الأحد، 30 نوفمبر 2008

يخلف الله علينا


بقلم : نورة آل سعد ..
أرسل اليّ أحد الكتاب السعوديين قائلا: (لا أعرف حتي الآن القطريين! كيف يفكرون؟ وماذا يتمنون؟ وكيف ينظرون إلي مستقبلهم؟ لكن أعتقد أن الوعي لدي الغالبية الساحقة شبه معدوم. أكثرهم يحبون الصيد والسفر وعلوم العربان. لكن يبدو أن التعليم عندكم يتحسن شيئا فشيئا)
واستطرد قائلا: (مع الأسف قناة الجزيرة لم تعطنا أي نافذة نتعرف بها علي القطريين والصحف (القطرية) مع الأسف متدنية ومتخلفة. والتلفزيون (القطري) الرسمي كله مسابقات ومحاضرات لمشايخ من السعودية. قبل سنة ونصف كنت في الدوحة ورأيت الأجانب أكثر من المواطنين وأحد المواطنين كان يشتكي من التغير الأخلاقي في البلد)
أطمئنكم بأنني رددت عليه وكفيت ووفيت! لقد تفاخرت بأن قطر فيها المدينة التعليمية ومراكز الأبحاث ومبادرة التعليم الجديد والجزيرة والآسياد وغاز الشمال. نستطيع ان نتوسل بالأسباب ونلتمس الأعذار التي جعلتنا في ذيل الركب وان نتصور بأن جيراننا يكرهوننا ويحسدوننا ويطيلون ألسنتهم علينا استخفافا بنا وبحجم البلد وقلة سكانه ولكنه لن يفسر سر تأخرنا الواضح عن خطواتهم المتقدمة.
اما قوله (لا اعرف القطريين!) فانا أيضا - مثله - لم ازل ابحث عن القطريين. تري هل لدينا نخبة من الناشطين السياسيين؟ هل هناك تيارات فكرية او تجمعات سياسية من فلول القوميين واليساريين فضلا عن السلفيين والليبراليين الإصلاحيين؟ هل أصبح المجتمع القطري اليوم عموما أكثر تقبلا لوجود الأضداد والمخالفين؟ وهل تسمح مناخاته بادوار لتلك التيارات؟
لا تشكّوا بأنني ضد التعصب القبلي والطائفية والغلو والتشدد الديني بل انني ضد ما يسمي الإسلام السياسي كما يطرحه اخوان الكويت واسلاميو البحرين أو سلفيو الجزيرة الجهاديون. انني مع توفر فرص حقيقية للتقدم السياسي والظهور العلني للهويات السياسية والتحاور في الهواء الطلق.
ان ثمة أدوارا ينبغي ألا تصد عنه الجمعيات المهنية وجمعيات النفع العام وكل مؤسسات المجتمع المدني لتفعيل القوي الاجتماعية من نساء واطفال وشباب ومثقفين ومهنيين وتثمير كل المبادرات ومختلف الفعاليات.
يجب ان يرتفع السقف الواطيء للصحافة والإعلام الرسمي لكي نتوقف عن التباهي بالجزيرة.. وحدها!
يجب ان تحل إشكالية المثقف (الجربان) والباحث المكروه المشكوك فيه والذي لا يستطيع ان يصارح جماعته وأهل بلده بسلبياتهم ومشاكلهم وتقصيرهم.
ينبغي ان تحل إشكالية الثقافة الباطنية المهيمنة علي منظومة القيم الفكرية والاجتماعية المعلنة.
ينبغي الاستجابة لمناشدات النخب القبلية والمثقفة حول سلبيات الحياة الاجتماعية لعدم تطبيق القوانين وإهدار الفرص التنموية وانتشار الفساد المالي والإداري وتعثر الأداء الحكومي وكل دعوات إحلال العدالة والمساواة وتحسين الأحوال المعيشية.
قد يطفو الهم الاقتصادي ومطالب المساواة في الفرص الوظيفية وتحسين الأوضاع المعيشية علي السطح ولكنه يعكس في الحقيقة طموح النخب الي تحسين أوضاعها السياسية عموما في سبيل تغليب قواعد الإصلاح وأسس الليبرالية وسيادة العقلانية علي القيم التقليدية المدعومة من قوي نافذة.
لن أقول بأن هناك استخفافا بالكيانات الصغيرة فإن كلا من البحرين ولبنان اصغر مساحة منا ولن أعزو ذلك الي سوء حظنا فحسب!
فالحظوظ لا تعول عليها الشعوب ذات العزيمة والكبرياء وإننا لنعول علي القطريين (رأسمال البلد ومذخوره النفيس) تلك الأجيال بزخمها وحصادها القادم لاسيما أولئك الذين ينتمون لعائلات تجارية ورأسمالية وطبقة متوسطة، ويحملون تطلعات علي مستوي السلطة والمكانة الاقتصادية والعمل السياسي ويمثلون نخبة سوف تمارس دورها في تعبئة المجتمع وحشد قواه الشعبية وطاقاته الشبابية - في رصيده القبلي والحضري- لتنشيط المخاض الاجتماعي والثقافي وتوجيهه وهو حراك متأت من عوامل قائمة وأخري قادمة كمبادرة تطوير التعليم والانفتاح علي العالم وكل استحقاقات المرحلة الراهنة باتجاه.. المستقبل.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

القطرييون تجدينهم يا ام عبدالله عند بوابة سم طال عمرك انت تفصل واحنا نلبس ..

انتهى

..................> المجهول