السبت، 22 نوفمبر 2008

الما غلب على الطحين


06/10/2008

كتب نورة آل سعد :
في لقاء مع د. ابتسام الكتبي استاذ العلوم السياسية بجامعة الامارات اجرته اذاعة الشارقة منذ مدة بعنوان «اسبوع حملة الهوية الوطنية والانتماء» قالت د.الكتبي معلقة على الوضع في دبي «الما غلب على الطحين»، مشيرة الى جحافل المهاجرين من البشر والقادمين للاستيطان وليس باعتبارهم عمالة مؤقتة بالامكان التحوط لها او تسفيرها الى ان تستبدل بغيرها، لان بلداننا صارت تعتمد عليها من جهة، ولاننا مرتبطون باتفاقيات حقوقية وعمالية ملزمة لنا من جهة اخرى. ان بعض تلك الجماعات الوافدة الى كل من دبي وقطر تسعى الى التملك ولفترة تمتد لاربعة او خمسة اجيال من البشر فهل تنوي المغادرة يوما؟ اربعة اجيال تقيم في البلد فهل بالامكان اقتلاعها بعدئذ ؟ فكيف بنا اذا كبلتنا اتفاقيات دولية متعددة تصب في الغاية ذاتها وهي تقييدنا ومساندة حقوق الوافدين الاجانب؟ذكرت صحيفة إميريتس بيزنس في اغسطس الماضي أن شركات عقارية كبرى ألغت بندًا في عقودها مع مستثمرين يضمن لهم تأشيرات إقامة في حالة شراء عقار لحين صدور إشعار آخر، بينما اكدت مؤسسة اي ان جي في يونيو الماضي، أن إقبال الأجانب على شراء عقارات في دبي سينخفض إذا لم يحق لهم الحصول على حقوق إقامة بشكل آلي! وكانت دبي قد جذبت إليها مواطنين من دول تعاني من عدم الاستقرار السياسي مثل باكستان ولبنان وإيران.من المفارقة ان تركيا ذات الاراضي الشاسعة قد دقت فيها اجراس الخطر عندما بيع 7% فقط من منتجعاتها!! فكيف تعرض أحياء باكملها من خيرة المناطق وفي وسط الدوحة للاجانب في حين لا يستطيع المواطن القطري شراء «فوت» من وطنه ؟ فعلا اننا بمواجهة احتلال! وليس اختلالا سكانيا فحسب. العجيب ان يبرر كل ذلك بحجة تنويع الاقتصاد!! وهل يمكن فصل نتائج النمو الاقتصادي عن اولويات التنمية الاجتماعية؟ والمضحك المبكي ان تصرف على توسعة البنية الاساسية وتجديدها سنويا مبالغ ضخمة مرشحة للزيادة فلمن تصرف؟ان المليارات من عوائد النفط تضيع في مشاريع خدمية تتشعب وتزداد لكي تستوعب الوافدين الغرباء وتخدمهم ! يحذر الكتاب والباحثون من ان الاجانب يصنعون القرار الان فهم يضغطون باتجاه اقرار قوانين لمصلحتهم، قوانين اقامة وعمل وقوانين تجارة ويضغطون باسم الاتفاقيات الدولية، معتمدين على ضغط وجودهم السكاني المطرد وغير المبرر. ان هناك جاليات دينية مثل البهرة والقاديانية في الامارات تحتفل بوجودها، كما احتفل ببدء انشاء الكنيسة الثانية في مجمع الكنائس بقطر في رمضان بينما اهم جمعيات المجتمع المدني لم تشهر بعد! وهي في حال اشهارها مضيق عليها وغير قادرة على التنفس والحراك الطبيعي، لان الانظمة تخشى شعوبها وتطمئن لغيرهم!!حقا ان بين الشعوب والاسر الحاكمة في الخليج وشائج وتوافقات ضمنية غير مكتوبة، ولاشك بان بيننا وبين صناع القرار نسيجا وطنيا قويا وعلاقات قبلية واجتماعية، ولكن ذلك لم يعد يعوض عن غياب منظمات المجتمع المدني الفاعلة، لان الامور اليوم تعقدت وتشابكت ودخلت فيها متغيرات كثيرة خارجية. من الخطل التخوف من العنصر الوطني، فالمواطنون امسوا اقليات مهمشة وغير قادرة على التجمع والتواصل بعضهم مع بعض، يلهثون في سبيل تحقيق اقل الطموحات، ويتنافسون بعضهم مع بعض بسبب التقسيمات الفئوية والطائفية .ترى ما الثقافة الغالبة في المجتمع؟ وما الهوية الوطنية للسكان؟ والى متى الاعتماد على بيوت الخبرة الاجنبية كلية، وتركها تخطط لنا توجهاتنا وهويتنا الوطنية والتعليمية؟

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

لا تحاتين عند المسؤولين طحين كثير
ممكن يضيفونه على تصريحاتهم فيعادلون الماء بالطحين ..

اما المواطن فليغرق بالماء ولتمتلئ رئته بالطحين قبل خلطه بالماء ..

............> المجهول