الأحد، 30 نوفمبر 2008

رؤساء التحرير في الصحف القطرية


في 30-1-2007
رؤساء التحرير (1)
نورة آل سعد

من أين يأتي رؤساء التحرير في الصحف والمجلات المحلية؟
.يقال ان منصب رئيس التحرير منصب سياسي لذلك يعين رئيس التحرير أو المشرف العام (عقبال أملتكم) من فوق، ولكن رئيس التحرير يأتي حتما من مكان ما فهو ليس نبتاً شيطانياً مثلاً أو حبة فوارة أو وجبة سهلة التحضير ينضجها الميكرويف خلال ثوان. وخلال الأعوام الماضية مر العشرات من رؤساء التحرير علي صفيح الصحافة الساخن ورأيناهم يأتون من كل مكان إلا من لحمة الكتابة الصحفية وسداها (إلا فيما ندر ندران بيض الصعو). لقد جاءوا من الإدارات الحكومية والمؤسسات الرياضية ومن أوساط المال والأعمال (ولا استبعد ان يحمل أحدهم رتبة عسكرية).ما أهم متطلبات (السي في) لرئيس التحرير؟ لا يبدو أن هناك مشتركا واضحا بين العشرات من رؤساء التحرير علي اختلافهم وتعددهم في الصحف الصادرة باللغتين. استغفر الله! إلا أنهم من الذكور الذين يتمتعون بوافر من الكياسة واللباقة لينسبوا الفضل لأهله فالحق ما تقوله الحكومة وما تقرره وما تمارسه في سياستها الداخلية والخارجية أقول ذلك لأن جميع رؤساء التحرير -بلا استثناء- كانوا وقافين عند النصوص الرسمية المقدسة.وقد سخروا أقلامهم التي كان شحيحاً حبرها إلا في الملمات التي تتعرض لها سمعة الدولة أو مصالحها للهجوم فقد أحسن انتقاء هؤلاء الرؤساء حتي من أشيع بأنه مغضوب عليه وتمت ازالته بدعوي انحرافه عن الجادة المستقيمة فإن الناس لم تر فيه حقا ميلا ولا علة غير ان عارضا من زغللة العيون جعلته يري الإشارة الحمراء (تخوضر) فتمادي قليلا (وساق الدلال) في غير وقته وموضعه وأتي بما لم يحمد!إذا جئنا لصلاحيات رؤساء التحرير وسلطاتهم فهي -بالكاد- تلاحظ بالعين المجردة فالمنصب له بلا شك هيلمانه وهيبته (وقد يكون سياسيا حقا) لأن رؤساء التحرير وحتي رئيس المجلس الوطني للثقافة (وهو المشرف الفخري علي مجلة الدوحة) يقابل من سفراء البعثات المعتمدة في الدولة أكثر مما يستقبل من الشخصيات الإعلامية والثقافية. ولعلكم تكتشفون بقليل من الجهد والمثابرة بأن الشخصيات الثقافية المرموقة عندنا هي أصلا من رجال المال والأعمال (وليسوا من أهل القمل والاسمال)! ولذلك فإن رؤساء التحرير من الصحافة القطرية ليسوا فاضيين للصحافة فقط فهم مشغولون بأدوار أهم في الحياة العامة فلديهم أعباء إدارية أو شركات خاصة يديرونها ويتولي ادارة الصحف فعليا كما هو متعارف عليه في عالم الصحافة مدير تحرير نشط أو نائب رئيس تحرير باله طويل لكي يتعامل مع وجع الراس اليومي للمحررين والفنيين ولذلك فإنه نادراً ما تتأثر الجريدة بخروج رئيس تحريرها فجأة من الباب (اللي يودي ولا يجيب) فيما عدا استثناءات محدودة الأثر جداً لا أستطيع تذكرها. وكل صحيفة من الصحف الثلاث تري ان لديها سياسة معينة دون ان تستطيع بالضبط ان توضح محدداتها العامة! وكل منها تزعم بأنها ملتزمة بخط جاد ورصين واحساس مرهف بنبض الوطن وهي تهتم بمصادر الإعلانات وبواعثها ولكنها -بالطبع- لا تبحث عن الربحية فقط!! ولا تقدمها علي حساب المضمون والمساحة المعتمدة دوليا للأخبار والمحليات والتقارير والمقالات!! تقول كل صحفية بالفم المليان نحن الأوسع انتشارا والأكثر توزيعا وهذا يوضح طبيعة المنافسة الشريفة بين الصحف الثلاث التي لا تفتأ تذكر القاريء (بعد الهنا بسنة) بأن الخبر الذي نوهت به منذ مدة قد أصبح رسميا ولكن لا يهم ما نوع الخبر ولا أهميته ولا وزنه.
رؤساء التحرير (2)
في 1-3-2007
وإذا نظرنا الي ما يكتبه رؤساء التحرير السابقون واللاحقون فإننا قد نعجب بأن أكثرهم من أهل الصمت من ذهب حتي إذا نطق أحدهم انهالت المرادم ! وبعضهم ينفض عن يراعه نومة أهل الكهف خير اللهم اجعله خير فيكتب في مواضيع أكل عليها صغار الكتاب وشربوا كالحفريات ومعاشات الشؤون وكأنه تقرير بائت لوكالة الأنباء القطرية!! وبعضهم تشبه مقالاته افتتاحيات الصحف أو يخيل إليك انه الناطق الرسمي لوزارة الخارجية القطرية (الذي لم ينطق - بالمناسبة - إلا مرات قليلة).ما توجهات رؤساء التحرير (المعينين) وما مواقفهم؟ طبعاً قد تقولون: انها الوطنية والولاء لمكتسبات الصحيفة ومقدراتها وخطها الوطني! وقد تقولون: لسنا نأبه لأي توجهات موجودة في صحف متحزبة هنا او هناك مالنا وللناس؟ لم يجب علينا أن نتخلي عن أوهامنا لنتبني أوهام غيرنا؟ واسمحوا لي أن أقول لكم بأن الشروط غير الموضوعية التي نعيشها تفرز أشخاصاً مرتابين مشوشين ومتشابهين مثلكم لا يؤمنون بغير ما ألفوا عليهم آباءهم من أولويات مثل الاستقرار وراحة البال والمنافع الضيقة.ان وجود أولئك الرؤساء لم يؤد فيما سبق الي فرض عقليات معينة علي الوسط الصحفي فحسب وإنما كرس - ولعقود مديدة - أسلوباً مخملياً في إدارة الصحف من أهم ملامحه العشوائية والمزاجية والتخبط وصدور صحف بلا طعم ولا مازيّة . تعد قطر اليوم الدولة الخليجية الوحيدة التي يتم - في سوقها - تداول صحف ومطبوعات تنتقد الحكومة والقيادة القطرية!! بينما تمتنع الصحف المحلية تعففاً عن ممارسة هذا الامتياز وتتواني عن انتقاد اي جهة او شخصية حتي لو كانت في السلم السفلي للحكومة ولا نكاد نري أي جريدة ممثلة في رئيس تحريرها يغلي في عروقها الدم فترفع - محقة - سبابة الاتهام مع وجود الدلائل والقرائن ضد جهات مختلفة في القطاعين الخاص والعام ممن أمعن في التجاوز والمخالفة وتحدي القوانين أو تجاهلها!.ان العالم من حولنا ينظر الي رؤساء التحرير في الصحف لكي يقولوا - يوما ما - قولتهم قبل ان يطيروا من مكانهم! ان كان هناك توجه نحو انشاء مدينة إعلامية ومنح تراخيص لامتلاك مؤسسات اعلامية خاصة للقطريين أو سواهم علي أن تبث أخبارها وموادها الإعلامية من الدوحة فهل يتصور بداهة ألا تملك تلك المؤسسات الإعلامية - ومن بينها الصحف - صلاحيات واسعة في تعيين رئيس تحرير أو إقالته بحسب مرئيات مجلس ادارتها ومصالحه الربحية دون الاستئذان أو حتي الاستئناس بتوجيهات عليا!.لعل الصحافة القطرية - اذا - تحتاج الي طفرة جينية! وينبغي حقنها بجرعات من الكروموسومات الأنثوية؟ ليس لأن المرأة القطرية (سنعة ودبرة) فحسب بل لأن مناط تمكين المرأة اليوم هو كسر القواعد والأطر القديمة. وقد ترضي المرأة بقليلها ردحاً من الزمن لأنها (تتمسكن) حتي تتمكن.

ليست هناك تعليقات: