناها في مادة التربية الاجتماعية والتي كانت تتكلم عن المجتمع القطري ..
حاليا نحن عيش في مجتمع عزابي
فبيوت العزاب تحيط ببيوت القطريين في الاحياء السكنية ..

نعيش بمجتمع خليط في المجمعات الصحية بكل انواعها والسبب توافد المقيميين عليها للاستفادة من التأمين الصحي ..

نعيش بمجتمع منحل صايع ضايع لا هوية له في المجمعات التجارية فلا تكاد تعرف القطرية من غير القطرية حيث ارتدت العاهرة العباءة القطرية وغطت نصف شعرها المصبوغ بشيلة مزركشة وبدأت تنادي الشباب بعيونها وقد سبقتها تموجات جسدها ..

نعيش في مجتمع ظهرت البطون والأرجل بطولها وشحمها ولحمها ولبس اللاو ويست
وظهر ما كان يعتبر محرما وعيبا واصبح اليوم معروضا من غير عيب ..


نحن نعيش في مجتمع لم نعهده من قبل
ففي الكثير من الأمكان نجد زوجين من بني البشر وقد التصقوا ببعضهم البعض
يتهامسون بود وحب و يتلمسون ما يمكنهم ان يتلمسوه ومن ثم يتبادلون القبل على مرآى من الأطفال والعزاب والنساء والسيارات ( اشدخل السيارات ؟ )

نحن نعيش في مجتمع تعاني الخدمات
معاناة قد تصل الى حد الانفجار من مشاركة الوافدين دون تقنين او حساب
وبالتالي علينا نحن ابناء المجتمع الأصلي الاقتصاد في الأكل والشرب واستخدام دورات المياه و الكهرباء والماء حتى يتسنى توفير ما ذكر للبقية الباقية من المجتمع ..

بالفعل المجتمع كلمة اصبحت مب كلمة اجتماعية فمفهوم المجتمع الذي كبرنا عليه سيختلف عند اطفالنا ..

فما هو تصور ابناءنا لكلمة المجتمع
بعد عشر سنوات ؟
ومن هم أهل المجتمع بنظرهم ؟

...........> المجهول